لكن الرئيس جورج بوش وقع بعد ايام قليلة على هجمات 11 سبتمبر (ايلول) مذكرة سرية تمنح وكالة «سي. آي. إيه» سلطة العمل بشكل مستقل عن البيت الأبيض وصلاحية نقل المشتبه فيهم الى البلدان المعنية. \r\n وقد اعترضت عدة مجموعات تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان والحريات على عمليات التسليم واعتبرتها خرقاً لتعهد ادارة الرئيس بوش بمنع استخدام التعذيب. \r\n وقال مسؤول أميركي ان برنامج نقل المشتبه فيهم يستهدف اولئك الذين يعتقد في انهم مطلعون على خطط عمليات إرهابية، مشدداً على ان وكالة «سي. آي. إيه» بذلت أقصى جهدها لضمان عدم تعريض المنقولين الى التعذيب واعتقالهم في ظروف إنسانية. \r\n وظلت إدارة بوش ترفض التأكيد علنا بوجود برنامج تسليم المشتبه فيهم الى بلدان اخرى، وقالت فقط ان الولاياتالمتحدة لم تسلم هؤلاء الأفراد ليتعرضوا للتعذيب. ورفض المسؤول كشف عدد السجناء الذين تم نقلهم كجزء من البرنامج. لكن مسؤولين حكوميين سابقين قالوا إنه منذ وقوع هجمات 11 سبتمبر، تم نقل بين 100 إلى 150 من المشتبه فيهم الى بلدان بينها مصر وسورية والأردن وباكستان. \r\n وتتعرض علميات التسليم التي تنفذها وكالة «سي آي إيه» الى انتقادات حادة بسبب الشهادات التي قدمها معتقلون سابقون وأكدوا فيها انهم تعرضوا الى الضرب والتقييد والإهانة والتعذيب بالكهرباء خلال اعتقالهم في سجون البلدان الأخرى قبل أن يطلق سراحهم بدون أن توجه لهم تهم. \r\n وتتضمن تلك الشهادات إفادات معتقلين مثل: \r\n الكندي السوري المولود ماهر عرعر الذي اعتقل في مطار بنيويورك بعد هجمات 11 سبتمبر بأسبوعين ثم نقل إلى سورية حيث ادعى انه تعرض هناك للتعذيب. وبعد عام على اعتقاله أطلق سراحه بدون ان توجه له أي تهمة. \r\n الألماني اللبناني المولد ماهر المصري، الذي اخذ من حافلة عند الحدود الصربية المقدونية في ديسمبر (كانون الأول) 2003 ثم تم نقله إلى أفغانستان وقال انه تعرض هناك الى الضرب والتخدير. وقد اطلق سراحه بعد خمسة أشهر بدون ان توجه له أي تهمة. \r\n الأسترالي المصري المولد ممدوح حبيب الذي اعتقل في باكستان بعد أسابيع قليلة على هجمات 11 سبتمبر ثم نقل إلى مصر وباكستانفغوانتانامو. وخلال اعتقاله قال حبيب انه تعرض للضرب والإذلال والصدمات الكهربائية. وأطلق سراحه بعد 40 شهرا على اعتقاله بدون توجيه أي تهمة له. \r\n واضافة الى وكالة «سي. آي. ايه»، قامت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ايضاً بنقل عدد من المعتقلين إلى سجون بلدان أخرى. وسلمت الوزارة 62 معتقلاً كانوا في غوانتانامو، الى باكستان والمغرب والكويت ضمن بلدان أخرى. وقد تم الإعلان عن هذا الاجراء. وبعض حالات التسليم تلك كانت بهدف المحاكمة، بينما كان البعض الآخر بغرض الاعتقال فقط.