فهذه القوى جادلت الجميع واقنعتهم لعقود بأن الردع النووي يساهم في المحافظة على السلاح‚ إذن لماذا يتوجب على ايران التي يحيط بها جيران يعتبرون من الأكثر خطورة على المستوى العالمي عدم امتلاك مثل هذا الرادع أيضا؟ \r\n \r\n وأين هو مصدر التهديد الذي يجعل ايران التي لم تبدأ أي حرب خلال المائتي عام الماضية تشعر انها مهددة الى درجة المضي في الطريق النووي؟ \r\n \r\n مصدر التهديد كان صدام وقد انتهى ومضى في سبيله ولكن هناك اسرائيل التي يشجعها المتشددون في الولاياتالمتحدة على توجيه ضربة «وقائية» للصناعة النووية الايرانية قبل ان تتمكن ايران من انتاج أي أسلحة او قنابل‚ \r\n \r\n الولاياتالمتحدة ترفض الاعتراف رسميا‚ بامتلاك اسرائيل للأسلحة النووية وان كان المسؤولون الأميركيون انفسهم يتحدثون في مجالسهم الخاصة عن امتلاك اسرائيل لمائتي رأس نووي‚ والى ان يتم الاعتراف بهذا الموضوع علنا فإن أميركا وبريطانيا وفرنسا تضيع وقتها عبثا في اقناع ايران بالتخلي عن برنامجها النووي‚ \r\n \r\n اسرائيل تقول انها دولة صغيرة محاصرة من قبل أعدائها العرب وهي بالتالي تعيش في ظل تهديد دائم بالتصفية على يد عضلات خصومها من العرب‚ وليس هناك دليل على ان الدول العربية قد استثمرت أي موارد بشرية او مالية لخوض حروب يمكن ان تكون كارثية بالنسبة لاسرائيل‚ \r\n \r\n كما انه ليس هناك دليل على ان الأسلحة النووية الاسرائيلية قد ردعت العرب عن خوض حروب محدودة او منعت الفلسطينيين من شن هجمات فدائية ولا يوجد أيضا ما يدل على ان أسلحة اسرائيل النووية قد أثرت على مواقف الدول العربية تجاه صنع السلام‚ \r\n \r\n حرب عام 1973 التي شنها العرب ضد اسرائيل وحرب الخليج 1991 تثبت بوضوح فشل الرادع النووي الاسرائيلي في اخافة العرب‚ فالعرب أدركوا كما أدرك الفيتناميون من قبل انه ليس بوسع خصمهم استخدام السلاح النووي ضدهم‚ \r\n \r\n اسرائيل تقول انها بحاجة للأسلحة النووية للاستعداد لرد أي هجوم مصري وسوري انتهازي إذا ما عادت هذه الدول الى عدائها لاسرائيل‚ ولكن يقول زئيف ماوز ان هذه الدول تحترم الاتفاقيات التي توقع عليها‚ فمصر لم تخرق معاهدة السلام عندما هاجمت اسرائيل سوريا ولبنان في عام 1982‚ كما ان سوريا لم تخرق اتفاقية فك الاشتباك مع اسرائيل عندما هاجمت الأخيرة القوات السورية‚ كما ان مصر وسوريا والأردن لم يخرق أي منها معاهدة السلام عندما انطلقت شرارة الانتفاضة الفلسطينية الثانية في سبتمبر 2000‚ \r\n \r\n ومنذ التوقيع على معاهدة السلام مع اسرائيل في 1979 فإن مصر خففت الانفاق على الدفاع من 22% من الناتج المحلي الاجمالي الى 75‚2% في عام 2002‚ \r\n \r\n أما سوريا فقد تراجعت هذه النسبة من 26% الى 7‚6% فقط في نفس الفترة‚ \r\n \r\n ان نفقات الدفاع مجتمعة لمصر وسوريا والأردن ولبنان تساوي 58% مما تنفقه اسرائيل‚ ان العرب هم من ينبغي عليهم ان يتخوفوا من القدرات العسكرية الاسرائيلية وليس العكس‚ \r\n \r\n ان السلاح النووي الاسرائيلي غير قابل للاستخدام من الناحية السياسية وغير مناسب للاستخدام من الناحية العسكرية‚ \r\n \r\n ان الطريقة السليمة للتصرف مع ايران هي ان تثبت لقيادتها ان الأسلحة النووية لن تزيد أي شيء لأمنها كما انها لم تضف أي شيء لاسرائيل‚ \r\n \r\n وإذا كان الغرب جادا فعلا في احتواء قضية السلاح النووي في المنطقة فإنه يجب ان يعالجها بالتركيز على جميع الأطراف وليس على طرف واحد فقط دون غيره‚ \r\n