48 ساعة جحيم، تحذير شديد من الأرصاد بشأن طقس اليوم الجمعة وغدا السبت    وزير الخارجية: غياب الإرادة السياسية الإسرائيلية يعيق وقف إطلاق النار بغزة    أول بابا أمريكي للفاتيكان.. دعا للسلام وبناء الجسور    الصومال يواجه شبح المجاعة مجددًا| 55 ألف طفل مهددون بالمرض والوفاة لتوقف المساعدات وإغلاق مراكز التغذية    صعود جديد في أسعار الذهب الفورية اليوم الجمعة    أبو شقة: لدينا قوانين سقيمة لا تناسب ما يؤسس له الرئيس السيسي من دولة حديثة    عقد ب800 مليون دولار أول ثمار سوريا منذ سقوط الأسد.. ما علاقة الإمارات؟    بيت لاهيا تحت القصف وحشد عسكري إسرائيلي .. ماذا يحدث في شمال غزة الآن؟    توقفوا فورا.. طلب عاجل من السعودية إلى إسرائيل (تفاصيل)    لاعب الأهلي يحتفل بخطوبته (شاهد)    4 مواجهات نارية في صراع الهبوط من الدوري .. ثنائي شعبي ينتفض    أمانة العمل الأهلي بالمنوفية تعقد إجتماعاً تنظيمياً لمناقشة خطة عملها    أول قرار من دفاع نجل الفنان محمد رمضان بعد الحكم بإيداعه في دار رعاية    جداول امتحانات الترم الثاني 2025 في بورسعيد لجميع الصفوف    صاحبة "الغزالة رايقة"، منة عدلي القيعي تحتفل بعقد قرانها على الفنان يوسف حشيش (صور)    د. محروس بريك يكتب: منازل الصبر    خروج أخر مستشفى لعلاج السرطان في غزة عن الخدمة    خسارة مصر وتتويج برشلونة باللقب.. نتائج مباريات أمس الخميس    الدوري الإسباني.. أوساسونا يهزم أتلتيكو مدريد بثنائية    اليوم.. الأوقاف تفتتح 11 مسجدًا جديداً بالمحافظات    هل الصلاة على النبي تحقق المعجزات..دار الإفتاء توضح    نشرة التوك شو| حجم خسائر قناة السويس خلال عام ونصف وتحذير من موجة شديدة الحرارة    القوى العاملة بالنواب: علاوة العاملين بالقطاع الخاص لن تقل عن 3% من الأجر التأميني    وكيل أول الشيوخ: مشروع قانون الإيجار القديم لن يخرج إلا في هذه الحالة    مسابقة معلمين بالحصة 2025.. قرار جديد من وزير التربية والتعليم وإعلان الموعد رسميًا    لاعب جنوب إفريقيا السابق: صن داونز سيفوز بسهولة على بيراميدز في نهائي دوري الأبطال    أسوان ضيفًا على طنطا في الجولة ال 36 بدوري المحترفين    بحضور وزير العمل الليبي.. تفعيل مذكرة التفاهم بين مجمع عمال مصر ووزارة العمل الليبية    طريقة عمل الأرز باللبن، حلوى لذيذة قدميها في الطقس الحار    الحوثيون يعلنون حظر الملاحة الجوية على مطار اللد-بن جوريون    البنك المركزي يطرح أذون خزانة محلية بقيمة 75 مليار جنيه الأحد المقبل    بيان مهم من العمل بشأن فرص عمل الإمارات.. تفاصيل    مصرع صغير وإصابة 21 آخرين في انقلاب سيارة عمالة زراعية في البحيرة    كمين شرطة مزيف.. السجن 10 سنوات ل 13 متهمًا سرقوا 790 هاتف محمول بالإكراه في الإسكندرية    دون وقوع إصابات.. السيطرة على حريق شب فى زراعات الهيش بمدينة إدفو    دون إصابات.. سقوط سيارة في ترعة بالغربية    ندوة علمية تناقش المنازعات والمطالبات في عقود التشييد -(تفاصيل)    25 صورة من عقد قران منة عدلي القيعي ويوسف حشيش    رامي جمال يعلن عن موعد طرح ألبومه الجديد ويطلب مساعدة الجمهور في اختيار اسمه    الكاتب صنع الله إبراهيم (سلامتك).. الوسط الثقافي ينتفض من أجل مؤلف «ذات».. بين الأدب وغرفة العمليات.. «صنع الله» يحظى باهتمام رئاسي ورعاية طبية    رسميًا بعد الانخفاض الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 16 مايو 2025    هل يمكن للذكاء الاصطناعي إلغاء دور الأب والأم والمدرسة؟    