موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025 بحسب أجندة رئاسة الجمهورية    عيار 21 الآن.. أسعار الذهب اليوم في مصر الأحد 17 أغسطس 2025 بعد خسارة 1.7% عالميًا    حياة كريمة.. 4 آبار مياه شرب تقضى على ضعفها بقرية الغريزات ونجوعها بسوهاج    اليوم، البورصة المصرية تطلق رسميا أول تطبيق لها على الهواتف المحمولة    السيسي يوجه بزيادة الإنفاق على الحماية الاجتماعية والصحة والتعليم    سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري بعد هبوطه عالميًا    وزير الإسكان يتفقد مشروع "سكن لكل المصريين" و"كوبري C3" بالعلمين الجديدة    زلزال يضرب مدينة الأغواط الجزائرية    استئناف إدخال شاحنات المساعدات إلي قطاع غزة    خالد الغندور يكشف ردًا مفاجئًا من ناصر ماهر بشأن مركزه في الزمالك    مشيرة إسماعيل تكشف كواليس تعاونها مع عادل إمام: «فنان ملتزم جدًا في عمله»    100 عام على ميلاد هدى سلطان ست الحسن    للتخلص من الملوثات التي لا تستطيع رؤيتها.. استشاري يوضح الطريق الصحيحة لتنظيف الأطعمة    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الأحد 17 أغسطس 2025    الأهلي يعلن تفاصيل إصابة محمد علي بن رمضان لاعب الفريق    10 صور لتصرف غريب من حسام عبد المجيد في مباراة الزمالك والمقاولون العرب    خروج يانيك فيريرا من مستشفى الدفاع الجوى بعد إجرائه بعض الفحوصات الطبية    تامر عبد الحميد يوجه انتقادات قوية للزمالك بعد التعادل مع المقاولون العرب    مصرع سيدة وإصابة 9 آخرين فى حادث مرورى بين سيارة أجرة وتروسيكل بالإسكندرية    فرح يتحوّل إلى جنازة.. مصرع 4 شباب وإصابة آخرين خلال زفة عروسين بالأقصر    كانوا في زفة عريس.. مصرع وإصابة 6 أشخاص إثر حادث مروع بالأقصر    7 شهداء فى غارة على ساحة المستشفى المعمدانى بمدينة غزة    وزير خارجية روسيا يبحث مع نظيريه التركي والمجري نتائج قمة ألاسكا    صربيا تشتعل، متظاهرون يشعلون النار بالمباني الحكومية ومقر الحزب الحاكم في فالييفو (فيديو)    وكيل صحة سوهاج يصرف مكافأة تميز لطبيب وممرضة بوحدة طب الأسرة بروافع القصير    رويترز: المقترح الروسي يمنع أوكرانيا من الانضمام للناتو ويشترط اعتراف أمريكا بالسيادة على القرم    مصرع شابين وإصابة آخر في حادث انقلاب دراجة بخارية بأسوان    أبطال واقعة "الليلة بكام"، قرار جديد ضد المتهمين بمطاردة طبيبة وأسرتها بالشرقية    موعد ومكان تشييع جنازة مدير التصوير تيمور تيمور ويسرا تعتذر عن عدم الحضور    تدق ناقوس الخطر، دراسة تكشف تأثير تناول الباراسيتامول أثناء الحمل على الخلايا العصبية للأطفال    8 ورش فنية في مهرجان القاهرة التجريبي بينها فعاليات بالمحافظات    في تبادل إطلاق النيران.. مصرع تاجر مخدرات بقنا    رابط نتيجة تقليل الاغتراب.. موعد بدء تنسيق المرحلة الثالثة 2025 والكليات والمعاهد المتاحة فور اعتمادها    ملف يلا كورة.. تعثر الزمالك.. قرار فيفا ضد الأهلي.. وإصابة بن رمضان    الداخلية تكشف حقيقة مشاجرة