لكن هذين الهدفين التوأمين سيخضعان للاختبار بشكل متواصل وفي بعض الأوقات سوف يتعارضان خلال السنة الجديدة ‚ هذا ما يقوله مسؤولون أوروبيون واميركيون‚ \r\n \r\n هناك بضع قضايا تفرق بين إدارة بوش وأوروبا بالاضافة الى نفس القدر من التباين حول الطريق الذي ينبغي سلوكه في الشرق الأوسط‚ وفي الواقع اعطى المسؤولون الأوروبيون اشارات على انهم يعتقدون ان استعداد بوش للقبول بوجهة نظرهم حول النزاع الاسرائيلي الفلسطيني سيكون الاختبار الحقيقي على إخلاصه في تحسين العلاقات مع أوروبا‚ \r\n \r\n ففي لقاء بين وزير الخارجية الفرنسي ميشيل بارنييه مع كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية المعينة تم في منزل السفير الفرنسي في واشنطن قال بارنييه ان الاختبار للعلاقات المعززة بين أوروبا وأميركا سيكون متمثلا بالقدرة على اعادة تحريك عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين‚ \r\n \r\n ان الخلافات بين الموقفين الأوروبي والأميركي تجاه نزاع الشرق الأوسط كبيرة‚ رغم ان الجانبين‚ لأسباب دبلوماسية راغبان جدا في تخفيف حدتها في العلن‚ وقد تصدرت هذه المشكلة الخلافات الأخرى الأوروبية الأميركية حول قضيتين أخريين في الشرق الأوسط هما الحرب في العراق والبرنامج النووي الايراني‚ وقد تمت تنحيتهما جانبا مؤقتا على الأقل‚ \r\n \r\n الأوروبيون أكثر ميلا للتركيز على محنة الفلسطينيين وانتقاد الأعمال الاسرائيلية في حين تطالب الولاياتالمتحدة المدافع الشرس عن اسرائيل‚ بحل الجماعات الفلسطينية المسلحة قبل ان يصبح بالإمكان احراز تقدم في مفاوضات السلام‚ \r\n \r\n كما كان دعم إدارة بوش لخطة اسرائيل للانسحاب من قطاع غزة مؤشرا على انخراط اوسع في عملية السلام‚ واما المسؤولون الأوروبيون فقد ضغطوا من أجل اجراء مفاوضات فورية بين اسرائيل والفلسطينيين حول كيفية ايجاد دولة فلسطينية قابلة للحياة‚ \r\n \r\n يعتقد الأوروبيون بان رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون يريد تجميد عملية السلام وتعزيز قبضة اسرائيل على الضفة الغربية بعد انسحاب القوات الاسرائيلية من قطاع غزة‚ ولكن المسؤولين الأميركيين يقولون ان الانسحاب من غزة‚ الذي اقترحه شارون اول مرة قبل عام كتصرف من جانب واحد‚ هو جزء من خطة لخطوات متبادلة تعرف ب «خريطة الطريق»‚ \r\n \r\n في اطار دبلوماسية الشرق الأوسط لعب الأوروبيون عموما دور رجال المصارف وقدموا مبالغ كبيرة للحفاظ على استمرار عمل السلطة الفلسطينية‚ ولكنهم لا يتمتعون بنفوذ على اسرائيل ولذلك تركوا الدور للأميركيين للتعامل مع العقد والأقفال للتوصل الى اتفاقية بين الجانبين‚ \r\n \r\n ويكمن في قلب الخلاف الأوروبي الأميركي حول النزاع الاعتقاد السائد لدى الأوروبيين بانه رغم قول الرئيس بوش انه يريد المساعدة على ايجاد دولة فلسطينية إلا انه يواصل اعطاء اسرائيل الضوء الأخضر لعمل ما تشاء وبدلا