صفقات بمئات المليارات وتحولات سياسية مفاجئة.. حصاد زيارة ترامب إلى دول الخليج    "بعد الهزيمة من المغرب".. موعد مباراة منتخب مصر للشباب المقبلة في أمم أفريقيا    لقب الدوري السعودي يزين المسيرة الأسطورية لكريم بنزيما    إعلان أسماء الفائزين بجوائز معرض الدوحة الدولي للكتاب.. اعرفهم    بعد زيارة ترامب له.. ماذا تعرف عن جامع الشيخ زايد في الإمارات؟    النائب إيهاب منصور يطالب بوقف إخلاء المؤسسات الثقافية وتحويلها لأغراض أخرى    دعمًا للمبادرة الرئاسية.. «حماة الوطن» بالمنيا يشارك في حملة التبرع بالدم| صور    حيازة أسلحة بيضاء.. حبس متهم باليلطجة في باب الشعرية    أخبار × 24 ساعة.. الحكومة: جهود متواصلة لتأمين المخزون الاستراتيجى للقمح    بسنت شوقي: نجاح دوري في «وتقابل حبيب» فرق معي جماهيريًا وفنيًا    أمين الفتوى: التجرؤ على إصدار الفتوى بغير علم كبيرة من الكبائر    البحيرة: الكشف على 637 مواطنا من مرضى العيون وتوفير 275 نظارة طبية بقرية واقد بكوم حمادة    استعدادا للامتحانات، أطعمة ومشروبات تساعد الطلاب على التركيز    طريقة عمل القرع العسلي، تحلية لذيذة ومن صنع يديك    "الصحة" تفتح تحقيقا عاجلا في واقعة سيارة الإسعاف    "الأوقاف" تعلن موضع خطبة الجمعة غدا.. تعرف عليها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عالم بدون إسرائيل
نشر في التغيير يوم 06 - 03 - 2005

هل كان بالامكان ان يكون للفلسطينيين دولة مستقلة؟ هل كانت الولايات المتحدة متحررة من حليفها المرهق ستجد نفسها فجأة محبوبة في العالم الإسلامي؟تفكير بالمني. ان اسرائيل أبعد ما تكون عن خلق التوترات بل انها تحتوي من العداوات اكثر مما تتسبب فيه.
\r\n
\r\n
منذ الحرب العالمية الثانية لم تعان دولة انتكاس حظوظها مثل اسرائيل فبعد ان كانت اسرائيل محلا للاعجاب حتي سبعينات القرن ال20 بوصفها دولة هؤلاء اليهود الشجعان الذين عاشوا رغم كل ما تعرضوا له وجعلوا الديمقراطية والصحراء تزهر في مناخ معاد لكل من الحرية والخضرة اصبحت هدفا لانتزاع زاحف لشرعيتها يأتي التشهير متخفيا وراء قناعين الاول الاكثر ليونة يلوم اسرائيل علي اي ما يصيب الشرق الأوسط وعلي افساد السياسة الخارجية الامريكية انه المادة المألوفة للمقالات الافتتاحية في جميع ارجاء العالم ناهيك عن السم الخالص الذي ينضح من صفحات الصحافة العربية- الاسلامية اما النوع الصلب فيصوب علي وجود اسرائيل ذاته حسب تلك الصيغة ان اسرائيل ذاتها،وليس سلوكها هي التي تكمن في جذر المتاعب في الشرق الأوسط من هنا تأتي الخلاصة القاتلة للدولة بأن مولد اسرائيل علي ايدي كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي عام 1948 كان خطأ أليما رغم انه كان طموحا وصحيحا في ذلك الحين.