أمام قرية سياحية بمطروح    رئيس جامعة المنيا يبحث التعاون الأكاديمي مع المستشار الثقافي لسفارة البحرين    لأول مرة بجامعة المنيا.. إصدار 20 شهادة معايرة للأجهزة الطبية بمستشفى الكبد والجهاز الهضمي    رئيس الأوبرا: واجهنا انتقادات لتقليص أيام مهرجان القلعة.. مش بأيدينا وسامحونا عن أي تقصير    توقعات الأبراج حظك اليوم الأحد 17 أغسطس 2025.. مفاجآت الحب والمال والعمل لكل برج    تعليق مثير فليك بعد فوز برشلونة على مايوركا    المصرية للاتصالات تنجح في إنزال الكابل البحري "كورال بريدج" بطابا لأول مرة لربط مصر والأردن.. صور    أول يوم «ملاحق الثانوية»: تداول امتحانات «العربي» و«الدين» على «جروبات الغش الإلكتروني»    شهداء ومصابون في غارة للاحتلال وسط قطاع غزة    «أوحش من كدا إيه؟».. خالد الغندور يعلق على أداء الزمالك أمام المقاولون    مي عمر على البحر ونسرين طافش بفستان قصير.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    كيف تتعاملين مع الصحة النفسية للطفل ومواجهة مشكلاتها ؟    هل يجوز إخراج الزكاة في بناء المساجد؟.. أمين الفتوى يجيب    بريطانيا تحاكم عشرات الأشخاص لدعمهم حركة «فلسطين أكشن»    «زي النهارده».. وفاة البابا كيرلس الخامس 17 أغسطس 1927    "عربي مكسر".. بودكاست على تليفزيون اليوم السابع مع باسم فؤاد.. فيديو    يسري جبر يوضح ضوابط أكل الصيد في ضوء حديث النبي صلى الله عليه وسلم    عاوزه ألبس الحجاب ولكني مترددة؟.. أمين الفتوى يجيب    حزن ودعوات| المئات يشيعون جثمان «شهيد العلم» في قنا    القائد العام للقوات المسلحة: المقاتل المصري أثبت جدارته لصون مقدرات الوطن وحماية حدوده    وزير الأوقاف: مسابقة "دولة التلاوة" لاكتشاف أصوات ذهبية تبهر العالم بتلاوة القرآن الكريم    الشيخ خالد الجندي: الإسلام دين شامل ينظم شؤون الدنيا والآخرة ولا يترك الإنسان للفوضى    الإصلاح والنهضة يواصل تلقي طلبات الترشح لعضوية مجلس النواب عبر استمارة إلكترونية    وزير الري يتابع موقف التعامل مع الأمطار التي تساقطت على جنوب سيناء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هكذا يتلاعبون بتحليل التقارير الإعلامية، هناك من يحاول تبرئة القتلة من دم محمد ا
نشر في التغيير يوم 20 - 12 - 2004


\r\n
ومن هنا تنبع جدارة الكتاب بالوقوف عنده بالتأمل والدراسة، حيث لا يتردد المؤلف في أن يكيل الاتهامات للإعلام الأميركي بالجهل والتحيز والتقصير، لا لشيء إلا لأن هذا الإعلام حاول أن ينحاز للحقيقة، التي لم يكن من الممكن إخفاؤها.
\r\n
\r\n
والكتاب تم تأليفه بناء على تكليف من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، وأنجزه الباحث جوشوا مورافتشيك الذي كان قد قدم من قبل، وفق ما يذكره المعهد، العديد من الدراسات المهمة في هذا المجال.
\r\n
\r\n
وعلى الرغم من حقيقة وجود جهد مبذول من قبل الباحث شمل مراجعة عشرات الساعات من أشرطة الفيديو والآلاف من الأعمدة الصحافية بشأن التغطية الإعلامية للانتفاضة.
