\r\n تمثل المنحتي تقدمها لبرنامج الأممالمتحدة للغذاء أكثر من نصف ميزانية البرنامج وتمثل كذلك ثلث ميزانية الخدمات التي يقدمها مكتب المبعوث السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين . مما لا شك فيه أن فريق الاستجابة للكوارث الطبيعية في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية يقدم بالفعل مساعدات إغاثية إلى كل من الهند واندونيسيا وتايلاند وسريلانكا بعد الأمواج العاتية التي تعرضت لها هذه البلدان. كما أن هناك شبكة من المنظمات الخيرية الأميركية الخاصة تدعم جهود هذه المؤسسات الحكومية حيث تقدم الغذاء والمأوي واللوازم الصحية والمساعدة الطبية في حالات الطوارئ. \r\n أرى أن بوش ملتزم بدور الولاياتالمتحدة الريادي في كل شيء وأنا بنفسى كنت على اطلاع واسع بالمجهودات التي قامت بها الإدارة للاستجابة للكوارث الطبيعية التي حدثت في الهند وتايلاند وسيرلانكا واندونيسيا وسومطرة . في يوم 26 يناير عام 2001 وقبل نهاية فترة عملي التي استمرت ثماني سنوات في مجلس الأمن القومي حيث كنت مسؤولا عن قضايا المساعدات الإنسانية ضرب زلزال كبير ولاية جوجارات في الهند . كنت على ثقة من أن الجيش الأميركي و الشعب الأميركي سيقوم بعمل شيء ما ولكني لم أكن أدري ماذا سيكون رد فعل الإدارة الأميركية التي أعلنت في برنامجها الانتخابي أنها ضد التورط في أى عمليات بخلاف الحرب ولكن سرعان ما زالت شكوكي حيث أمر كلينتون كلا من مستشار الأمن القومي ونائبه بالاستجابة السريعة والسخية حتى من جانب القوات الأميركية لم يكن من المفاجئ لنا أن يعبر المسؤولون الأميركان عن امتعاضهم الأسبوع الماضي بسبب التعليقات التي جاءت على لسان جان إيجيلاند السكرتير العام للأمم المتحدة لشؤون المساعدات الإنسانية الذي قال: ان الولاياتالمتحدة والحكومات الغربية الأخري شحيحة في مساعداتها الإنسانية الخارجية ولكن قبل الرد على تصريحات إيجلاند يجدر بنا أن نقول ان مساعداتنا لم تكن تركز على المساعدات العاجلة وإنما المساعدات على المدى الطويل بعد انتهاء الكارثة وبعد رحيل وسائل الإعلام وتناسي الناس لحجم الدمار الذي حل بمنطقة من المناطق . \r\n هل ستستمر الولاياتالمتحدة في عزمها على مساعدة برامج التأهيل واحتياجات التنمية في الهند واندونيسيا وسيرلانكا وتايلاند والدول التي ستضرر على مدى الشهور والسنوات القادمة ؟ سؤال يحتاج إلى إجابة وهذه الإجابة ستظهر في الفترة القادمة . يجدر بنا أن نقول إن كلام إيجلاند إلى حد ما منطقي فعلى مدى عقود عدة كانت الولاياتالمتحدة سواء كانت الإدارة ديموقراطية أم جمهورية أفضل في استجابتها للكوارث الطبيعية والكوارث بفعل البشر والبلقان وافريقيا خير شاهد على ذلك. ولكن للأسف فان المساعدات التي تقدمها أميركا في الفترة الحالية ليست على نفس القدر . حتى مع اقتراح الرئيس الأميركي في عام 2002م بزيادة مساهمة الولاياتالمتحدة الأميركية في برامج المساعدات فإن ما أنفقته الولاياتالمتحدة في عام 2003م في برامج المساعدات بلغ 0.2% من إجمالي الدخل القومي وهو ما يضعنا في ذيل الدول العشرين الصناعية من ناحية حجم المساهمات والمساعدات الإنسانية. \r\n مع وجود مئات الآلاف من البشر من الذين ضربتهم الزلازل والأمواج العاتية في جنوب آسيا في حاجة ماسة إلى المساعدات العاجلة فإنه من الصعب التركيز على أي شيء الآن سوى المساعدات العاجلة وجهود الإنقاذ . مع هذا يجب على الولاياتالمتحدة والدول الغربية أن تكون مستعدة لمواجهة التحديات على المدى الطويل مثل بناء المنازل والمدارس والمصانع ومراكز التدريب وإيجاد نظام تحذير مبكر من أمواج التسونامي. السؤال الآن هو أن نركز على المساعدات طويلة الآمد وقصيرة الأمد في آن واحد وأن نضع في اعتبارنا أننا أفضل إلى حد ما في القيام بالمساعدات طويلة الأمد. \r\n حتى في الكوارث الطبيعية ودون وجود التعقيدات الأخرى التي تكون موجودة في الكوارث من صنع البشر فإنه لا بد من القيام بالكثير من الإجراءات والتعقيدات من جانب عدد كبير من الهيئات المدنية والقيادات العسكرية على حد سواء . الذي يزيد الأمر تعقيدا أن الأمر لا يقتصر على دولة واحدة فقط بل هناك أربع دول متأثرة من هذا الأمر وهناك العديد من الأسئلة التي يجب الإجابة عليها قبل البدء في توجيه المساعدات مثل الأشياء التي عبرت الحكومات المتضررة عن حاجتها لها وما مدى اتفاق ذلك مع التقديرات التي قام بوضعها الخبراء الحكوميون الأميركان ؟ هل الحكومات المتضررة مستعدة لتلقي المساعدات من القوات الأميركية ؟ ما هى المصادر العسكرية الأميركية التي ستكون متوفرة وهل هناك أساس قانوني وغطاء يمكننا من استخدام هذه القوة ؟ ماذا ستكون المكونات الموجودة داخل الكراتين وماذا سيكون دور الكونغرس في هذا الأمر ؟ \r\n تنظيم الاستجابة التي سنقدمها أمر ليس بالسهل البسيط ففي العديد من الحالات كانت إدارة كلينتون تميل إلى أن يأخذ البيت الأبيض دورا قويا وقياديا في هذا السياق . الرئيس بوش يعول كثيرا على الوكالات الحكومية وكان ذلك واضحا عندما أعلن الأسبوع الماضي أن مارك غروسمان وكيل وزارة الخارجية سيقود قوة مهام لتنسيق استجابة الولاياتالمتحدة للخسائر التي خلفتها أمواج تسونامي العاتية. \r\n سوف يكون من الضروري الإسراع بإعداد حاويات المساعدات. الحسابات الحالية الخاصة بالتنمية والاستجابة للكوارث التي يتم دعمها سنويا ب 340 مليون دولار ثم 1.5 بليون دولار على التوالي قد وصلت إلى نقطة حرجة واستخدام جل هذا الحساب في معالجة آثار الكوارث سوف يؤدي إلى حرمان الدول الأخرى من المساعدات. التحرك بسرعة سيضمن أقصى درجات الاستجابة من الكونغرس الذي سيكون متأثرا من حجم الكارثة والدمار الذي حل بهذه البلدان. \r\n بعد إعصار ميتش الذي قتل عشرة آلافغ شخص في أميركا الوسطي في أكتوبر ونوفمبر من عام 1988 م فكرنا إبان فترة حكم الرئيس كلينتون أننا كنا نتحرك بسرعة عندما قدمنا إلى الكونغرس طلب مساعدة خاصة في فبراير عام 1999 م . ولكن لم يكن ذلك سريعا بما فيه الكفاية. في هذا الوقت كان أعضاء الكونغرس يشعرون أن الأمر لم يعد ملحا ولذلك تم تأخير تمرير الطلب حتى شهر مايو . وعلى هذا يجب أن يعلن الرئيس بوش عن نيته في التوصل إلى اتفاق مع زعماء الكونغرس حول الخطوط العريضة لطلب المساعدة خلال أسابيع قليلة وقبل مؤتمر الدول المانحة حتى نجلس على مائدة المفاوضات ولدينا أجندة جاهزة ونشجع الآخرين على أن يفعلوا نفس الشيء. كما يجب أن يؤكد بأن التزامنا سيبقى لسنوات طويلة. \r\n يجب أن لا تكون مسألة الإسراع في التوصل إلى مقترح خاص بالمساعدات على حساب الجودة . خلال عملي في مجلس الأمن القومي كنا نلجأ إلى المنظمات التطوعية الخيرية للحصول منها على المعلومات والنصيحة والمساعدة حيث ان لهم خبرة كبيرة بداية من المساعدات العاجلة عقب وقوع الكوارث مباشرة إلى جانب المساعدات طويلة الأمد ودخول هذه الهيئات في المجهود الأميركي سوف يضمن توفر المساعدات طويلة الأمد. \r\n في النهاية التدخل الشخصي من جانب الرئيس أمر في غاية الحيوية. بالنسبة لهذه النقطة . أقترح أن يستفيد الرئيس بوش مما قام به سلفه كلينتون . كان المسؤولون في الإدارة الأميركية محقين حينما قالوا ان الأفعال تتكلم عن الأقوال ولكن الأقوال في هذا السياق مهمة أيضا . بعد الإعصار ميتش كانت زيارة الرئيس كلينتون إلى مكان الكارثة في نيكاراجوا بمثابة رسالة تضامن واضحة مع الشعب النيكاراجوي الذي فقد حوالي ألفي شخص في أحد الانجرافات الأرضية في موقع بركان كاسيتا. على الرغم أن الوقت ليس مناسبا الآن بالنسبة للحكومات التي تضررت من أمواج تسونامي لاستقبال الرئيس الأميركي إلا أن الاهتمام من جانب الرئيس سوف يعطي رسالة واضحة لهذه الدول أننا نتعاطف معهم إلى جانب أن هذه الرسالة سوف تساعد في ضمان تأييد الكونغرس وضمان الحصول على مساعدات سخية من حكومات الدول المانحة كما ستكون بمثابة تمجيد للقيم النبيلة للشعب الأميركي . \r\n \r\n اريك شوارتز \r\n مدير شؤون المساعدات الإنسانية في مجلس الأمن القومي في عهد الرئيس كلينتون وكان في العام الماضي الرجل الثاني في مكتب المبعوث السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف . \r\n خدمة الواشنطن بوست - خاص ب(الوطن).