\r\n
\r\n
الصيغة اللينة مألوفة بما يكفي.أحد الافكار الرئيسية هي نظرية نسبة القوة الي اضعف الاطراف هكذا في الولايات المتحدة غرر اللوبي اليهودي وعصبة من المحافظين الجدد بادارة بوش لانتهاج سياسة غير عاقلة موالية لاسرائيل معادية للصالح القومي هذه النظرة كما حدث كثيرا في التاريخ تنسب قوة مبالغا بها الي اليهود ووراء هذا تلوح فكرة اخري اكثر عمومية انه من المنافي للديمقراطية علي نحو ما ان تلقي الكيانات القومية الفرعية بنفسها في خضم الحياة السياسية عندما يتعلق الامر بالسياسة الخارجية لكن دعنا نحصي الطرق التي تتصارع بها الكيانات القومية الفرعية علي الصالح القومي: النقابات والشركات الكبري تتنازع حول الرسوم الجمركية والثغرات الضريبية وتقوم المنظمات غير الحكومية بالتهييج حول التدخل الانساني ويمنعنا الكوبيون الامريكيون من تدخين السيكار الآتي من فويلتا ابوجا في سنوات سابقة احتشد البولونيون من اجل تضامن والافارقة الامريكيون ضد الفصل العنصري في جنوب افريقيا والليتوانيون ضد الاتحاد السوفييتي بكلمات اخري لم تقف دوامة الديمقراطية ابدا عند حافة الماء.
\r\n
\r\n
صيغة لينة اخري هي نظرية السبب الجذري بتنويعاته الكثيرة لان الاسرائيليين المتعنتين و المتعسفين هم المذنبون الرئيسيون يجب ان يعاقبوا ويردوا الي الوراء من اجل السلام.
\r\n
\r\n
مارسوا ضغطا علي اسرائيل اوقفوا المعونة الاقتصادية والعسكرية ابلغوهم اننا لن نرضي عن فظائعهم كانت تلك هي المواعظ الساخنة في الحقيقة كان هذا هو الهوس عند الطبقات الثرثارة ومؤسسة وزارة الخارجية لعقود من الزمن مع ذلك فكما ذكرنا سيغموند فرويد يميل الهوس الي الانتشار وهكذا توجد دائما اضافات خلاقة الي نظرية السبب الجذري المطروقة جيدا فيزعم اناتول ليفين من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي ان ما يحدث بين الاسرائيليين والفلسطينيين هو عقبة كأداء امام التحول الي الديمقراطي لانه يلهب اسوأ جوانب القومية العربية والثقافة العربية واشدها عدوانية بكلمات اخري يدفع النزاع المرض وليس العكس وهو ما يشبه ان يشرح متعارك في الشارع للشرطة ان بدأ كل شيء عندما رد هذا الشخص الضربة.
\r\n
\r\n
المشكلة مع نظرية السبب الجذري هذه ذات اوجه ثلاثة انها تخلط ان لم تقلب السبب والاثر انها تتجاهل مالا يحصي من النزاعات التي لاصلة لها باسرائيل وهي تعفي العرب من الذنب بنقل اللوم الي من تعرف اذا كان للمرء ان يصدق مفتش الامم المتحدة السابق عن الاسلحة سكوت ريتر فان السعي العربي الاسلامي الي اسلحة الدمار الشامل واستطرادا الحرب ضد العراق هما ايضا صنعا في اسرائيل.
\r\n
\r\n
يقول ريتر:طالما تمتلك اسرائيل اسلحة نووية تكون قد اختارت سبيلا يتسم في ذاته بالمواجهة.. الان لن تجلس البلدان العربية والعالم الاسلامي مكتوفة الايدي وتدع هذا يحدث سيسعون الي رادعهم الخاص رأينا هذا في العراق ليس فقط برادع نووي انما ايضا برادع من الاسلحة البيولوجية.. التي كان العراقيون يطورونها ردا علي التفوق النووي الاسرائيلي..
