ولم تأت زيارة بوش فقط مع ما أثاره تعيين نيغروبونتي من ردود فعل بل مع استمرار النقد الموجه ضد سي آي إيه قبل الحرب والتحقيقات الجارية حول ضباط من «س. آي. إيه» متهمين بإلحاق الأذى ببعض المشتبه فيهم كإرهابيين أثناء فترات التحقيق. \r\n وقال بوش للصحافيين بينما كان يقف في رواق المبنى بجانب مدير الوكالة بورتر غوس «أنا جئت إلى هنا لسببين... الأول هو أنني أردت طمأنة الأشخاص العاملين هنا بأن مساهمتهم كانت مهمة جدا لأمن الولاياتالمتحدة وأننا معا قد حققنا الكثير من الأمن لهذا البلد. وهناك الكثير من الأذكياء والمجتهدين والقادرين من الأميركيين يعملون في هذه البناية». \r\n أما السبب الثاني لسفره إلى مقر وكالة الاستخبارات المركزية في لانغلي بفرجينيا فهو لشرح أن «الإصلاحات» التي سيطبقها نغروبونتي «ستساعد «سي. آي. إيه» كي تقوم بعملها بشكل أفضل». \r\n وعلى الرغم من أن بوش كان واضحا في الأسابيع الأخيرة من أن نغروبونتي لا غوس هو الذي سيكون مستشاره الرئيسي للاستخبارات فإنه قلل من شأن دور نغروبونتي حينما وقف بجانب غوس مدير «سي. آي. إيه». \r\n وقال بوش إن سي. آي. إيه هي «مركز للوسط المتخصص في الاستخبارات لكن هناك عمليات جمع معلومات استخباراتية أخرى تدور ضمن مؤسسات حكومية أخرى. وعمل السفير نغروبونتي سيهدف إلى الحصول على المعلومات والتوثق من أن هناك تنسيقا في توزيعها وهذا لا يتحدد فقط بالبيت الأبيض فحسب، بل بمساهمين آخرين في إدارتي». \r\n وقال بوش أيضا إنه لن يمر وقت طويل قبل اعتقال أسامة بن لادن ومساعديه بضمنهم أيمن الظواهري نائب زعيم القاعدة وأبو مصعب الزرقاوي الأردني الذي يرأس شبكة ناشطة ادعت مسؤوليتها عن التفجيرات والاختطافات وأعمال قطع الرؤوس الأخيرة في العراق. \r\n كذلك أثنى الرئيس الأميركي على العاملين في سي آي إيه لجهودهم في القبض على بعض ميدانيي القاعدة، وقال «أنا لا أستطيع أن أشكر جامعي المعلومات الاستخباراتية والمحللين والميدانيين بشكل كاف على التضحيات التي قدموها». وتأتي الإشارة إلى بن لادن كمؤشر غير طبيعي، فمع التقدم الضئيل الذي تحقق في الجهود الهادفة إلى تحديد أين يوجد بن لادن، فإن الرئيس ردد اسمه وتحدث بصياغات عامة حول الحرب على الإرهاب و«القاعدة». \r\n وقبل ساعات من ذلك تمت مراسم تنصيب مايكل تشرتوف وزيرا للأمن الداخلي، وردد بوش تقارير ترددت على لسان مسؤولي استخبارات أميركيين تقول إن بن لادن حث الزرقاوي على التخطيط للقيام بهجمات خارج العراق بما فيها الولاياتالمتحدة. وقال بوش «رسالة بن لادن هي تذكير بأن «القاعدة» ما زالت تأمل بالهجوم علينا وفوق أراضينا... وإيقافها هو أكبر تحد بالنسبة لنا حاليا». وقال مسؤولون في مكافحة الإرهاب إن تعليقات بوش مستندة إلى تقريري استخبارات، الأول ينظر إليه باعتباره يمكن الاعتماد على صدقه لدرجة عالية وهو عبارة عن اتصال مشفر بين بن لادن والزرقاوي. وقال المسؤولون إن تاريخ وطريقة التحادث غير واضحين لكنهم قالوا إن الرجلين ناقشا إمكانية توسيع الهجمات كي تتجاوز حدود العراق. \r\n لكن يبدو أنه لم يتم أي نقاش حسبما قال المسؤولون حول متى وأين ستقع هجمات من هذا النوع. أما التقرير الثاني فهو يستند إلى أمنية الزرقاوي بتحريك التمرد إلى ما وراء حدود العراق وربما للولايات المتحدة، لكن المسؤولين قالوا إن مدى صدق ذلك التقرير وفيما إذا كان ذلك يعكس التخطيط الميداني، يظلان لغزين. \r\n * خدمة «نيويورك تايمز»