اضافة الى ما سبق فان رامسفيلد لم يوقع شخصيا على رسائل التعزية التي ارسلت الى اسر الجنود الاميركيين الذين قتلوا في العراق وهذا يمثل عدم اهتمام بالمشاعر الانسانية ويعد من اكثر الاعمال سوءا للتقدير التي اقترفها الوزير‚ \r\n \r\n هذه التصرفات تصيب وترا حساسا واعصابا مشدودة لشعب ارسل ابناءه للحرب وهو شعب فخور للغاية بأبنائه وبناته الذين يرتدون الزي العسكري ويحني رأسه احتراما وتقديرا لتضحياتهم‚ \r\n \r\n الحلقة الاخيرة في المسلسل المطول للسيد رامسفيلد هي رفضه لعناد الاعتراف بالاخطاء التي ارتكبت في العراق واستهانته بتكلفة الدم الاميركي‚ عدد متزايد من الجمهوريين انقلبوا على رامسفيلد بمن فيهم السناتور ماكين وترينت لوت وشوك دغل وسوزان كولنز‚ \r\n \r\n وما يزال وزير الدفاع يتمتع بالثقة المطلقة للرئيس بوش‚ ومع ذلك فان صبر الرئيس قد لا يستمر للابد‚ رامسفيلد يبدو الآن في وضع شاذ داخل حكومة بوش التي ستشكل خلال فترة الرئاسة الثانية والمليئة بالموالين حتى النخاع لسيد البيت الابيض‚ ومع اقتراب موعد الانتخابات العراقية فانه سيكون هناك حاجة لبداية جديدة‚ ان سجل رامسفيلد كوزير للدفاع ليس سيئا بالكامل فلقد جادل وعمل على تحويل القوات الاميركية الى قوة اكثر جاهزية واندفاعا للقيام بالمهام التي توكل اليها‚ لقد تحدى مبدأ كولن باول القائل بضرورة الحشد الكبير للقوة قبل الدخول في اي حرب وحقق انتصارات عسكرية مبدئية في افغانستان والعراق بسرعة قياسية وبأقل الخسائر الممكنة مستخدما قوات اقل مما كان يستخدم في العمليات السابقة‚ \r\n \r\n ولكن رامسفيلد يتحمل المسؤولية كاملة تجاه الكوارث التي وقعت بعد احتلال العراق‚ فالولايات المتحدة ما تزال تدفع ثمن رفضه المتشدد لارسال «عدة مئات من الالوف» من القوات الاميركية كما طالب بذلك رئيس الاركان السابق الجنرال شنسكي من اجل نشر الامن والاستقرار في العراق‚ \r\n \r\n حدثت تحولات عسكرية غير محمودة على الارض منها الاحتقار والاهمال الكامل للقانون الدولي كما ظهر في سجن ابو غريب وهذا شكل وصمة عار في جبين العسكرية الاميركية وقدم في نفس الوقت هدية من السماء للراديكاليين الاسلاميين عبر الشرق الاوسط‚ \r\n \r\n الاكثر اثارة للاعصاب هو ان رامسفيلد لم يظهر اي رغبة في الاعتراف بالاخطاء التي ارتكبت وكان يتوجب بالتالي عليه تغيير الطريق الذي سلكه‚ ومع ان اعداد الجنود بدأت ترتفع مؤخرا في العراق الا انه يبقى اقل بكثير من العدد المطلوب‚ فخطوط الامدادات الاميركية تبقى طويلة وغير محمية‚ ومع عدم وجود توسع في الجيش النظامي القتالي فان عبئا اكبر سيقع على كاهل رجال الحرس الوطني وقوات الاحتياط‚ \r\n \r\n ان التركيبة الهيكلية للقوات الاميركية ليست مصممة لدعم احتلال مطول ومع ذلك لا يبدي رامسفيلد رغبة في اصدار الاوامر لاعادة هيكلة الجيش الاميركي بما يتمشى مع الواقع والحاجة‚ \r\n \r\n والمضحك انه ورغم كل هذه الاخفاقات التي تحققت في مجال اختصاصه الا ان رامسفيلد يسعى لتوسيع دوره ودور البنتاغون ليشمل السياسة الخارجية والاستخبارات‚ الرئيس بوش يصر على عدم تغيير القادة العسكريين في اوقات الحرب‚ ان هذا ليس سوى هراء تاريخي فالرئيس لنكولن غير قيادة الاركان خلال الحرب الاهلية كما ان الرئيس روزفلت والرئيس ويلسون اجريا تغييرات وتنقلات واسعة في مواقع الجنرالات مما اتاح لهم ضخ دم جديد الى ان عثروا على قادة جدد قادرين على تحقيق النصر‚ ان على بوش ان يسير على خطى من سبقوه‚ \r\n