\r\n
\r\n
يمكن ان تكون هذه النظرية مقبولة لو لم تتصادم مع بعض الحقائق غير المريحة لم يستخدم العراقيون اسلحتهم للدمار الشامل ضد المغتصب الاسرائيلي بل ضد رفاقهم المسلمين اثناء الحرب العراقية الايرانية وضد رفاقهم العراقيين في الهجوم بالغاز السام ضد الاكراد في حلبجة عام 1988 ولم يكن اي منهما يشهر اسلحة نووية اما فيما يخص البرنامج النووي العراقي لدينا الان تقرير دويلفر المبني علي اقوال الموالين للنظام العراقي الذي انتهي الي ان ايران كانت المحفز الاول لهذه السياسة اعتبر المسؤولون العراقيون الكبار جميعا ايران العدو الرئيسي للعراق في المنطقة.
\r\n
\r\n
اما الرغبة في موازنة اسرائيل وكسب مركز ونفوذ في المنطقة فكانت ايضا ضمن الاعتبارات لكنها ثانوية.
\r\n
\r\n
الان الي الصيغة الصلبة بمراوغة شديدة تتسلل الي الحديث نغمة مدمرة اسرائيل ليست فقط جارا سييء السلوك بل دخيلا ليس موضع ترحيب هذه الصيغة التي مازلت تتردد علي وجل خارج العالم العربي يركب انصارها في الغرب المسرح علي انهم قائلوا الحقيقة الذين يجرأون علي مخالفة المحظور.
\r\n
\r\n
هكذا يعلن الكاتب البريطاني أ.ن.ويلسون انه توصل مترددا الي استخلاص ان اسرائيل من خلال اعمالها اثبتت ان ليس لها الحق في الوجود وقال الاكاديمي البرازيلي خوسيه آرثر جيانوتي بعد 11 سبتمبر 2001 فلنتفق علي ان تاريخ الشرق الاوسط كان يمكن ان يكون مختلفا كليا من دون دولة اسرائيل التي نكأت جرحا بين الاسلام والغرب هل تستطيع التخلص من الارهاب الاسلامي من دون التخلص من الجرح الذي هو مصدر احباط الارهابيين المحتملين؟
\r\n
\r\n
ويزعم توني جوت وهو استاذ ومدير معهد رامارك في جامعة نيويورك ان فكرة الدولة اليهودية ذاتها نشاز علي العصر انها تشبه مشروعا انفصاليا في اواخر القرن ال19 لا مكان له في هذا العالم المدهش الذي يتحرك نحو كمال الغرض في التعددية الاثنية والثقافية المترابطة بالقانون الدولي آن آوان التفكير فيما لايقبل التفكير فيه وبالتالي التخلي عن الدولة اليهودية لمصلحة دولة ثنائية القومية تضمنها بالطبع قوة دولية.
\r\n
\r\n
اذن فلنقبل ان اسرائيل نشاز علي التاريخ وخطأ تاريخي من دونه كان العالم العربي الاسلامي الممتد من الجزائر الي مصر ومن سوريا لم تكن الخطيئة الاصلية انشاء اسرائيل قد ارتكبت فلنتحرك من الماضي الي الحاضر متخيلين ان بوسعنا ان نحرك عصا سحرية و بووف تختفي اسرائيل من علي الخريطة .
\r\n
\r\n
حضارة المنازعات
\r\n
\r\n
فلنبدأ من مسيرة ماذا اذا عام 1948 عندما ولدت اسرائيل في خضم الحرب هل كان موت الوليد سيجتث المشكلة الفلسطينية في المنبت؟ ليس بالضبط فمصر وشرق الأردن الاردن حاليا وسوريا والعراق ولبنان زحفت علي حيفا وتل ابيب لا لكي تحرر فلسطين انما للاستيلاء عليها كان الغزو عرضا كلاسيكيا لتنافس القوي من جانب دول مجاورة بقصد الاستيلاء علي اراض لانفسها لو انتصروا ما نشأت دولة فلسطينية وكان سيكون هناك الكثير من اللاجئين الحقيقة اذا تصورنا ان الوطنية الفلسطينية استيقظت مثلما فعلت اواخر الستينات وفي السبعينات من القرن الماضي فربما كان الفلسطينيون الان يرسلون مفجرين انتحاريين الي مصر وسوريا وامكنة اخري.
