\r\n فكان الرئيس الصيني هو جينتاو قد استقبل في مطار بيونس ايرس من قبل دزينة اطفال تلوح بالاعلام الصينية والارجنتينية. واستقبل في برازيليا بما يليق من الحفاوة والتكريم من قبل لجنة مشتركة من الكونغرس. اما في هاانا, فقد قلده فيديل كاسترو وسام خوزي مارتي, وهو بمثابة اعلى تكريم كوبي. وفي اثناء زيارته الى امريكا اللاتينية, في الفترة الواقعة بين 11-24 تشرين ثاني الماضي كان هو جينتاو قد تسلم الهبات والعطايا, التي كانت مخصصة حتى ذلك الحين لرئيس الولاياتالمتحدة. وحدثت ثورة بروتوكوليه. عكست المسار الجديد للديبلوماسية العالمية: فكان مولد نجمة جديدة. ونتيجة للقوة التي تتمتع بها, والناجمة عن القاطرة الاقتصادية التي تجرها خلفها, فان الصين اخذة في التحول الى قوة سياسية. وهي الوحيد القادرة, بوقت قصير, على مزاحمة امريكا. ولكن الامبراطورية »الزرقاء«, ونظرا لحاجتها الى المواد الاولية. فهي اخذة باقامة مناطق نفوذ ديبلوماسي وذلك نكاية بواشنطن. \r\n \r\n وعبر جولته في امريكا الجنوبية, كان هو جينتاو قد تحدى الولاياتالمتحدة في عقر دارها, بحيث حول الصين الى مرجعية متميزة بالنسبة لتلك التي كانت دول »المحور«, وفقا لمبدأ مونرو, الذي يعبر عن عدم رغبة الولاياتالمتحدة بالتدخلات التي تحصل بالامريكيتين. كما وقع الرئيس الصيني على 39 عقدا تجاريا, والتزم باستثمار 100 مليار دولار خلال السنوات العشر القادمة. وبالنسبة لبقية انحاء الكون, كانت بكين قد انطلقت بحملة ديبلوماسية بمقدار 360 درجة. تمكنها من العمل على وضع حد للتفرد الامريكي, بدءا من آسيا, حيث وقع الرئيس الصيني بنهاية شهر تشرين اول الماضي. اتفاقية مع طهران من اجل التزود بالغاز الطبيعي, بقيمة 100 مليار دولار. \r\n \r\n كما كانت الصين قد حطت الرحال في افريقيا, حيث تعول على شبكة تجارية تطال 40 دولة, ابتداء من حقول النفط السودانية, الى المحطات الكهربائية المركزية الاثيوبية, ومن مصافي النفط النجيرية, الى سلسلة الحوانيت التجارية الصغيرة في جنوب افريقيا, وكان حجم المبادلات التجارية مع الدول الافريقية قد وصل في النصف الاول من عام ,2004 الى 12.68 مليار دولار, مقابل 10 مليارات في عام .2000 وكانت »المجسات« قد طالت استراليا كذلك, حيث تمكنت بكين من اختلاس حيز كان عائدا لواشنطن: فاصبحت الصين تحتل في عام 2003 - ,2004 السوق الثاني للتصدير بالنسبة لكامبيرا, وتأتي طوكيو بالمقام الاول. وذلك من خلال بيع بضائع بقيمة 9.9 مليار دولار. استراتيجية تذهب الى ما هو ابعد من ظاهرة التوسع الاقتصادي: فالدولة اخذة بفرض نفسها كزعيمة عالمية. وستقوم بعام 2008 باستضافة الالعاب الاولمبية في العاصمة بكين, كما ستنظم في عام 2015 المعرض العام الشامل في شنغهاي. \r\n \r\n وللمرة الاولى بعد انهيار الاتحاد السوييتي, نجد ان هناك دولة آخذة في تحدي الولاياتالمتحدة على مختلف الاصعدة الاقتصادية, والتجارية, والثقافية, التي كانت قد جعلت امريكا تمتلك زمام السيادة والسيطرة على الارض. هيمنة اخذت الصين في العمل على تخلخلها. وكان الامريكان هم اول من سجلوا ذلك: ففي شهر تموز الماضي, كانت صحيفة نيويورك تايمز, قد اطلقت على القرن الحادي والعشرين لقب »العصر الصيني«. تماما كما كان القرن العشرين قد مثل العصر الامريكي, ولقد قيل فيما مضى, انه في الوقت الذي تأخذ الصين فيه بالاستيقاظ, فهي التي ستجعل العالم باسره في حالة ارتعاش. وكان الذي تلفظ بهذه النبوة هو نابليون بونابارت. او هكذا تروي الاساطير على اقل تقدير. ومن المؤكد ان هنري كيسنجر, الذي كان قد شغل منصب وزير الخارجية في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون, هو الذي يعتقد اليوم بقرب تحقق مثل تلك النبوة. فهو يؤكد على ان التغيير الدراماتيكي فيما يخص السياسة الدولية, هو حاصل تحت وقع سمع وبصر الجميع«, فالانجذاب السياسي هو اخذ في الانتقال الى المنطقة الباسيفيكية. \r\n \r\n فمنذ ان طرح دينغ كسياوبينغ في العام ,1978 السياسة الخاصة باعمدة العصرنة الاربعة, كانت الصين قد سجلت معدل نمو اقترب من 5% من العام الواحد (9.1% في عام 2003). اما اليوم فهي تمثل المصنع الاكبر المشرعة ابوابه. ولا مثيل له على وجه الارض: فآلة تصوير اصبعية من اثنتين, وهاتف خلوي من كل ثلاثة, وغسالة من بين كل اربعة, هي صناعة صينية. ولكن الابناء الرأسماليين لنظام طالما قدم نفسه على اعتبار انه شيوعي. لا يكتفون بالتصدير فقط. فهم يشترون من كل شيء, عملا بحكمة دينغ كساوبنيغ, القائلة: »ان الاثراء انما يبعث على الفخر والاعتزاز«. فقد مثلت البلاد في عام ,2003 المشتري الاول بالنسبة للاسمنت, الكربون, الحديد الصلب, النيكل, والالمنيوم. \r\n \r\n والمستورد الثاني في عالم النفط. »شيوعية سوق ديمقراطية, التي وتبعا للتقرير الصادر عن بنك الاعمال, غولدمان ساشس«, ستكون قادرة في عام 2040 على تجاوز الولاياتالمتحدة, بحيث تصبح القوة الاقتصادية الاولى على وجه البسيطة. \r\n \r\n ما الذي سيحدث غدا: فيما يلي توقعات الخبراء, فيما يخص الصين, شريطة استمرار النمو الاقتصادي بالسير على نفس الايقاع الحالي: سوف تتجاوز الصين اليابان في عام .2015 ثم تتجاوز الولاياتالمتحدة في العام ,2040 بحيث تصبح القوة الاقتصادية الاولى في الكون, اما بحلول 2020 فسيكون متوسط الدخل بالنسبة للمئة مليون اسرة الاكثر ثراء, مساو لمثيله في اورويا الغربية. \r\n \r\n اما عدد الفلاحين النازحين من الارياف الى المدن, فسيصل الى ثلاثمئة مليون في عام ,2020 كما ان عدد السياح الصينيين الذين سيرتحلون الى ما وراء المحيط في ذلك العام سيصل الى مئة مليون. \r\n \r\n وسوف يتوجب على الصين في عام ,2030 استيراد ما نسبته 83% من احتياجاتها النفطية.0 \r\n \r\n عن: اسبوعية بانوراما الايطالية \r\n