\r\n \r\n ث المسؤولون في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، ووكالات الاستخبارات ومكافحة الإرهاب الأخرى عن الأسباب التي دفعت الطرفين إلى إبرام هذا التحالف. وقد ظهرت الأحد في موقع مرتبط بمنظمة الزرقاوي رسالة منسوبة إليه شخصيا تعلن أن جماعة «الجهاد والتوحيد» انضمت أخيرا «إلى ركب القاعدة». وقال المسؤولون الأميركييون إنهم يعتقدون أن هذا التصريح صحيح، وقال أحدهم إن السلطات الأميركية تعتقد ن المجموعتين دخلتا في شراكة رسمية ومفيدة لهما. وأضاف المسؤول الذي اشترط عدم الكشف عن هويته: «ليس واضحا ماذا يعني هذا التحالف. ولكنه ليس خطوة إيجابية مطلقا. ولا شك أن هذا التحالف يرفع من قدر الزرقاوي أمام أتباعه وبصورة عامة». \r\n وأضاف المسؤول، ووافقه على ذلك مسؤولون آخرون، أن هذه الخطوة تعني أن المنظمتين ستضمان مواردهما ومقدراتهما التنظيمية، لكي تتمكنا من القيام بأعمال مشتركة في العراق وتعبئة المقاتلين الأصوليين في أماكن أخرى ضد الولاياتالمتحدة والحلفاء. ومع أن منظمة الزرقاوي و«القاعدة» اشتركتا في كثير من الأهداف، بل تقاسمتا الموارد من قبل، إلا أن شكوكا كثيرة، حتى وسط المسؤولين الأميركيين، كانت تحيط في الماضي بما إذا كانت المنظمتان تتبادلان المعلومات وتنسقان الجهود، أم أن المتشدد الأردني الزرقاوي كان يعمل باستقلال عن «القاعدة». وكانت مصادر كثيرة قد ذكرت أن خلافات كثيرة كانت قائمة بين الزرقاوي وبين منظمة بن لادن. وأخيرا ذهب الزرقاوي إلى العراق، وقد حظي أخيرا بتغطية إعلامية واسعة على النطاق العالمي بعد تنفيذه سلسلة من الاختطافات، قادت في النهاية إلى قطع رؤوس عدد من المدنيين من رعايا أميركا وحلفائها. وقد رصدت الولاياتالمتحدة مبلغ 25 مليون دولار لمن يقتله أو يدل عليه، كما صنفت «التوحيد والجهاد» منظمة إرهابية. \r\n وحاول الزرقاوي تمييز مجموعته عن «القاعدة» مع تصاعد العمليات التي كانت تقوم بها المجموعة في العراق. وفي رسالة طويلة نسبت إلى الزرقاوي والتقطتها الأجهزة الأميركية في يناير (كانون الثاني) الماضي، قال الزرقاوي إن من المهم مهاجمة الزعماء الشيعة الذين يتعاونون مع القوات الأميركية، وهي السياسة التي عارضتها «القاعدة». كذلك دعا ممثلو «القاعدة» إلى الهجمات الجماعية الواسعة بدلا من هجمات الزرقاوي ذات الأهداف الصغيرة والمحدودة. ويقول المسؤولون الاستخباريون الأميركيون وحلفاؤهم إن «القاعدة» استهجنت جهود الزرقاوي في الدعاية لمنظمته على صحفات الإنترنت وغيرها من وسائل الإعلام. \r\n وقال ترينت دفي، الناطق باسم البيت الأبيض، إن رسالة الإنترنت أكدت ما ظل يردده الرئيس الأميركي جورج بوش حول وجود علاقة قديمة بين الزرقاوي و«القاعدة»، وإن هذا التحالف بينهما كان واحدا من أسباب إشعال الحرب ضد العراق. وقال المسؤولون الأميركيون إنه من الممكن، وإن لم يكن من المرجح، أن الزرقاوي كان يبحث عن تحالف أوسع في نفس الوقت الذي أصدر فيه القادة العراقيون إعلانا يطلبون فيه من المقاتلين في الفلوجة والمثلث السني، أن يسلموا الزرقاوي أو يواجهوا هجوما عسكريا شاملا. \r\n وكان الشخص الذي يعلن من خلال الإنترنت يحاول أن يميز بين الزرقاوي وأتباع «القاعدة». وأضاف أن إعلان التحالف بين المنظمتين جاء بعد مداولات ومناقشات، وحتى خلافات استمرت ثمانية أشهر، وأن ذلك الخلاف تركز حول الأساليب التي يمكن اتباعها لقتال الولاياتالمتحدة في العراق. وأشار في الرسالة إلى احتمالات تنفيذ هجمات إضافية. وجاء فيها: « إننا نتوقع أن يأتينا شهر رمضان بكثير من الانتصارات، وقد حمل المسلمين على توحيد صفوفهم حتى يظهروا أمام أعدائهم، وأمام الله تعالى، كقوة واحدة». \r\n وقال عدد من خبراء مكافحة الإرهاب العالميين إن هذا الإعلان مهم، لأنه حتى مع اعترافه بوجود خلافات فإنه توصل إلى أهمية الوحدة ومزاياها في وجه عدو مشترك. وصرح جان تشارلس بريسارد، الذي أجرى تحقيقات حول «القاعدة» لصالح جهاز استخبارات فرنسي، إن التحالف يشير إلى أن «القاعدة» اعترفت بأن هجمات الزرقاوي الصغيرة واختطافاته في العراق، كانت ناجحة. وقال بريسارد: «بالنسبة لي فإن الخطوة تعني أن «القاعدة» تبنت في النهاية استراتيجية الزرقاوي. وهذا يعني أن منظمة الزرقاوي مسلحة تسليحا جيدا ولديها عدد كاف من المقاتلين الذين جاءوا من خارج العراق». \r\n \r\n * خدمة «لوس أنجليس تايمز» خاص ب «الشرق الأوسط» \r\n