\r\n
\r\n
لنتخيل ان اسرائيل اختفت عام 1967 بدلا من احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة اللتين كانتا تحت سلطة كل من ملك الاردن حسين ورئيس مصر جمال عبدالناصر علي التوالي هل كانا سيتخليان عن ممتلكاتهما الي الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات ويضيفان حيفا وتل ابيب كلمسة أخيرة؟غير محتمل.كان الحاكمان عدوين من كل ناحية عدا الاسم يوحدهما فقط.
\r\n
\r\n
كراهيتهما وخوفهما من عرفات مؤسس فتح حركة التحرير الوطني الفلسطيني والذي كان عن حق يتآمر ضد انظمة الحكم العربية باختصار كان السبب الجذري لانعدام الجنسية الفلسطينية سيبقي حتي في غياب اسرائيل.
\r\n
\r\n
دعنا في النهاية نقبل من خلال تجربة تفكير ان اسرائيل ستروح اليوم بووف كيف سيؤثر هذا التطور علي الامراض السياسية للشرق الاوسط لن يتنبأ احد بخفة بمسيرة سعيدة لهذه المنطقة الاقل كفاءة ما ان تختفي اسرائيل،إلا من يعتقدون ان المسألة الفلسطينية هي بؤرة صراع الشرق الاوسط لانه ليس هناك شيء من قبيل آل صراع يكشف احصاء سريعا عن خمس طرق تبقي حظوظ المنطقة علي ماهي عليه او أسوأ: دول ضد دول: يصعب ان يؤدي استئصال اسرائيل من التوازن الاقليمي الي دعم المحبة بين العرب فانسحاب القوتين الاستعماريتين بريطانيا وفرنسا في اواسط القرن ال20 خلف حفنة من الدول العربية الفتية تسعي الي اعادة رسم خريطة المنطقة منذ البداية الاولي ادعت سوريا احقيتها في لبنان عام 1970 لم يردع سوريا عن غزو الاردن بذريعة دعم انتفاضة فلسطينية سوي العسكرية الاسرائيلية علي مدي الخمسينات والستينات من القرن الماضي زعمت مصر الناصرية انها حامي القومية العربية وتدخلت في اليمن خلال ستينات القرن ال20 علي مدي اواخر السبعينات انغمس خليفة عبدالناصر انور السادات في مصادمات مع ليبيا وزحفت سوريا علي لبنان عام 1976 ثم ضمت البلد عمليا بعد ذلك ب15 سنة وشن العراق حربين ضد دولتين مسلمتين ايران عام 1980 والكويت عام 1990 كانت الحرب ضد ايران اطول حرب تقليدية في القرن ال20 لاشيء من تلك النزاعات له صلة بالنزاع الفلسطيني- الاسرائيلي الحقيقة ان اختفاء اسرائيل من شأنه ان يحرر ارصدة عسكرية للاستخدام في مثل هذه المنافسات الداخلية.
\r\n
\r\n
معتقدات ضد معتقدات يحسن بمن يعتقدون ان نزاع الشرق الأوسط هو شيء اسلامي -يهودي ان يدققوا في بطاقة العلاقات 14 عاما من سفك الدماء الطائفي في لبنانحملة صدام لاجتثاث الشيعة في اعقاب حرب الخليج الاولي ذبح سوريا 000ر200 شخص في معقل الاخوان المسلمين في حماة عام 1982 والعنف الارهابي ضد مسيحيي مصر في تسعينيات القرن ال20 اضف الي هذه الحصيلة القهر بين الطوائف مثلما يحدث في العربية السعودية حيث تشهر الطائفة الوهابية الاصولية هراوة سلطة الدولة لتفرض طريقتها الجافة في الحياة علي الاقل تدينا.
