\r\n ومع ذلك فإن هذه الانتخابات البلدية‚ وهي الأولى من نوعها منذ 1976‚ قد تمثل نقطة تحول من حيث بدء النشاط السياسي لحركة حماس التي تتنافس على الأصوات شأنها شأن الفصائل الأخرى بالرغم من انها تستمر في شن حربها على اسرائيل‚ \r\n \r\n ويمكن ان يشكل هذا بداية لوجود سياسات فلسطينية عادية بدل العنف القائم على الشعارات الثورية والدينية‚ \r\n \r\n يقول داني روبنشتاين محلل الشؤون العربية في صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية اليومية «ان ما حدث هو مجرد خطوة واحدة في عملية دمج حماس لتصبح جزءا شرعيا في الحياة السياسية الفلسطينية»‚ \r\n \r\n عقب وفاة عرفات قال روبنشتاين «ان حماس ترى ان هناك مزايا ايجابية في اظهار وحدة الشعب الفلسطيني»‚ \r\n \r\n الفائزون الرئيسيون في الانتخابات التي تمت هي العائلات الفلسطينية المشهورة والشخصيات القبلية والعشائرية وهي فئات تسيطر على ولاء أفرادها بشكل اعمى‚ ويتفق مع هذا الرأي الذي طرحه خليل الشقاقي مدير المركز الفلسطيني للسياسات والبحث‚ المحلل الاسرائيلي في القناة الثانية ايهود ياري ويقول «ان الانتخابات البلدية نظمت على أساس الولاء الأسري والقبلي بغض النظر عن الاسم الذي ترغب في ان تطلقه عليها‚ ان الناس تصوت على قضاياها ومصالحها المحلية ويريدون ان يمثلوا في المجالس المحلية من أجل حماية المناطق التي يقيمون فيها»‚ ويقول الشقاقي ان لا فتح ولا حماس تريد المخاطرة بالكثير من رأسمالها السياسي على المصالح المحلية‚ علما بانه لا تزال هناك انتخابات رئاسية وتشريعية لم تنظم بعد‚ ويقول «ان كلا الطرفين لا يريد الدخول الى الحلبة وهو عار في اختبار جدي وعليه سمحوا للناس بالمشاركة بالطريقة التي أحبوها»‚ \r\n \r\n «حماس» التي استمدت شعبيتها من خلال معارضتها للفساد الذي ساد في السنوات الأخيرة من حكم عرفات حققت نتائج طيبة في الانتخابات الخاصة بمجالس الجامعات والاتحادات العمالية والمهنية والمنظمات غير الحكومية‚ ولكنها كانت حذرة في الدخول الى الانتخابات العامة‚ يقول الشقاقي «هذه أول انتخابات تشارك فيها حماس على المستوى العام حيث يشارك عشرات الآلاف من الناخبين»‚ \r\n \r\n فتح ايضا كانت تشعر بالقلق حيث توجب عليها ولأول مرة ان تواجه معارضة جدية‚ وفي النهاية وجد كلا الطرفين انه من الأفضل لهما جني نتائج الانتخابات بالطريقة التي تتم بها‚ وقالت حماس انها حققت عددا من الانتصارات المهمة في الوقت الذي قالت فيه فتح ان الموالين لها حققوا نتائج باهرة ان هذه الانتخابات التي وافق على اجرائها عرفات بعد تردد طويل تعتبر في حد ذاتها أهم بكثير من اسماء الرابحين والخاسرين‚ \r\n \r\n لقد كانت هذه الانتخابات مهمة للنسبة العالية للمشاركة فيها التي وصلت الى 81% وللنزاهة التي سادت وبسبب انفتاحها وهذا في حد ذاته مؤشر على ان الشعب الفلسطيني يحذوه الأمل نحو الأخذ بالسياسات العادية في سيره نحو المستقبل‚ \r\n \r\n يقول الشقاقي ان نتائج الاستطلاعات التي أجراها مركزه تظهر ان الفلسطينيين أكثر أملا الآن من اي وقت مضى خلال السنوات الأربع الماضية وهذا قد يفيد بصورة غير مباشرة حركة فتح ومرشحها الرئاسي محمود عباس‚ \r\n \r\n «ابو مازن» من جهته كان حريصا وحذرا عندما تكلم عن حماس‚ ففي اول خطاب له ألقاه مع بداية حملته الانتخابية في 25 ديسمبر دعا لوقف اطلاق النار ضد اسرائيل ورفض في نفس الوقت الطلبات الاسرائيلية للتحرك ضد حماس والجهاد الاسلامي‚ \r\n \r\n يقول ابو مازن «لقد قالوا لنا انه يتوجب علينا ان نجتثهم ولكننا لن نجتثهم وطالبونا بان نهاجمهم‚ ولكننا لن نهاجمهم‚ انهم جزء من شعبنا»‚ \r\n \r\n ان مشاركة حماس في الانتخابات المحلية في حد ذاتها تشكل نجاحا لفتح وللسياسات الفلسطينية‚ \r\n \r\n حماس اعلنت مقاطعتها للانتخابات الرئاسية‚ ولكنها ستشارك في الانتخابات التشريعية المقرر اجراؤها في شهر مايو‚ ان الانتخابات البلدية ليست كاملة ولكنها بالتأكيد الخطوة الأولى في الرحلة السياسية الطويلة للفلسطينيين‚ \r\n