\r\n المنظر المدهش في منطقة اريئيل تشقه الشوارع الجديدة التي انشأها (السادة) لاستعمالهم فقط، وتحتها تمر شوارع المحكومين القديمة. هناك في المستوى الأسفل توجد اليوم اسرائيل فلسطين الاخرى. يصل شبان اسرائيليون بالحافلات الى المستوطنات ومن هناك ينتقلون سيرا على الأقدام وفي سيارات أجرة فلسطينية بين الحواجز. انهم يتجولون في القرى مجموعات وأفرادا. بعضهم ينام في القرى وآخرون يسيرون الطريق نفسها في الغد ايضا. \r\n \r\n في كل مكان يستقبلونهم بالتحية وبوجوه مستبشرة؛ «تفضلوا»، يقول الاولاد في أبواب البيوت، كأنهم لم يسمعوا قط عن قذف الحجارة. القرويون ايضا في منطقة اريئيل فتحوا قلوبهم وبيوتهم للاسرائيليين الذين يريدون المشاركة في مقاومتهم غير العنيفة للجدار الذي يسلبهم ارضهم. لا يخاف الاسرائيليون في القرى حماس. \r\n \r\n اذا كان شيء يخيفهم فذاك هو الجيش الاسرائيلي الذي قد يقرر حسب أهواء القادة المحليين، رش المتظاهرين بكميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع، أو الاعلان عن منطقة المظاهرة منطقة عسكرية مغلقة لكي يكون في الامكان اعتقال الاسرائيليين. إن ما يجعل الاسرائيليين يقفون مع الفلسطينيين حيال الجيش هو الشعور بوجود خط أساسي من (العدل) لا يجوز تجاوزه. ليست التقديرات الأمنية هي التي أقرت المسار الحالي للجدار. \r\n \r\n لو كان الهدف منع تسلل (الارهاب)، لكان يمكن بناؤه على نحو آخر. المسار الذي خطط له العقيد (احتياط) شاؤول اريئيلي، رئيس مديرية السلام في حكومة باراك، تجاوز هو ايضا خطوط 1967 وضم الكتل الاستيطانية الكبيرة الى الجانب الاسرائيلي. ولكن الكيلومترات ال 300 التي قضمها ذلك الجدار من كل اراضي الضفة كانت أقل من ثلث ما يقضمه الخط الحالي. \r\n \r\n وقد فصل 56 ألف فلسطيني عن كل صلة متصلة بالضفة، بدل 400 ألف اليوم. يهدف مشروع جدار شارون والجيش الى الاستيلاء على أكبر جزء من اراضي الضفة التي تحد اسرائيل وتفريغها تدريجيا من سكانها. لقد أصبحت قلقيلية التي فصلت عن اراضيها وعن الضفة مدينة ميتة. هرب كثير من سكانها للبحث عن مصدر رزق في أطراف المدن في الضفة، ويغرق الآخرون في اليأس وتعفن الأسرى. هذا هو المستقبل الذي ينتظر بدّو وبيت سوريك والقرى الاخرى بين جفعات زئيف ومبسيرت تسيون. \r\n \r\n وجاء الآن دور الزاوية ودير بلوط بين اريئيل ورأس العين. بلسان الجيش، اريئيل وكدوميم هما «مخالب» الجدار، مخالب تنغرس الآن في ارض الضفة لنقل قطعة ضخمة من الارض الفلسطينية الى اسرائيل. في الطريق سيكون من الواجب «تطهير» الارض من سكانها بخنق بطيء، كما في قلقيلية. الاسرائيليون الذين يقفون إزاء الجيش وصلوا الى هناك لانهم يعلمون انه فوق قوانين الجيش التي تتحدث عن منطقة عسكرية مغلقة يوجد قانون دولي يحظر التطهير العرقي، وقانون الضمير. \r\n \r\n \r\n ولكن ما يعيدهم الى هناك يوما بعد يوم هو الحلف الجديد الذي نشأ بين الأطرف، إنه قرب بين اسرائيليين وفلسطينيين يحبون الحياة، والارض، والريح في المساء. انهم يعلمون انه يمكن العيش على نحو آخر في هذه البلاد. \r\n \r\n \r\n عن «يديعوت أحرونوت» \r\n \r\n