\r\n
\r\n
ايديولوجيات ضد ايديولوجيات: الصهيونية ليست المذهب الوحيد في المنطقة الحافلة بالايديولوجيات المتنافسة فرغم ان الحزبين البعثيين في سوريا والعراق نبعا من الاصل الفاشي الاوروبي ذاته فقد تطلع كلاهما الي الاسبقية في الشرق الاوسط واشهر عبدالناصر القومية العربية مقرونة بالاشتراكية ضد الدولة الوطنية العربية وعارض كل من البعثيين والناصريين النظم الملكية مثلما هو قائم في الاردن وتبقي ايران الخمينية والعربية السعودية الوهابية عدوين لدودين ماهي الصلة بالنزاع العربي- الاسرائيلي؟! لاشيء باستثناء حماس جيش ارهاب من المؤمنين دعمته اسرائيل ذات حين كمنافس لمنظمة التحرير الفلسطينية وهو الان مسؤول عن كثير من التفجيرات الانتحارية في اسرائيل لكن هل ستحل حماس نفسها ما ان تغيب اسرائيل؟بالكاد فلدي حماس طموحات اكبر من استئصال الكيان الصهيوني فالتنظيم يسعي الي ما ليس اقل من دولة عربية موحدة تحت حكم الله.
\r\n
\r\n
يتوبيا رجعية ضد الحداثة: ان العداء المشترك نحو اسرائيل هو الشيء الوحيد الذي يمنع التحديثيين العرب والتقليديين من تمزيق مجتمعاتهم فالاصوليون يتسابقون مع الاسلاميين الاصلاحيين لادماج المسجد والدولة تحت راية النبي الخضراء ويضع صراع طبقي لايكاد يخفي بورجوازية ضئيلة وملايين الشباب العاطلين ضد هيكل السلطة وهو عادة محسوبية دولتية تسيطر علي وسائل الانتاج ان اسرائيل ابعد ما تكون عن خلق التوترات انها في الحقيقة تحتوي العداوات في العالم المحيط بها.
\r\n
\r\n
نظم حكم ضد شعوب:لايستطيع وجود اسرائيل ان يفسر عرض دول المخابرات وعمقها دول الشرطة السرية في جميع انحاء الشرق الاوسط باستثناء الاردن والمغرب ومشيخات الخليج التي تمارس علي مضض ملكية مستنيرة وما البلدان العربية جميعا اضافة الي ايران وباكستان الا تنويعات علي الاستبداد- من دكتاتورية السلالة في سوريا الي سلطوية مصر لقد قتل النزاع الاهلي في الجزائر نحو 000ر100 دون ان تبدو هوادة علي الافق ويقال ان ضحايا صدام بلغوا 000ر300 وبعد ان استولي الخمينيون علي السلطة عام 1979 غرقت ايران ليس فقط في الحرب العراقية- الايرانية انما ايضا في قلاقل مدنية علي مدي ثمانينات القرن الماضي اما باكستان فهي انفجار ينتظر الوقوع ان القمع الذي لايرحم هو ثمن الاستقرار في هذه المنطقة.
\r\n
\r\n
مرة اخري ان توهم ان اخراج اسرائيل من معادلة الشرق الاوسط سينتج ديمقراطية ليبرالية في المنطقة يحتاج الي خيال جامح يمكن ان يكون معقولا الزعم بأن جدلية العداء تحبذ علي نحو ما الدكتاتورية في دول المواجهة مثل مصر وسوريا الحكومات التي تشهر قرب التهديد الصهيوني كذريعة لقمع الاعتراض لكن كيف اذن نفسر العنف في الجزائر البعيدة ونظام عبادة الشخصية في ليبيا ومايحدث في العربية السعودية واستبدال رجال الدين في ايران وفشل الديمقراطية الدائم في مد جذورها في باكستان هل تسبب اسرائيل علي نحو ما في مختلف دورات العنف التي انتجت جمهورية الخوف في العراق، اذا كان الاردن الدولة ذات الحدود الاطول مع اسرائيل يستطيع تجريب الملكية الدستورية لماذا ليست سوريا؟
\r\n
\r\n
لا يجدي وضع العجر في الديمقراطية والتنمية في العالم العربي علي عتبة الدولة اليهودية اسرائيل ذريعة،لا سبب وبالتالي فان نفيها لن يشفي الجراح التي الحقها العالم العربي الاسلامي بنفسه ولن تتحقق الحيلة عن طريق الصيغة الاخف نحر الدولة دولة ثنائية القومية ليس بالنظر الي حضارة الصدامات نستعير مصطلحا من المؤرخ البريطاني نيل فيرغسون التي هي العلامة المميزة للثقافة السياسية العربية فالصراع القاتل بين الاسرائيليين والفلسطينيين سينتقل ببساطة من الخارج الي الداخل.
