رئيس جورجيا يتحدث مع فلاديمير بوتين

\r\n
وقال «ان هذه القواعد الروسية هي آخر ميراث يشير الى السيطرة والهيمنة السوفياتية التي كانت هنا» ومادامت روسيا وجورجيا لم تتوصلا الى موعد نهائي لتنفيذ هذا الانسحاب فان الرئيس الجورجي قرر عدم الذهاب‚\r\n
لا بد ان الرئيس بوتين شعر بالغضب الشديد على مقاطعة رئيس جورجيا لهذه الاحتفالات التي قصد منها اظهار استمرار الاهمية الاستراتيجية لروسيا على الساحة الدولية‚ وجاءت بعدها زيارة جورج بوش لجورجيا لتزيد الطين بلة‚
\r\n
منذ ان اصبح ساكشافيلي رئيسا منذ ثمانية عشر شهرا استحوذ على اهتمام العالم كرئيس شاب طموح وديمقراطي‚ وذكر بوش من جانبه انه على استعداد لتسهيل اجراء مفاوضات تساهم في ضمان الانسحاب الروسي‚
\r\n
منذ ان اصبح رئيسا لجورجيا في يناير 2004 قد هوت العلاقات الجورجية الروسية بصورة حادة‚ فاضافة الى قضية القواعد العسكرية فان هناك توترات بين الطرفين تعود الى ما تسميه جورجيا التدخل الروسي في شؤونها الداخلية عبر الدعم الذي تقدمه موسكو لاقليمين فيها يسعيان للانفصال وهما انجازيا وأوسيتا الجنوبية‚
\r\n
عمدت روسيا في البداية الى تخفيض وجودها العسكري في جورجيا بموجب معاهدة القوات المسلحة في اوروبا التي وقعتها دول منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في استنبول في 1999 وهو ما اطلق عليه في حينه اعلان استنبول‚ وقد وعدت روسيا باغلاق قاعدتين من قواعدها في يوليو 2000 والبدء باجراء محادثات مع القيادة الجورجية لتحديد جدول زمني لاغلاق بقية القواعد‚
\r\n
منذ 2000 عندما ادى الروس اغلاق أول قاعدتين والمحادثات تراوح مكانها‚ فروسيا طالبت بفترة زمنية قدرها 11 عاما لاغلاق بقية القواعد بينما اصرت جورجيا على ثلاث سنوات فقط‚ وقد مارست الولايات المتحدة الضغوط على روسيا للايفاء بالتزاماتها‚
\r\n
فجأة وقبل اسبوعين بدا وكأن الطرفين قد اقتربا كثيرا من التوصل الى صفقة‚ ففي 25 أبريل اعلنت وزيرة الخارجية الجورجية سالوم زورابشفيلي انها قد توصلت الى اتفاق مع نظيرها الروسي لبدء الانسحاب الروسي في 2005 لاغلاق بقية القواعد على أن يتم ذلك بحلول عام 2008‚ ضغط الجانب الجورجي من اجل التوقيع على اتفاقية رسمية بهذا الخصوص‚
\r\n
وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لم يؤكد علنا انه وعد بسحب قوات بلاده من جورجيا مع نهاية 2007‚ وتصر جورجيا على هذا التاريخ لخروج الروس لانها تريد ذهابهم قبل اجراء الانتخابات البرلمانية القادمة المقررة في 2008‚
\r\n
في 6 مايو الجاري عندما اجتمع وزيرا خارجية البلدين لم يتمكنا من الاتفاق على تاريخ محدد‚وأعلنت بعدها وزيرة الخارجية الجورجية ان رئيسها لن يسافر الى موسكو للمشاركة في تلك الاحتفالات‚
\r\n
وليس من الواضح الى اي مدى شجعت الولايات المتحدة روسيا من خلف الستار على الموافقة على الطلبات الجورجية فيما يتعلق بتحديد موعد نهائي للانسحاب او الى اي مدى شجعت جورجيا على اتخاذ مواقف متصلبة‚ زيارة بوش لجورجيا اعطت رئيسها الاحساس بوجود دعم اميركي لمواقفه المتشددة تجاه روسيا‚
\r\n
ان ما سيحدث بعد ان عاد بوش الى بلاده هو الاكثر اهمية‚ فعندما اتصل ساكشافيلي ببوتين في 7 مايو كانت هي المرة الاولى التي يحادثان بعضهما البعض منذ الصيف الماضي‚ الآن المحادثات المتعلقة بالقواعد العسكرية تم تأجيلها بالتأكيد الى اجل غير مسمى وقد يمضي البرلمان الجورجي في تهديده باعلان تلك القواعد غير شرعية بعد 15 مايو‚ وفي ظل عدم تحقيق اي تقدم ملموس حول القضايا الاخرى مثل أوسيتا الجنوبية وأنجازيا فان موسكو وتبليسي تتجهان الى صدام قد يكون حتميا‚ ويتوقع ساكاشفيلي حدوث دعم اميركي لبلاده اذا ما حصل هذا الصدام‚
\r\n
بالنسبة لبوش فان زيارة تبليسي كانت لحظات ممتعة ورمزية للتحدث عن الحرية والديمقراطية‚ وبالنسبة للرئيس الجورجي كانت دفعا مهما لاغلاق ملف الازمات مع موسكو‚
\r\n
السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو الى اي مدى سيدعم بوش تبليسي بعد انتهاء الحفل وعودة الضيوف كل الى بيته على جانبي الاطلسي؟
\r\n