\r\n \r\n \r\n وأوضح كلارك بأنه يشعر بضرورة الدفاع عن حقوق الرئيس العراقي السابق. وصرح بأن المحكمة الخاصة التي شكلتها الحكومة العراقية المؤقتة لمحاكمة صدام غير شرعية وأن الولاياتالمتحدة هي التي يجب محاكمتها لاقتحامها الفلوجة وإساءة معاملة السجناء العراقيين ومسؤوليتها عن موت آلاف العراقيين خلال سير الحرب. \r\n \r\n وبعد إعلام الفريق القانوني عن مجمل ما دار في المقابلة طلب الدليمي إجراء مقابلة مع الصحفية اللبنانية شهبانة خليل التي كانت مقربة جداً من صدام عندما كان في السلطة، وقد منحها عدداً من الأوسمة وأودع عندها قصص وحوادث خاصة جداً حدثت في العراق والعالم العربي. \r\n \r\n مصادر ديبكا في الشرق الأوسط كشفت النقاب عن المحتويات الرئيسية التي أوجزها الدليمي لزملائه المحامين، وتقييمه الذي نقله لزميلته الصحفية حول محادثته مع صدام. \r\n \r\n ذكر المحامي أن الرئيس السابق في صحة جيدة وأنه من الناحية الجسدية أفضل حالاً مما كان عليه في آذار من عام 2003 عقب الحرب، وهو الآن مرة ثانية يشعر بوخزات مؤلمة في ساقه اليسرى. \r\n \r\n الديكتاتور العراقي معزول تماماً عن العالم الخارجي، فلا الصحف تصل إليه ولا يوجد لديه راديو أو تلفزيون، وكل ما تلقاه هو رسالتان من عائلته وقد حذف الرقباء معظم ما جاء فيهما. وهو يقضي معظم وقته في الكتابة إلا أنه لم يكشف عن فحوى المواضيع التي يكتبها باستثناء ما يقوله بأنه أحياناً يقرض الشعر. واستشهد الدليمي ببيت كتبه صدام: إذا لم تكن رأساً فلا تكن في المؤخرة فلا شيء هناك إلا الذيل. \r\n \r\n يشكو صدام من أمرين: الأول أن الأمريكان لا يدعونه يحلق لحيته على الرغم من طلباته المتكررة، حتى أنه عرض عليهم أن يقوم بحلاقة لحيته حلاق عسكري أمريكي ولكنهم رفضوا ذلك. وهو يرى أن الأمريكان يريدون التأكد في أنه سيبدو في كل مرة يظهر فيها أمام الجمهور، كما حدث في الثلاثين من حزيران 2004 عندما مثل أمام قاضي التحقيق العراقي، في مظهر الشخص المضطرب أشعث الشعر وفي حالة معنوية منهارة جداً لذلك يمنعونه من حلاقة ذقنه. والأمر الثاني شكواه من العاملين في الصليب الأحمر في الصليب الأحمر، وقد طلب أن يكفوا عن زيارته لأنهم كما يقول ليسوا مهذبين ولا محترمين. \r\n \r\n أمضى الدليمي أربع ساعات يتحدث فيها مع صدام حسين لوحدهما في زنزانته، وقد قوطعت المحادثة بينهما مرتين عندما قام الرئيس السابق ليتوضأ ثم ليؤدي الصلاة، وقال أنه تصفح القرآن الذي معه عدة مرات من بدايته وحتى نهايته. \r\n \r\n وقد سأل صدام المحامي عن أخبار العالم الخارجي، ولم يكن يعرف أن إسبانيا سحبت قواتها من العراق بعد الهجوم الذي جرى في محطة القطار في مدريد في آذار 2004، وسر لسماع ذلك. ولم يعرف أيضاً عن موت ياسر عرفات في نهاية تشرين الثاني الماضي لكنه لم يبد أي تعليق على النبأ. \r\n \r\n وبعد أن استمع إلى ما قاله الدليمي طلب منه نقل تحياته إلى ثلاثة أشخاص: المحامي الأمريكي رامزي كلارك لانضمامه إلى هيئة الدفاع عنه، وإلى رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد، وإلى قائد الحزب البريطاني المستقل جورج غالوي (الذي سوف تدفع له جريدة الديلي تلغراف اللندنية 150.000 دولار كتعويض لأنها ذكرت أنه تناول رشوة لقاء دعمه لصدام حسين). \r\n \r\n كما طلب أيضاً نقل تحياته إلى الصحفي المصري مصطفى بكري الذي اشترك في برنامج بثته قناة الجزيرة. في السابق ذكرت مصادر أمنية ل ديبكا، قبل الإطاحة بصدام حسين، بأن البكري كان على تعاون وثيق مع مسؤولين في الاستخبارات العراقية في مقر الجامعة العربية في القاهرة. \r\n \r\n \r\n القسم الثاني من حديث صدام كرسه