من ذلك يعتقدون بان بوش لم يبذل سوى القليل من الجهد ولكنه واصل ممارسة ضغوط علنية على الفلسطينيين لاتخاذ معظم الخطوات أولا‚ \r\n \r\n قال أحد الدبلوماسيين الأوروبيين نريد ما هو أكثر من كلمات وتصريحات ‚‚ ففي مؤتمره الصحفي يوم 20 ديسمبر اعترف بوش بانه سمع هذه الشكوى من نظرائه الأوروبيين وقال «اعرف بان العالم يتساءل ما إذا كان هذا الكلام مجرد كلام خطابي او ما إذا كنت اؤمن حقا بان الوقت قد حان لتحريك عملية السلام الى الأمام» وعندما سئل بوش عما إذا كان سيحاول بفاعلية حل النزاع خلال ولايته الثانية وكان جوابه «الآن هو الوقت المناسب لتحريك العملية الى الأمام»‚ \r\n \r\n ويعترف المسؤولون الاسرائيليون بان الأوروبيين يراهنون على ما يبدو على استعمال اهتمام بوش في تحسين العلاقات كعنصر ضغط لزيادة الضغط على الدولة اليهودية ولكنهم ما زالوا واثقين من ان بوش سوف يوجه معظم ضغطه على القيادة الفلسطينية الجديدة لإثبات إخلاصها‚ \r\n \r\n ويرفض المسؤولون في إدارة بوش ايضا الفكرة الأوروبية القائلة بان الضغط الأميركي على اسرائيل من المرجح ان يؤدي الى انهاء النزاع وقال نائب وزير الخارجية الأميركي ريتشارد ارميتاج في مقابلة تليفزيونية اجريت معه مؤخرا «احيانا يكون الضغط الأميركي ضروريا ولكنني اقول لكم شيئا عن اسرائيل واعتقد بانكم تعرفونه وهو ان الضغط العلني على اسرائيل لن ينجح في تحقيق اي شيء وأما الضغط سرا فذلك هو الضغط المجدي»‚ \r\n \r\n لكن الضغط الأوروبي على الولاياتالمتحدة يبدو انه حقق بعض التأثير‚ فمنذ اعادة انتخاب بوش حاول مسؤولو إدارته تنسيق السياسية مع المسؤولين الأوروبيين بعقد اجتماعات منتظمة في اطار ما يعرف «اللجنة الرباعية» التي تضم مسؤولين من بريطانيا وفرنسا والمانيا والدولة التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي «لوكسمبورغ ستخلف هولندا اعتبارا من 1 يناير 2005»‚‚ \r\n \r\n بطريقة غير رسمية تبدو إدارة بوش في الوقت الراهن‚ وكأنها خفضت السقف المطلوب من الفلسطينيين‚ وخطة الطريق تدعو الى تفكيك الجماعات المتطرفة من قبل السلطة الفلسطينية ولكن المسؤولين الأميركيين اشاروا الى ان فترة من الهدوء أي نوع من وقف اطلاق النار سيكون مقبولا في بادىء الأمر‚ من جانبهم يبدو الأوروبيون انهم قبلوا الفكرة القائلة بان انسحابا منسقا من قطاع غزة خطوة ضرورية اولى ومقبولة من قبل اسرائيل‚ ولكن بمجرد ان يتم انجاز تلك الخطوة سيكونون مستعدين لتصعيد حملتهم الداعية الى ضرورة قيام بوش بممارسة ضغط على اسرائيل لحل خلافاتها بسرعة مع الفلسطينيين حول الحدود والمستوطنات والسيطرة على القدس‚ لكن مسؤولا كبيرا في إدارة بوش قال ان رهان الأوروبيين على ممارسة ضغط أميركي أكبر على اسرائيل سوف يفشل «فالضغط على اسرائيل ليس هو الجواب والطريق الى السلام ليس بالضغط على دولة ديمقراطية لديها ضوابط كبيرة على ما تستطيع عمله»‚ \r\n