ففيما يخص اسرائيل, فان البرنامج النووي الايراني كان قد تحول الى هاجس حقيقي, حيث اخبر شارون محادثه بوش بان طهران قد وصلت الى »نقطة اللاعودة«, فاصبحت قادرة على تصنيع القنابل النووية. ثم جاء الدور على احد المساعدين المقربين من رئيس الحكومة الاسرائيلية, ليخبر الصحفيين«, انه قد بات من الواجب اتخاذ اجراءات فورية ضد ايران; موضحاً انه انما يشير الى التقرير بشأن عقوبات دولية: فبات من المحتم انتقال الموضوع باكمله الى مجلس الامن الدولي, الذي يمتلك الصلاحيات والادوات الخاصة بالتدخل. أي العمل على اقرار العقوبات. ولكن, لم يعد هناك الكثير من الوقت, نظراً لكون ايران ستصل بالقريب العاجل الى نقطة تيكنولوجية معينة, يكون من المستحيل التراجع عنها. وعليه, فان رئيس الحكومة الاسرائيلية كان قد ذهب للقاء الرئيس بوش لحثه على ممارسة الضغوط ضد ايران, التي تعتبرها اسرائيل بمثابة التهديد المباشر لأمنها.ولم يتم التطرف اثناء الاجتماع الى امكانية تصرف اسرائيل منفردة, بحيث تعمد الى مهاجمة المنشآت النووية الايرانية. وعلى احتمال وجود الرغبة في اثارة ذلك, الا انه من المؤكد ان ليس هناك من اشار اليه من قريب او بعيد. \r\n \r\n ووفقاً لما اوردته صحيفة هاآرتس الاسرائيلية فإن شارون لاجل تدعيم حجته كان قد اطلع بوش على المعلومات التي حصلت عليها اجهزة المخابرات الاسرائيلية. ولاجل ذلك, كان قد اصطحب معه سكرتيره العسكري, الميجر جنرال يوها كالانت. وتصف النيويورك المشهد, حسب ما اورده كبار الموظفين الحاضرين, فتقول : لقد فرش شارون مجموعة من صور المواقع النووية الايرانية على الطاولة . \r\n \r\n ولكن لم يكن باستطاعة اي كان تحديد ان كان مصدر الصور الاصلي اسرائيليا ام امريكيا; وملتقطة بوساطة اقمار التجسس الاصطناعية, ام من قبل عملاء يعملون على الارض. ثم تأتي الصحيفة الامريكية على ذكر موظفين امريكيين كبار, كانوا قد قالوا بان الصور التي قام الاسرائيليون بعرضها, لم تأت بما هو جديد, بالنسبة لما يعرفونه من قبل. ويقولون كذلك, ان نفس الصور تلك, كانت قد فسرت بشكل مختلف تماماً: فنائب الادميرال لويل ايه. جاكوني, مدير وكالة المخابرات الدفاعية (المخابرات العسكرية الامريكية, Dia), كان قد صرح امام الكونغرس يوم 16 شباط الماضي, انه فيما لو لم يتم العمل على ايقاف طهران, فسوف يكون بامكانها امتلاك القدرة على تصنيع القنبلة النووية في بداية السنوات العشر المقبلة وليس قبل ذلك. والخلاف الحاصل ما بين المسؤولين الاسرائيليين, والبيت الابيض, فيما يخص تقييم الوضع- في حالة ان كان هذا صحيحا- لن يعمل على اي تغيير بالمعنى الاساسي, حيث ان لدى الادارة الامريكية القناعة كذلك, بان البرنامج النووي الايراني, لديه مقاصد حربية. وتبقى مشكلة فيما يخص المفاوضات مع طهران, مع كونها قد وافقت لغاية الان على الاستعانة بالجهود الاوروبية. \r\n \r\n وفي الوقت الحاضر, فان المفاوضات التي تضطلع بها ثلاث من الدول الاوروبية ( فرنسا, بريطانيا العظمى, والمانيا) كانت قد ادت الى موافقة ايران, بشكل طوعي , ومرحلي, على ايقاف النشاطات الخاصة بتخصيب اليوارنيوم. وهو ما كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد اثبتته عبر عمليات التفتيش التي قامت بها. ثم توقفت المفاوضات فيما بعد: فما زالت ايران تكرر الاعراب عن نيتها في عدم التخلي عن تخصيب اليورانيوم, وذلك بهدف انتاج وقود يلزمها لتشغيل محطاتها النووية (المدنية) الرئيسية; في حين تعرض في مقابل ذلك تقديم »ضمانات موضوعية«, تنص على ان نشاطاتها هي سلمية, وتنحصر في توليد الطاقة الكهربائية. \r\n \r\n اما الاوروبيون, فيكررون القول بان الضمانة الوحيدة هي المتمثلة في الغاء البرنامج الخاص بالتخصيب. ثم جاءت موافقة الاوروبيين في الشهر الماضي, على الاخذ بعين الاعتبار, الاقتراح الايراني القاضي بالاحتفاظ فقط ببرنامج تخصيب صغير, يكون تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية (Aiea): وسوف تتم مناقشة ذلك في جنيف, ببحر الاسبوع المقبل, من قبل فريق العمل التابع للمفاوضين, وعلى اعلى المستويات في لندن, بالتاسع والعشرين من الشهر الجاري. \r\n \r\n وتلخص صحيفة هاآرتس ذلك لتقول: انه, وتبعاً لما تعتقده اسرائيل, فان من شأن كل هذا العمل السماح لايران, بأخذ ما يكفي من الوقت, بحيث يساعدها على الاقتراب من هدفها. وتؤكد اسرائيل على ايقاف ايران لعمليات تخصيب اليوارنيوم نتيجة حدوث مشاكل تقنية ليس الا. وهو ما صرح به الى هاآرتس مصدر في الوفد الذي ترأسه شارون, حيث قال: »يحتاج الايرانيون الى بعض العناصر, ولكنهم باتوا قربيين من ادراك كامل النشاط الخاص بتخصيب اليوارنيوم. \r\n \r\n وبناء على ذلك, جاء طلب شارون من بوش بضرورة ممارسة الضغط على الاوروبيين من اجل نقل القضية الى مجلس الامن. واذا لم يتم الحديث عن عمليات هجوم, فان مثل هذه الفرضية تبقى حاضرة في الاجواء, وتكون مدعمة بالمزيد من المعلومات السرية, المفصلة اكثر باستمرار.0 \r\n \r\n عن: المانيفيستو الايطالية \r\n \r\n