للتحدث بإسهاب حول الحالة في العراق في الماضي وفي الحاضر مستعيداً الأقوال المأثورة التي توصي المؤمنين بالتلاحم مع بعضهم بعضاً واللجوء إلى الله. كما أكد على ألا يتقاتل الشيعة والسنة بل عليهم أن يتحدوا ويستجمعوا قواهم لمواجهة الغازي الأمريكي. \r\n \r\n وقال أن بغداد لم تستسلم ولم يفتحها الأمريكان بل كانت \"أسيرتهم\" وادعى بأنهم حاولوا قتله في الأعظمية في بغداد وذلك في التاسع من نيسان 2003 ولكنهم فشلوا. وبعد يومين من هذه المحاولة استدعى صدام جميع القادة العسكريين الذين يخدمون في العاصمة وفي محيطها، وأعلموه بأنهم دفعوا بكل القوات لمواصلة الحرب. وقال صدام بعد ذلك: \"أمرت بتحويل الحرب إلى حرب عصابات. وأخبرت القادة أن الأمريكان سوف يزحفون على كل العراق مثل الأفعوان. هذه اللحظة هي لحظة الهجوم على كل قسم الواحد تلو الآخر\". وتفاخر الرئيس العراقي المخلوع بأن \"كل تمرد وكل عملية فدائية تجري هي ثمرة قراري وثمرة تخطيطي المسبق\". \r\n \r\n اعترف صدام بحصول خيانة قام بها \"مجموعة صغيرة جداً من العسكريين والسياسيين العراقيين\". وعلى أية حال فهؤلاء الذين كانوا يريدون معرفة حقيقة المعركة قد أدركوا الآن أن المعركة الحقيقية ضد الأمريكان قد بدأت فقط بعد دخولهم بغداد. \"لهذا السبب أمرت الموظفين في نظامي أن يواصلوا العمل في مناصبهم رغم الصعوبات\". \r\n \r\n وواصل الكلام قائلاً أنه خلال الأشهر الستة من التمهيد للحرب جاءه العديد من العروض من إسرائيل ومن مصادر غربية لعقد صفقة معه: إيقاف العقوبات ضد العراق، واستئناف العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن مقابل اعترافه بإسرائيل، ولكنه ادعى بأن هذه العروض رفضت وكان من المستحيل الاحتفاظ ببغداد، والتخلي عن الأراضي المقدسة حرام. \r\n \r\n وعندما أخبره الدليمي بأن خمسة ملايين إيراني تسللوا إلى العراق قبل الانتخابات التي ستجري في كانون الثاني لتسجيلهم كمقترعين أجاب صدام: \"هذا شيء ليس بالجديد لأن الخونة الفارسيين متورطون. كنا نعرف دوماً بأنهم يريدون اغتصاب العراق الجنوبي وكان هذا هدف لواء بدر. لقد اكتشف الأمريكيون هذا بأنفسهم\". بيد أنه أضاف: \"على أية حال الأمريكان وعلاوي لن ينجحوا في إجراء الانتخابات وسيفشلون\". \r\n \r\n وفي النهاية قال الرئيس العراقي السابق: \" أنا خائف على سوريا. لقد حذرت بشار الأسد بأن الأمريكان لا يستهدفون فقط العراق بل يستهدفون سوريا أيضاً\". \r\n \r\n وتضيف المصادر العسكرية ل ديبكا ما يلي: \r\n \r\n لقد مس صدام حسين وعن غير عمد أكثر القضايا التهاباً بين إدارة بوش وبين رئيس الحكومة العراقية المؤقتة إياد علاوي. فمنذ الحادي والعشرين من كانون الأول الماضي، وبعد القيام بهجوم انتحاري على قاعدة أمريكية في الموصل حيث قتل فيها 22 أمريكياً، وعلاوي يلح على واشنطن لكي تشن هجمات من العراق على نقاط في سوريا، محدداً أماكن معروفة بالنسبة للاستخبارات على أنها تستخدم لمساعدة وتدريب الإرهابيين المعدين للتسلل إلى العراق. رئيس الوزارة العراقي يعتقد بأنه وبدون عمل عسكري ضد سوريا سيبقى هناك ثلاثة أهداف بعيدة المنال: \r\n \r\n 1- الانتخابات العامة التي ستجرى في 30 كانون الثاني والمنظمة بما يكفي لنجاحها \r\n \r\n 2- الرادع الفعال لتدخل طهران في العراق \r\n \r\n 3- تحقيق النصر في الحرب ضد العصابات \r\n \r\n يوم الأحد 2 كانون الثاني وصل إلى دمشق مساعد وزير الخارجية الأمريكي ريتشارد أرميتاج حاملاً معه التحذير الأخير من واشنطن، ولإعلام الرئيس السوري بأن الإدارة في واشنطن أقرب إلى الموافقة على طلب علاوي من أي وقت مضى. \r\n \r\n \r\n \r\n