\r\n هناك تغييرات كبرى قد طرأت على التفكير الحربي الاسرائيلي وتعد هذه التغييرات هي الاكبر منذ اقامة اسرائيل في عام 1948‚ فالقادة العسكريون كما تشير التقارير الصحفية يعتزمون شراء سفينة برمائية هجومية يبلغ وزنها 13 ألف طن اضافة الى حاملة طائرات صغيرة يمكنها ان تحمل 600 جندي مع دباباتهم ومروحيات هجومية وطائرات دون طيار للقيام بعمليات تبعد 3500 كيلو متر عن الدولة العبرية‚ \r\n \r\n واذا ما تم هذا فإنه يعد ثورة في التفكير العسكري الاسرائيلي وتطلعات للقوة وممارستها يمكن ان تهدد خصوم اسرائيل في المنطقة‚ \r\n \r\n وتقفز الى الاذهان ايران على الفور‚ ان حصول اسرائيل على ثلاث غواصات المانية الصنع يقال انها قادرة على حمل صواريخ كروز ذات رؤوس نووية اعطى الدولة اليهودية يدا إستراتيجية طويلة غير مسبوقة‚ \r\n \r\n واذا ما مضى المخططون العسكريون في اسرائيل بمشروع شراء سفينة هجومية فإن البحرية الاسرائيلية ستتحول من حرس لخفر السواحل الى بحرية قادرة على نشر قوات أرضية ووحدات تكتيكية جوية تقع بعيدا عن حدود الدولة ضد اهداف ظلت حتى الآن خارج نطاق القوة الاسرائيلية‚ \r\n \r\n وكما هو الحال في جميع الجيوش فإن المفاهيم الراديكالية مثل هذه وخاصة في مثل هذه الايام التي تتراجع فيها الميزانيات العسكرية ليست سهلة التطبيق‚ فالقوات الجوية على سبيل المثال مترددة في التخلي عن بعض قدراتها وصلاحياتها للبحرية‚ وسواء تمت الموافقة على مفهوم القوة الضاربة البرمائية او لم تتم فإن المناقشة المحيطة بها تدل على طريقة التفكير التي تسود الآن في المؤسسة العسكرية الاسرائيلية‚ من وجهة نظر هؤلاء القادة في تلك المؤسسة فإن المخاطر التي تواجه اسرائيل أبعد بكثير من حدود الانتفاضة‚ \r\n \r\n هذه التهديدات تأتي بصفة اساسية من اسلحة ايران النووية وبرنامج الصواريخ البالستية الذي لديها وتنامي قوة وصخب الحملات الارهابية‚ فالسلاح التقليدي العربي لم يعد يشكل ذلك التهديد الفعلي للأمن الاسرائيلي‚ ان سياسة اسرائيل طويلة الامد بشن ضربات وقائية وتفضيل شارون السعي لحل المشاكل السياسية باستخدام القوة العسكرية قد اصبح مبدأ اميركيا تحت قيادة جورج بوش‚ وهذا يعد اتجاها مقلقا وخاصة اذا ما اخذت به دولة مثل الولايات المتحدة‚ \r\n \r\n في الغارة الجوية التي شنتها اسرائيل على المفاعل النووي العراقي في عام 1981 استنكر البنتاغون ذلك الهجوم علنا وان كان قد شارك بصورة «غير رسمية» في التخطيط لشن ذلك الهجوم‚ \r\n \r\n ان الرجل الذي يدير المكتب الخاص الذي اقيم في وزارة الدفاع لدعم اسرائيل هو ريتشارد بيرل وهو احد المحافظين الجدد ويطلق عليه اسم «امير الظلام» وهو احد اشد المؤيدين لإسرائيل الذي دفع اميركا لحرب العراق من اجل التخلص من احد اعداء اسرائيل‚ \r\n \r\n بيرل هذا لم يعد يشغل اي منصب رسمي في الادارة ولكنه مع ذلك يبقى قوة لها نفوذها ضمن تلك الادارة‚ المحافظون الجدد استهدفوا ايران منذ فترة طويلة في الوقت الذي كرر فيه القادة الاسرائيليون تهديداتهم باتخاذ عمل وقائي لمنع ايران من امتلاك الاسلحة النووية‚ \r\n \r\n ان الاميركيين لا يستطيعون خوض حرب اخرى في الشرق الاوسط ولكن من الممكن ان تسمح واشنطن لاسرائيل بتكرار هجوم 1981‚ ولكن في هذه المرة ضد ايران وكما قال ضابط في المخابرات الاسرائيلية «قد يكون هناك سباق حول من سيضغط على الزر اولا نحن ام الأميركيون»‚ \r\n \r\n وفي دراسة أعدها أربعة من كبار المسؤولين السابقين في مؤسسة الدفاع في اسرائيل تحت عنوان «مستقبل اسرائيل الاستراتيجي» تم استبعاد اي حلول سياسية للمخاطر الخارجية التي تواجه الدولة اليهودية‚ \r\n \r\n وتقول تلك الدراسة «ان هذه الدول يجب ان تمنع من امتلاك السلاح النووي تحت اي ثمن حتى ولو اضطررنا للقيام بهجمات استباقية ضد تلك المواقع والبنية التحتية التي قد تستخدم لتطوير اسلحة نووية»‚ \r\n \r\n وتوصي الدراسة بالقيام بالتصفية الجسدية لبعض افراد النخبة في تلك الدول وقتل العلماء الذين يعملون في المشاريع النووية‚ \r\n \r\n ديلي ستار \r\n