\r\n
\r\n
عدوي،أنا
\r\n
\r\n
هل يستطيع اي شخص ان يعلن بضمير صاف ان عناصر العجز تلك في العالم العربي ستختفي مع اختفاء اسرائيل؟ ان تقريرين عن التنمية الانسانية العربية صادرين عن الامم المتحدة كتبهما كتاب عرب يقولان لا. الكوارث صناعة محلية للركود وفقدان الامل ثلاثة اسباب جذرية الاول هو نقص الحرية.
\r\n
\r\n
تسجل الامم المتحدة استقرار او تقراطيات مطلقة انتخابات مزورة قضاء مرتهن للسلطات التنفيذية وقيود في المجتمع المدني كما ان حرية التعبير والاجتماع مقيدة بحدة السبب الجذري الثاني هو الافتقار الي المعرفة:65 مليونا من البالغين اميون ونحو 10 ملايين طفل لم يلتحقوا بمدارس علي الاطلاق علي هذا النحو يتخلف العالم العربي علي نحو مطرد في البحث العلمي وتطور تكنولوجيا المعلومات ثالث الاسباب مشاركة الاناث في الحياة السياسية والاقتصادية هي الادني في العالم سيستمر النمو الاقتصادي في التراجع طالما بقيت امكانات نصف السكان غير مطروقة في الغالب.
\r\n
\r\n
هل سيصحح هذا كله نفسه عندما تختفي اخيرا تلك الاهانة اليهودية الغربية للعزة العربية؟هل ستختفي ايضا ملايين الشباب المتعطلين والمتململين وقود مدافع الارهاب مع حكم الحزب الواحد والفساد والاقتصادات المغلقة؟هذا الفهم له معني فقط اذا كان المرء يفضل تفسيرات السبب الوحيد او وهو الاسوأ يعتنق داء معينا ضد الدولة اليهودية ورفضها السلوك مثل السويد.
\r\n
\r\n
فكر في الامر لن تكون السويد هي السويد اذا عاشت في عالم الشرق الاوسط الهوبزوي نسبة الي توماس هوبز المفكر السياسي البريطاني الذي عاش بين القرنين ال16 وال17 ويعتبر مؤسس فكر الهندسة الاجتماعية المترجم.
\r\n
\r\n
اخيرا فان اكثر مسائل ماذا لو شعبية هي: هل ستقل كراهية العالم الاسلامي للولايات المتحدة اذا اختفت اسرائيل؟ مثلها مثل جميع تساؤلات ماذا لو يسمح هذا التساول بالادلة الموحية دون غيرها ابتداء ان فكرة ان خمسة ملايين يهودي هم وحدهم المسؤولون عن غضب نحو بليون مسلم لاتطيق العبء الملقي عليها ثانيا ان الكراهية العربية -الاسلامية للولايات المتحدة تسبق الاستيلاء علي الضفة الغربية وغزة تذكر الكره الذي خلفه الانقلاب الذي قادته الولايات المتحدة واعاد حكم الشاه في طهران عام 1953 او تدخل الولايات المتحدة في لبنان عام 1958 ما ان غادرت بريطانيا وفرنسا الشرق الاوسط اصبحت الولايات المتحدة القوة الغالبة والهدف رقم 1.قطعة اخري من الادلة الموحية ان اشد العداء غير الرسمي لامريكا يصدر عمن عينا نفسيهما حليفين للولايات المتحدة في الشرق الاوسط العربي،مصر والعربية السعودية،هل هذا الوضع بسبب اسرائيل ام لأنه مريح لهذين النظامين ان سيشغلا ويرهقا الاذهان بمشاجرات أجنبية علي نحو مايصفها شكسبير في هنري الرابع لالهاء شعبيهما عن اعتمادهما علي الشيطان الأكبر؟ .
