وجاءت هذه الخطوة الاسرائيلية بعد يوم واحد من اتمام الحكومة خطة جدار الفصل المثير للخلاف, واعطائها الضوء الاخضر للمضي قدما في خطة الانسحاب من قطاع غزة. \r\n على ان هذه الاجراءات وحيدة الجانب من الطرف الاسرائيلي. وعلى الرغم من اعلانات التصالح, التي اخذت تنطلق منذ لقاء القمة التي عقدت في مصر بين رئيس الحكومة الاسرائيلية اريئيل شارون, والرئيس الفلسطيني محمود عباس, فيترتب على الطرفين اقامة علاقات تعاون متينة فيما بينهما. \r\n كان محمد حربية احد اولئك الذين تحرروا من الاسر الاسرائيلي الواسع منذ عقد من الزمان, وقد اطلق سراحه بعد ان امضى نصف محكوميته, خمس سنوات, لادانته بالمشاركة في اطلاق النار. وقبل مغادرة السجن, وقع »حربية« على تعهد بعدم دخول الاراضي الاسرائيلية, او التورط مع »منظمات ارهابية«. وقال معلقا على ذلك »تعتبر هذه الخطوة صحيحة لانها فرّجت عن قلوب الناس, وهو ما كان مطلوبا للابقاء على شعلة الامل لديهم«. ومن وجهة نظر محمد حربية, تتوافر الان فرصة حقيقية للتحرك نحو السلام, مضيفا بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس »يريد السلام فعلا, وعلى اسرائيل واجب مساعدته. وخطوة منه, وخطوة من الجانب الآخر, سيؤدي هذا النهج الى المزيد من اطلاق سراح المعتقلين وان لم تستفز اسرائيل الفلسطينيين, فان الهدنة ستترسخ, وستتواصل هذه العملية«. \r\n اما دياب ابو دية, عمدة قرية الحديدية, قرب الخليل, والذي اطلق سراحه مؤخرا كذلك, فيقول ان تحرير الاسرى هذا مدعاة لليأس, وليس للفرحة, ومؤشر على عدم وفاء اسرائيل بتعهداتها. »انني اشعر بالاسى العميق ازاء هذا التحرير للاسرى, لان قائمة المعتقلين لم تشمل اولئك الذين امضوا سنوات عديدة في السجن«. مضيفا بأنه يترك وراءه في السجن ابنا واخا واربعة ابناء عمومة. \r\n وتقول اسرائيل من جانبها ان هناك حدودا لهذه الدلالات التي ابدتها طالما ان محمود عباس لم يتحرك لضرب جماعات المقاتلين. فهو قد فضل, بدلا من ذلك, التفاوض مع هذه الجماعات لعقد هدنة. وفي هذا الخصوص, يقول رعنان غبسين, المتحدث باسم رئيس الحكومة اريئيل شارون, »ان اطلاق سراح المعتقلين ليس مجرد بادرة حسن نية, بل القصد منها ان يفي الفلسطينيون بتعهداتهم. وكلما طبقوا ذلك, كلما حصلوا على المزيد«. \r\n ويذكر هنا ان آخر مرة اطلقت فيها اسرائيل سراح المعتقلين الفلسطينيين وقعت عام ,2003 ولم ترحب السلطة الفلسطينية, ووصفته بأنه غير ملائم, لان معظم الذين اخلي سبيلهم كانوا قريبين من انتهاء مدة محكومياتهم, وان اعدادهم كانت اقل بكثير مما كان متوقعا. \r\n ويقول اسحاق كركه, رئيس نادي المعتقلين الفلسطينيين, واحد نشطاء حركة »فتح« عن هذا التحرير, انه »لم يتطرق الى المشكلة الرئيسية. فهناك المئات من المعتقلين القابعين في السجون منذ سنوات طوال, والعديد من المعاقين, ومن المبتلين بالامراض, وكذلك الاطفال. وهناك 800 من المعتقلين اداريا, اطلق سراح 118 معتقلا فقط منهم. انها خطوة انفرادية اتخذت من جانب واحد وكأنه لا وجود لشريك فلسطيني فيها. ذلك ان الشريك الفلسطيني لم يشارك في وضع القائمة«. \r\n وبدا كركه اكثر املا لاحقا حيال هذا التحرير للاسرى عندما قال »يعيش الشعب الفلسطيني, منذ اربع سنوات, مواجهة دامية, وقد يكون اطلاق سراح المعتقلين هذا بداية هدوء واستقرار ومفاوضات تؤدي الى انهاء النزاع, وان توافرت النية الطيبة الكافية عند الطرفين«. \r\n وتطالب السلطة الفلسطينية بأن تكون الدفعة التالية من اطلاق سراح المعتقلين, والتي ستشمل 400 معتقل خلال شهرين, تتضمن اولئك الذين يقضون احكاما بالسجن طويلة, بسبب هجمات وقعت ضد الاسرائيليين. وفي هذا الصدد, لا ينفي غيسين حالات مثل هؤلاء الافراد, لكنه يقول »لا تكون هناك اية صفقة اجمالية حيال اولئك الذين تمرغت ايديهم بدماء اسرائيليين«. \r\n على ان تحرير هذه الدفعة الاخيرة من المعتقلين, جاء وسط نقد فلسطيني حادّ لمصادقة الحكومة الاسرائيلية على تعديل خط سير جدار العزل في الضفة الغربية. ويقتطع هذا الخط الجديد اراضي اقل من الضفة الغربية عنه في الخطة الاصلية, دفاعا عن حكم المحكمة العليا الاسرائيلية في هذا الخصوص, ومع ذلك, فانه يشمل بين محدداته عددا من المجمعات السكنية للمستوطنات الاسرائيلية. وفي هذا الشأن, يقول وزير الاسكان الاسرائيلي, اسحاق هيرتزوغ, انه يأمل بأن يربط مستوطنة معاليه ادوميم بالعاصمة عن طريق بناء مستوطنات جديدة. \r\n في حين صرحت حكومة شارون بأن هذا الجدار قد شيّد لدواع امنية وحسب, وبأنه يمكن ازالته عند التوصل الى تسوية سياسية, فقد قال الوزير العمالي ماتان فلناعي, وبعد التصويت على الخط الجديد للجدار, »ما من شك انه سيؤثر على ترسيم الحدود النهائية لدولة اسرائيل«. \r\n وقال مسؤولون اسرائيليون انهم يحظون بتأييد واشنطن في الاحتفاظ بالمجمعات السكانية للمستوطنات في الضفة الغربية, في حالة ابرام اتفاق سلام في المستقبل. وقد اكد الرئيس بوش, في رسالة بعثها العام الماضي لشارون, على ان »الوقائع الجديدة« في الضفة الغربية - وهو يعني بذلك تركز المستوطنين الاسرائىليين - لا بد من اخذها بعين الاعتبار في تقرير مصير الحدود بين اسرائيل والدولة الفلسطينية.0 \r\n عن: »كريستيان ساينس مونيتور«. \r\n