تعقد هذه القمة أواخر الاسبوع المقبل في فندق جلينيجلز الفاخر في اسكتلندا. ويرى الدكتور تشا داو جيونج الباحث في المعهد الدولي بجامعة الشعب في بكين أن مشاركة الصين في قمة مجموعة الثماني \"اعتراف واضح بالاهمية المتزايدة للاقتصاد الصيني بالنسبة للاقتصاد العالمي\". \r\n \r\n وأضاف أنه على \"الصين قبول هذه المسئولية\" ومن المنتظر في المستقبل أن تلعب الصين دورا رئيسيا في اجتماعات مجموعة الثمانية وقد تضم إليها لتصبح \"مجموعة التسعة\". \r\n \r\n يذكر أن هذه المرة الثانية التي تشارك فيها الصين في قمة مجموعة الثمانية بعد مشاركتها في قمة إيفيان عام .2003 والسبب وراء دعوة الصين هو أن آسيا والصين على وجه التحديد تحولت إلى \"محركات النمو الجديدة للعالم\" وفقا لكلمات الرئيس الصيني هو جينتاو. \r\n \r\n ووفقا للارقام الاقتصادية فقد تجاوز حجم الاقتصاد الصيني حجم الاقتصاد الكندي إحدى أعضاء مجموعة الدول الصناعية السبع كما أنه قارب على تجاوز حجم الاقتصاد الايطالي سادس أكبر اقتصاد في العالم الصناعي. \r\n \r\n ومما لا شك فيه أن مركز الثقل الاقتصادي في العالم يتحول حاليا إلى آسيا في الوقت الذي تعاني فيه الدول الصناعية التقليدية في الغرب من ضعف معدلات النمو الاقتصادي. فمعدل نمو الاقتصاد الصيني على سبيل المثال يصل إلى 9 في المئة في حين أن معدل نمو الاقتصاد الامريكي لا يتجاوز 4 في المئة ومعدل نمو اقتصاديات دول الاتحاد الاوروبي لا يتجاوز 2.5 في المئة. \r\n \r\n ويحقق الاقتصاد الصيني نموا مضطردا منذ عام 1979 مع بدء برنامج الاصلاح الاقتصادي حيث بلغ متوسط النمو السنوي 9.4 في المئة في حين تنمو الصادرات منذ ذلك الحين بنسبة 16 في المئة في المتوسط. ومن المتوقع أن يتراوح معدل نمو الاقتصاد الصيني خلال السنوات العشر المقبلة بين 7 و8 في المئة. ويتوقع هو جينتاو زيادة إجمالي الناتج المحلي الصيني بنسبة 400 في المئة بحلول .2020 \r\n \r\n ولا توجد دولة على سطح الارض قادرة على منافسة الصين في مجال جذب الاستثمارات الخارجية. ويتوقع خبراء زيادة حجم الانفاق الاستهلاكي بالصين خلال السنوات العشر المقبلة بنسبة 500 في المئة. \r\n \r\n وتتوقع جنرال موتورز الامريكية أكبر منتج للسيارات في العالم أن تصبح الصين ثاني أكبر سوق للسيارات على مستوى العالم العام المقبل. \r\n \r\n وإذا كان نمو الاقتصاد العالمي اعتمد على مدى سنوات مضت على الانفاق الاستهلاكي للامريكيين فإن الخبراء يتوقعون انتقال مركز الثقل إلى الصين ليصبح المستهلكون الصينيون محور نمو الاقتصاد العالمي خلال السنوات المقبلة. وإذا كان الامريكيون يمولون إنفاقهم الاستهلاكي عبر الاقتراض سواء على مستوى الافراد أو على مستوى الدولة فإن الصينيين يستطيعون تمويل إنفاقهم بشكل فعلي من خلال أموالهم حيث يبلغ معدل الادخار في الصيني إلى 23 في المئة. \r\n \r\n وبالطبع فصعود التنين الصيني يثير قلق القوى الاقتصادية التقليدية في العالم وبخاصة في الغرب. لذلك فإن هذه القوى تمارس ضغوطا كبيرة على الصين لكبح جماح نموها الاقتصادي. وهناك العديد من الملفات الساخنة على مائدة البحث بين قادة الدول الصناعية الكبرى والصين. \r\n \r\n وتأتي قضية صادرات المنسوجات الصينية على رأس القائمة بعد أن اجتاح طوفان المنسوجات الصينية الاسواق العالمية في أعقاب إلغاء نظام الحصص في تجارة المنسوجات العالمية منذ كانون الثاني/يناير الماضي. وتضغط الدول الغربية على الصين من أجل التوصل إلى آلية محددة لكبح جماح صادرات المنسوجات الصينية. \r\n \r\n أما الملف الثاني فهو سعر صرف العملة المحلية الصينية (اليوان) فالدول الصناعية الكبرى تتهم الصين بتعمد الابقاء على سعر صرف اليوان أقل من مستواه الحقيقي أمام العملات الرئيسية الاخرى الامر الذي يعطي الصادرات الصينية مزايا سعرية كبيرة في السوق الدولية. \r\n \r\n وترفض الصين تغيير سياستها النقدية في الوقت الراهن في الوقت الذي تضغط فيه الولاياتالمتحدة واليابان والاتحاد الاوروبي من أجل تحرير سعر صرف اليوان. \r\n \r\n ورغم أن كل طرف متمسك بموقفه فإن هناك اتفاقا ضمنيا على تفادي الدخول في حرب تجارية ستكون عواقبها وخيمة على الجميع لذلك فالرهان يظل على الزمن والسعي الحثيث للوصول إلى اتفاق. \r\n \r\n ومهما يكن الامر فالمؤكد أن الصين انضمت فعليا إلى نادي الكبار اقتصاديا ولن يمر وقت طويل حتى تحصل على العضوية الرسمية في صورة الاعتراف بها ضمن الدول الصناعية الكبرى في العالم لتصبح عضوا عاملا في مجموعة هذه الدول.