\r\n
\r\n
إلا أن مواقفه تقلل من القيمة العلمية له، وتدفع إلى المبادرة بكشفها في ضوء تعدد الكتابات المشوهة التي يقدمها لنا الكثيرون على انها تعكس روحاً علمية ليست قائمة سوى في الخيال المحض، وبهذا المعنى فإنه كتاب يجعلنا نضع أيدينا على ما يمكن القول إنه فن تزييف الوعي!
\r\n
\r\n
نطلق كتاب «تغطية الانتفاضة» الذي نناقشه هنا من حقيقة أن الصحافيين في الشرق الأوسط أو حتى في غيره من المناطق لا ينقلون إلينا الأخبار فقط، وإنما يقومون بصياغتها بالطريقة التي يرونها مناسبة، وهم يؤثرون بذلك على الرأي العام العالمي، بقيامهم بهذا العمل فإنهم يوجهون الأحداث المستقبلية الوجهة التي يريدونها.
\r\n
\r\n
وعلى هذا الأساس يحاول الكتاب أن يجعل من الصحافيين مادة للدراسة، ذلك أنه على الرغم من الدور الذي يلعبونه كفاعلين نشطين في الصراع العربي الإسرائيلي فإنهم قلّما أصبحوا هم أنفسهم مادة للتحقيق والدراسة، مثلما يقومون بتغطية ومتابعة ما يقوم به الآخرون.
\r\n
\r\n
كلام عن الحياد
\r\n
\r\n
من هنا جاءت الفكرة التي قرر معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى في إطارها أن يقوم من خلال مشروع بحثي بتقويم نوعية التغطية الإعلامية للانتفاضة ودقتها من قبل مجموعة من أبرز وسائل الإعلام الأميركية. غير أن المؤلف بحكم انطلاقه من موقف مسبق.
\r\n
\r\n
حيث لم يتوان عن أن يعلن عن يهوديته، راح يقيم محاكمة لوسائل الإعلام الأميركية، ركز فيها على تفاصيل ما قدمته في تغطيتها محاولاً أن يصيغ أطر هذه المحاكمة بالشكل الذي يخدم الغرض الأساسي له، وهو طرح فرضية الانحياز من قبل الإعلام الأميركي للانتفاضة في مقابل اتخاذ موقف معادٍ لإسرائيل.
\r\n
\r\n
غير انه على الرغم مما سبق تنبع أهمية هذه الدراسة بحق، وكما يشير الكتاب، من حقيقة أن التغطية الإعلامية التي يقوم بها الإعلاميون للصراع تحدد بشكل كبير الأجندة الدبلوماسية.
\r\n
\r\n
كما أن الصور التي أطلقت لأشلاء الجثث في مطاعم البيتزا والمقاهي وأمام الأسواق ومخيمات اللاجئين غالباً ما تحدد إطار المناقشات في البيت الأبيض وفي الأمم المتحدة ومجلس الأمن والعواصم في مختلف أنحاء العالم، غير أن المشكلة تأتي في التناول، وهو الأمر الذي نسعى هنا إلى إلقاء الضوء عليه.
\r\n
\r\n
يحرص المؤلف، في تقديمه لمادة كتابه، على أن يشير الى أنه سيتناول قضيته بحيادية عالية تعتمد الروح العلمية، مبددا أية اتهامات له بالتحيز بالإشارة الى اتهام بعض الإسرائيليين لوسائل الإعلام الدولية بالانحياز ضد اسرائيل، فيما اتهم بعض العرب على الجانب الأخر هذه الوسائل بأنها جعلتهم ضحايا التغطية غير العادلة للقضية.
\r\n
\r\n
هو ما قرأته وسائل الإعلام بشكل عام على أنه دليل على موضوعيتها. وفي سبيل التأكيد على موضوعيته يعلن أنه على الرغم من كونه يهودياً ومسانداً لإسرائيل، إلا أنه لا يوافق على كل ما تقوم به حكومتها، كما أنه يعلن أن موقفه هذا لا يمكن أن يعني إعاقته عن تقديم تحليل موضوعي.
