ومن ثم تزدهر جميع الأديان بعيداً عن ضغوط الدولة وتكون هناك حرية في اعتناق ثوابت الدين؟ لقد انضم اخيرا وليام فوسيت، زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ، الى عدد من المنظرين الايديولوجيين في هجوم على المعارضة الموجهة ضد القضاة اليمينيين، واصفا تلك المعارضة بأنها اعتداء على رجال الدين». \r\n \r\n \r\n ويهدد توم ديلاي، زعيم الأغلبية في مجلس النواب، بعزل القضاة الذين يعتبرهم، خارج نطاق السيطرة مثل انطوني ام كينيدي، قاضي المحكمة العليا، الذي هو احد القضاة المحافظين الذين جرى تعيينهم من قبل رونالد ريغان. ويهدد ديلاي والسيناتور جون كورنين القضاة الفيدراليين الذين هم في معظمهم محافظون تم تعيينهم من قبل رؤساء جمهوريين محافظين بالعقاب بسبب اتخاذهم قرارات لا تروق لديلاي. \r\n \r\n \r\n نحن نشهد حاليا اسوأ هجوم على القضاء المستقل منذ أن شن جورج دالاس واخرون حملة وطنية «لاتهام ايرل وارين» بالخيانة والتقصير امام القضاء وذلك بسبب حكمه بأن الفصل العنصري يتنافى مع الدستور الاميركي. من نافلة القول أن هؤلاء المنظرين المتغطرسين لا يعترفون بهدفهم ويقولون انهم لا يفعلون شيئا سوى أنهم «يكبحون جماح القضاة النشطاء». \r\n \r\n \r\n ويقول هؤلاء انهم يريدون وضع نهاية «لاختبارات عباد الشمس» التي يكون فيها عامل واحد هو الحاسم في عملية تعيين القضاة ولكن القضاة محل النقاش يتم اختبارهم بدقة من قبل جمعية الفيدراليين المتشددة كي يكونوا معارضين ليس فقط لقانون «روو ويد» الخاص بمنح النساء حق الخصوصية والاختيار، وانما ليكونوا أيضا معارضين لتشريع «الاتفاق الجديد» الذي يمنح الكونغرس صلاحيات لتنظيم الشركات. \r\n \r\n \r\n ان المطالبة بأن تفرض المحاكم مجموعة من المعتقدات الدينية والادعاء بأن أي طرف يتجرأ ويعترض على تلك المعتقدات هو شخص معاد للدين المطالبة بهذا تعني اتباع نظريات لاهوتية خاطئة وممارسة ديمقراطية خاطئة. \r\n \r\n \r\n ولهذا السبب فان مؤسسي هذه الدولة، في سعيهم نحو حماية الحريات في اميركا، قد جعلوا عملية تأسيس أي كنيسة عملاً غير دستوري، لقد حذر مؤسسو الدولة الاميركية من الخسائر الرهيبة التي يمكن ان تنتج عنه الحروب الدينية سواء في الارواح اوالممتلكات، لقد سعى هؤلاء الى تحرير ممارسة الدين من سلطات الدولة ونفوذها والآن يريد فريست وديلاي ان يهدما هذا الحاجز في الولاياتالمتحدة حتى وهما يعملان على ادانة السلوك المتشدد لدى حكومتي ايران وافغانستان. \r\n \r\n \r\n ان الدستور الاميركي هو الاقدم في العالم، ويبث التزامنا بالقانون والحرية والديمقراطية وحقوق الاقلية يبث املاً في مختلف ارجاء الارض ولكن يتعين على اميركا الآن تقرير ما اذا كنا ملتزمين بتلك القيم أم مستعدين للتخلي عنها والسماح بحكم هؤلاء المتغطرسين الذين يدعون انهم وحدهم يتحدثون باسم الله. \r\n \r\n