وكان من المفترض أن يكون بولتون هو المتحدث الثاني بعد كولن باول إبان شغله لمنصب وكيل وزارة الخارجية الأميركية ولكن القصص التي تواترت عن خلافاته مع باول ومحاولاته المتعددة لتعطيل السياسات التي أقرتها وزارة الخارجية الأميركية كانت حدثا متفرداً في تاريخ السياسة الخارجية الأميركية‚ \r\n \r\n واذا ما أقر الكونغرس الأميركي ترشيح بولتون لشغل هذا المنصب‚ فسوف تلاقي وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس صعوبات كبيرة في توجيه بولتون‚ \r\n \r\n وأنا أشعر أنني مدين لبولتون باعتذار لأنني كنت قد وصفته في يوم من الأيام بأنه أكثر الدبلوماسيين فشلاً في الولاياتالمتحدة‚ وهذا الوصف لم يكن صحيحا‚ لأنه ينبغي أن ينسحب على قائدنا الرئيس بوش الذي استحق هذا الوصف تماما عندما دافع عن اختيار بولتون لشغل منصب سفير الولاياتالمتحدة لدى منظمة الأممالمتحدة في مؤتمره الصحفي الذي عقده في الثامن والعشرين من شهر أبريل الماضي‚ \r\n \r\n وخلال مؤتمره الصحفي الذي بثته محطات التلفزة في معظم دول العالم‚ عبر بوش عن التزامه بحل الأزمة النووية لكوريا الشمالية حلا سلميا‚ وأكد بشكل خاص على الحاجة للحصول على موافقة المجموعة الخماسية بهدف اعادة بيونغ يانغ الى طاولة المفاوضات من جديد بيد أنه لم يستطع أن يتمالك نفسه وهاجم زعيم كوريا الشمالية واصفا اياه بأنه شخص خطير يجوع شعبه وأكد على أنه طاغية‚ \r\n \r\n ولا شك في أن بوش يؤمن بهذه الأفكار وقد يكون الرئيس الأميركي محقا في كلامه‚ ولكن ترديد مثل هذه الأشياء بصورة علنية يقوض كثيرا من الجهود الدبلوماسية المبذولة من أجل اعادة بيونغ يانغ الى طاولة المفاوضات من جديد‚ وخصوصا في الوقت الذي يقوم فيه (كريستوفر هيل) مساعد وزيرة الخارجية الأميركية وكبير المفاوضين الأميركيين بزيارة الى الصين واليابان وكوريا الجنوبية بهدف الحصول على تأييد ودعم هذه الدول للموقف الأميركي حيال الأزمة النووية لكوريا الشمالية وهي الخطوة التي وصفها الرئيس بوش نفسه بالحاسمة والمهمة لتحركات ادارته الدبلوماسية‚ \r\n \r\n وما يهمنا هنا في المقام الأول هو مدى تأثير مثل هذه التصريحات على شركائنا الآخرين في الحوار في الصين واليابان وروسيا وأهم من ذلك كله كوريا الشمالية وكما أعلن بوش مرارا وتكرارا‚ ينبغي لكافة الأطراف السابقة أن تتوحد وتتحدث بصوت واحد حتى يتسنى لنا اقناع بيونغ يانغ بالعودة مرة أخرى الى طاولة المفاوضات ولكي يحدث هذا‚ يجب أن يقتنع حلفاؤنا تماما بأن واشنطن ملتزمة بخيار المفاوضات مع كوريا الشمالية‚ \r\n \r\n وأثناء زيارتي لخمس مدن كورية شمالية خلال الأسبوع الماضي‚ تحدثت مع بعض الطلبة والأساتذة الجامعيين ورجال الأمن وممثلي المنظمات الأهلية‚ والتقيت عددا قليلا من الناس الذين يعتقدون بأن الادارة الاميركية الحالية جادة في سعيها للتفاوض مع القيادة الحالية في بيونغ يانغ وقد كرر رئيسنا (المبجل) هجماته الشخصية على الزعيم الكوري وهو الأمر الذي أدى بالمواطن العادي في كوريا الشمالية والمحللين السياسيين على حد سواء الى الايمان بوجهة نظر واحدة وهي أن واشنطن تسعى لإبعاد كوريا الشمالية عن طاولة المفاوضات‚ وهو الأمر الذي قد يقوض من مساعي الولاياتالمتحدة للحصول على تأييد عالمي لتصوراتها ازاء الأزمة النووية لكوريا الشمالية واذا كان بوش يرغب حقا في الوصول الى حل دبلوماسي لهذه الأزمة‚ فسوف يتعين عليه احاطة نفسه بالدبلوماسيين الحقيقيين والمحنكين وسيتحتم عليه التصرف والتحدث بصورة دبلوماسية وذكية هو الآخر‚ واذا حدث عكس ذلك‚ فلن يفقد بوش مصداقيته في كوريا الشمالية فقط ولكنه سيفقد أيضا قلوب وعقول الشعب في كوريا الجنوبية أيضا‚ \r\n