\r\n
\r\n
وعلى هذا فإنه اعتمد في إجراء هذه الدراسة على ما يسميه الأسس الموضوعية والعقلية والمحايدة التي لا تعكس سوى الإخلاص للحقيقة، وهو الأمر الذي سيتهاوى أمام القراءة الدقيقة للكتاب، وذلك على الرغم من الهدف المعلن للدراسة، والذي يعد هدفاً أكثر من جيد وهو تقويم أداء الإعلام الأميركي ومدى تطبيقه للمعايير المهنية.
\r\n
\r\n
ومع ما يشير اليه مديرا المعهد مايكل شتاين وفريد لافر في تقديم الكتاب من أن التناول الذي قدمه مورافتشيك يكشف عن أن الإنحياز من قبل وسائل الإعلام الأميركية التي تمت دراستها، حسبما يرى موجود غير أنه ليس متفشياً، إلا أنه من الواضح أن المؤلف أو الباحث انتهى الى غير ذلك.
\r\n
\r\n
حيث يكاد أن يصل إلى نتيجة محصلتها النهائية أن هناك انحيازاً من قبل وسائل الإعلام الأميركية في تغطيتها للانتفاضة لصالح الفلسطينيين، بغض النظر عن السبب الذي يراه لهذا الانحياز، سواءً كان ناتجاً عن جهل المراسلين أو نوع من التقصير.
\r\n
\r\n
وإن كانت تهمة التحيز المقصود لم ترد ضمن تحليل الكاتب في ثنايا الكتاب، فهو يرجع بشكل عام هذا التحيز إلى السطحية والتجهيل ونقص السياقات التاريخية والاعتماد على المصادر المحدودة والمحرفة وغير المعبرة عن الحدث، وهي أمور يرى أنها موجودة وتعبر عن مشكلات يمكن أن يتم الإحساس بها الى حد كبير.
\r\n
\r\n
وفي ايضاحه لمنهجه في إعداد مادة الكتاب، يشير المؤلف الى أنه توخى منها تجنب الأحكام المسبقة، ويضيف: «حاولت انتقاء مجموعة متفرقة من الأحداث، يتضمن بعضها تلك الجوانب التي تستهدف الدراسة تناولها بالتفصيل، وتعد المحور الرئيسي للكتاب، والتي تتعلق بالدبلوماسية.
\r\n
\r\n
\r\n
يتعلق بعضها الآخر بالعنف، كما تم تناول الضحايا الإسرائيليين، وتركيز بعض وسائل الإعلام الأخرى على الفلسطينيين. وتعد المحطات الرئيسية التي تم اختيارها هي تلك التي تعكس أحداثا ذات مغزى وتمثل وزنا بالنسبة للمرحلة المبكرة من النزاع».
\r\n
\r\n
زيارة شارون
\r\n
\r\n
وبغض النظر عن أى موقف نهائي بشأن تقويم عمله فقد بذل الكاتب جهدا كبيرا في إعداد مادته، حيث أنه قرأ بالنسبة للأيام الخمسين التي اختارها كمادة لدراسة موضوعه بشكل دقيق كل التقارير الإخبارية المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي، والتي ظهرت في صحيفتين هما «النيويورك تايمز» و«الواشنطن بوست».
\r\n
\r\n
ولتحليل التغطية التلفزيونية شاهد كل أشرطة الفيديو المتعلقة بالصراع الى جانب قراءة النصوص المتعلقة بالأخبار الإذاعية لخمس شبكات تلفزيونية رئيسية، هي «سي بي إس» و«أيه بي سي» و «سي إن إن» و «إن بي سي» و «فوكس نيوز».