\r\n
\r\n
خذ اعلان القاهرة ضد هيمنة الولايات المتحدة الذي صادق عليه 400 مندوب من ارجاء الشرق الاوسط والغرب في ديسمبر2002 ان بيان الاتهام المطول لا يذكر فلسطين إلا علي الهامش تستهدف الادانة المركزية التي جري التعبير عنها في فيض من التنويعات الولايات المتحدة لاحتكارها السلطة في اطار العولمة الرأسمالية ولاعادتها الكلونيالية ولسدها الطريق امام ظهور قوي من شأنها تحويل ميزان القوة نحو تعدد الاقطاب.
\r\n
\r\n
باختصار امريكا العالمية مسؤول عن مصائب العالم العربي جميعا وتأتي اسرائيل في المركز الثاني البعيد.
\r\n
\r\n
هذه الحكاية المألوفة لها منعطف ساخر كان احد الموقعين هو نادر فرجاني الكاتب الرئيسي لتقرير الامم المتحدة عن التنمية الانسانية العربية 2002 هكذا حتي هؤلاء الذين يقرون بالفشل الداخلي للعالم العربي ينتهون الي لوم الاخر فاذا اخذنا في الاعتبار ضخامة الاتهام فإن اطاحة اسرائيل لن تبريء الولايات المتحدة يضع خمينيو ايران المسألة علي وجهها الصحيح جدلا عندما يستنكرون امريكا بوصفها الشيطان الاكبر واسرائيل بوصفها الشيطان الاصغر خادم القوة الامريكية ان ما يعكر كارهي امريكا في الشرق الاوسط حقا هو تدخل واشنطن في شؤونهم سواء لاسباب تتعلق بالنفط او الارهاب او اسلحة الدمار الشامل هذه الحقيقة هي السبب في ان اسامة بن لادن بعد ان الحق نفسه بالقضية الفلسطينية بعد تفكير لاحق يسمي الامريكيين الصليبيين الجدد واليهود وكلاؤهم.
\r\n
\r\n
لايرمي اي من هذا الي المجادلة لمصلحة استمرار احتلال اسرائيل للضفة الغربية وغزة ولا الاعتذار للمصاعب القاسية التي تفرضها علي الفلسطينيين والذي هو مدمر حتي لروح اسرائيل ذاتها لكن كما يوحي هذا التحليل المصدر الحقيقي للقلق العربي هو الغرب كرمزملموس للبؤس وكهدف لايقاوم لما اسماه الدارس البارز للشرق الاوسط فؤاد عجمي الغضب العربي العنيف الامر المحير هو لماذا يعتقد كثيرون جدا من الغربيين مثل هؤلاء وقعوا اعلان القاهرة خلاف ذلك؟
\r\n
\r\n
هل هذا اعداء للسامية كما يسارع كثير من اليهود الي الظن؟لا لكن انكار شرعية اسرائيل يحمل شبها غامضا مع بعض الملامح المركزية لهذه النزعة الاكثر ظلامية طبقا لها اليهود طاغون ومنتشرون في كل مكان وبالتالي مسؤولون عن شرور العالم اليوم تجد اسرائيل نفسها في وضع مواز سواء كخادم او موظف لقوة الولايات المتحدة وتتنهد الصيغة اللينة:لو ان اسرائيل كانت معقولة أكثر.. اما الصيغة شبه الصلبة فتطلب ان تسحب الولايات المتحدة البساط من تحت اسرائيل لتفرض الليونة التي تأتي من العجز وتحلم الصيغة الصلبة بخلاص ينبع من اختفاء اسرائيل.
\r\n
\r\n
لماذا بالتأكيد لولا تلك النكتة القديمة من حرب 1948 بينما تصفر الطلقات فوق الرؤوس ويستنفد اليهوديان القابعان في حجرهما شكا احدهما اذا كان علي البريطانيين ان يمنحونا بلدا ليس لهم فلماذا لم يعطونا سويسرا؟اخيرا اسرائيل مجرد شريط من الارض في اكثر ارجاء العالم اذي ولم تبدأ بعد عملية التنظيف.
\r\n
\r\n
بقلم: جوزيف جوف
\r\n
\r\n
ناشر ورئيس تحرير داي زايت وزميل بحث في مؤسسة هوفر وزميل بارز في معهد الابحاث الدولية وكلاهما في جامعة ستانفورد.
\r\n
\r\n
عن مجلة فورين بوليسي الأمريكية.
\r\n
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.