\r\n
\r\n
\r\n
ولم يتناول في سياق دراسته مقالات أو أعمدة رأي على الرغم من أنه قرأ الكثير منها، فاعتماده الأساسي تركز على التقارير التي أعدها الصحفيون سواء للصحف أو شبكات التلفزيون.
\r\n
ويخصص المؤلف المحطة الأولى لزيارة شارون للحرم القدسي الشريف، والتي كانت السبب الرئيسي والمباشر لاندلاع انتفاضة الأقصى في 28 سبتمبر سنة 2000. فيشير الى أن هذه الزيارة استهدفت تأكيد رفض شارون التخلي عما يسميه السيادة على الأماكن اليهودية المقدسة وهي القضية التي كانت مطروحة، حسب المؤلف، على الساحة في قمة كامب ديفيد قبل نحو شهرين من الزيارة.
\r\n
\r\n
وقد كانت هذه الزيارة سببا رئيسيا في غضب الفلسطينيين، وهو الأمر الذي عزز منه الفكرة العامة لدى الفلسطينيين عن شارون وكونه يرمز الى العدوان وارتباط ذكراه بمذبحة مخيمي صابرا وشاتيلا في لبنان عام 1982، التي راح ضحيتها المئات من الفلسطينيين. يقدم المؤلف في هذا الخصوص الرؤيتين الفلسطينية والإسرائيلية للأحداث.
\r\n
\r\n
فالأولى تذهب الى أن زيارة شارون كانت بمثابة عمل استفزازي أدى الى انتشار عمليات غضب عفوية من قبل الشعب الفلسطيني، فيما تذهب الرواية الإسرائيلية الى أنه إما أن الإضطرابات جرى تنظيمها، أو تشجيعها، من قبل السلطة الفلسطينية من أجل تعزيز موقفها التفاوضي. ويناقش المؤلف الموقفين، ويحلل التغطية الإعلامية للحدث.
\r\n
\r\n
ويقرر حقيقة صعوبة إنكار الطابع الإستفزازي لزيارة شارون غير أنه يذهب الى أن استمرار الإنتفاضة في الأيام التالية وعدم اقتصارها على يوم الزيارة فقط، إنما يشير من وجهة نظره الى أن هناك عوامل إضافية كانت تضفي مزيداً من التوتر على الموقف آنذاك.
\r\n
\r\n
حاول المؤلف تعزيز وجهة نظره باقتباس تصريح لمروان البرغوثي الذي يراه الزعيم الفعلي للإنتفاضة وفيه يقول «إن الإنفجار وقع على أية حال ، وأنه كان ضروريا من أجل حماية الحقوق الفلسطينية، وقد قدم شارون مبررا لذلك»
\r\n
\r\n
تهمة المساس بإسرائيل
\r\n
\r\n
في تحليله لتغطية وسائل الإعلام الأميركية يشير المؤلف الى بعض جوانب عدم دقة مست الموقف الإسرائيلي ومن ذلك مثلا على ما يذكر أن وليام أوروم مراسل «التايمز» ذكر في تغطيته لأحداث اليوم الثالث من الانتفاضة أن الزيارة التي قام بها شارون لأكثر المواقع الإسلامية قداسة في القدس أشعلت الاحتجاجات من قبل الفلسطينيين.
\r\n
\r\n
ويذكر مؤلفنا، جوشوا مورافشيك، هنا أن المراسل وقع في خطأ عدم ذكر أهمية هذا المكان بالنسبة لليهود أيضا! الى جانب أهمية كل القدس الشرقية بالنسبة لطرف ثالث، هم المسيحيون. وذلك على الرغم مما يشير اليه المؤلف ذاته من أن المراسل أشار الى أهمية الموقع بالنسبة للعقيدتين!
\r\n
\r\n
في السياق نفسه وفي تناوله للأيام الأولى للإنتفاضة يفرد المؤلف مساحة كبيرة من مادته للحديث عن خطبة الجمعة التي ألقاها الشيخ الأدريسي آنذاك وهو على حد وصفه، من الشخصيات المعروفة بمواقفها المعادية للسامية .
\r\n
\r\n
ومعارضتها لمفاوضات كامب ديفيد وفي خطبته حذر المسلمين من أن اليهود يعتزمون إحلال المعبد أو الهيكل محل المسجد الأقصى، مضيفا أن المسلمين مستعدون للتضحية بأنفسهم ودمائهم من أجل حماية الطابع الإسلامي للقدس والأقصى.
\r\n
\r\n
\r\n
في المسح الذي أجراه المؤلف بشأن هذه الخطبة يشير الى انه ليس هناك من بين التليفزيونات أو الإذاعات التي تم تناولها بالتحليل في إطار الدراسة قناة تطرقت بأي شكل الى الخطبة، وهو ما يعتبره تقصيراً في إبراز الإعلام الأميركي لما يصفه ب «التطرف» الفلسطيني والتحريض على العنف من قبل المؤسسة الدينية ممثلة في خطيب المسجد الأقصى.
\r\n
\r\n
أما في استعراضه لما كتبته الصحف في هذا الخصوص فإنه يشير الى أن تقريرا ل «التايمز» عرض للخطبة، ولكن في الفقرة السادسة والعشرين من موضوع مجمله 27 فقرة الأمر الذي يعني أنه همَّش الخطبة، وبالتالي تجاهل عمليات «التحريض» التي تتم للفلسطينيين من قبل الأجهزة المختلفة .
\r\n
\r\n
والتي سينسبها فيما بعد وبشكل محدد للسلطة الفلسطينية. ثم يشير الى ما ورد في تقرير «التايمز» مثلا بشأن الحديث عن الخطبة وأنها زادت من القلق بالحديث عن المتطرفين اليهود فيشير الى أن توصيف التقرير خاطئ حيث ان ما انصرفت اليه الخطبة، وفق رؤية المؤلف، إنما كان يتمثل في استهداف اليهود بذاتهم، وليس المتطرفين منهم فقط!
\r\n
\r\n
نأتي الى اتهام المؤلف للسلطة الفلسطينية بالتحريض ومن واقع تناوله فإنه يبدو من المؤمنين بهذه الفرضية، وهو يحاول أن يفتش في وسائل الإعلام التي يجري دراسته عليها ليرى موقفها بشأن هذه القضية بما يدعم رأيه، وإزاء ما يرى من عدم تحقق فرضيته، فإنه ينسب الى الإعلام التحيز .
\r\n
\r\n
أو التقصير باستثناء ما نشره لي هوكستادير مراسل «الواشنطن بوست» من أن بداية العنف في اليوم الثالث للاتفاقية تمثلت في بث للتليفزيون الفلسطيني تضمن عرضا أرشيفيا لمشاهد من الإنتفاضة السابقة التي جرت في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات وعرض أغان عسكرية تحث الفلسطينيين على الثورة في الشوارع وذلك في 4 اكتوبر 2000.
\r\n
\r\n
يوضح المؤلف أن هذا الأمر لم يتم نشره في «التايمز» أو في أي وسيلة أو شبكة تليفزيونية طبقا للحصر الذي قامت به الدراسة. وهو يحاول أن يعزز فرضيته بالإشارة الى أنه لا توجد شبكة أخرى نشرت حقيقة أن السلطة الفلسطينية أغلقت المدارس خلال الأيام الأولى للإنتفاضة، تشجيعا فيما يبدو للطلبة على المشاركة في المقاومة والتي يسميها «الإضطرابات».
\r\n
\r\n
وهو هنا يبدي عدم اقتناعه استمرارا في محاولة فرض رؤيته لما صرح به وزير الإعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه من أنه تم إغلاق المدارس لحماية الأطفال الفلسطينيين من القناصة الإسرائيليين معتبرا ان هذا تفسير غير مقنع إزاء كون إغلاق المدارس كان جزءا من إضراب عام فلسطيني، وإزاء انخراط هؤلاء الطلبة الصغار الذين كان يتم ضربهم بالرصاص الإسرائيلي في إلقاء الحجارة أو الوقوف بالقرب من مناطق المواجهات.
\r\n
\r\n
وفيما يراه تعزيزا لوجهة نظره، وفي سياق تحليله لأحداث الأيام الأولى للانتفاضة، يشير المؤلف الى أنه بينما حظي حدث مقتل أربعة فلسطينيين جراء إطلاق الرصاص المطاطي والذخيرة عليهم بالتغطية الموسعة من قبل وسائل الإعلام الأميركية، فإن مقتل جندي اسرائيلي بالقرب من قلقيلية في اليوم نفسه على يد جندي فلسطيني يشاركه في دورية مشتركة أطلق عليه الرصاص لم يحظ بالاهتمام.
\r\n
\r\n
وينتقد هنا، مثلا تغطية جيليان فيندلي مراسلة الأيه بي سي والتي وصفت العنف حسبما يذكر في ساحة المسجد الأقصى من دون ذكر اعتداء يزعمه على المصلين اليهود عند ما يسمى بحائط المبكى أو حتى حصار المتظاهرين الفلسطينيين لنقطة شرطة اسرائيلية. وهو يحلل كلماتها مستخلصا هذه النتيجة بقوله ان اختيارها لمفردات تقريرها يعكس السعى الى التقليل من أية عمليات إثارة فلسطينية.
\r\n
\r\n
وقد استرسلت فيندلي, في سياق محاولة تدليل المؤلف على عدم موضوعيتها، في عدة جمل تلوم فيها شارون على تفجر الاضطرابات عارضة كلا من الانتقادات الفلسطينية والإسرائيلية لزيارته في اليوم السابق.
\r\n
\r\n
انتهت الى القول: لقد قال شارون انه اتي لكي يؤكد على أن اسرائيل يجب ان تسيطر على هذا المكان، فيما أكد الفلسطينيون مرة ثانية اليوم على أن ذلك لن يحدث.
\r\n
\r\n
ويعتبر المؤلف أن هذه الخاتمة أو النتيجة ربما تعد صدى لما قاله الشيخ الإدريسي في تحذيراته التحريضية وتأكيده على أن شارون لن يستطيع تغيير الوضع الراهن. وهو الأمر الذي يراه يعبر عن سوء إدراك لحقيقة الأمور حيث أن خطوة شارون من وجهة نظر الباحث.
\r\n
\r\n
إنما كانت تستهدف تكريس الوضع الراهن الذي وجد منذ عام 1967، والذي على اساسه تدعي اسرائيل السيادة على منطقة المسجد الأقصى وتترك ادارتها في يد علماء الدين المسلمين، الأمر الذي أصبح محل نقاش وبحث بناء على توجهات باراك في كامب ديفيد، والتي تمثلت في القبول بالتخلي عن السيادة على هذه الأماكن.
\r\n
\r\n
وسواء صح ما ذهب اليه مورافتشيك أم لا بشأن نية شارون فإن مما لا جدال فيه أن إقدامه على الزيارة كان هو السبب الرئيسي في إعطاء الشرارة للانتفاضة، وعززت السياسات الإسرائيلية من استمرارها، ومن الطبيعى أن تسعى السلطة الفلسطينية الى الوقوف الى جانب شعبها في كفاحه ضد الاحتلال.
\r\n
\r\n
وإن كانت هذه المساندة لم تصل الى ذروتها في ضوء الحسابات السياسية للسلطة الفلسطينية، الأمر الذي يعنى أن الانتفاضة جاءت في جانب منها عفوية من دون ترتيب، وأنه حتى لو لم يكن الأمر كذلك وأن أحداثها كانت تتم بمساندة رسمية فلسطينية، فإن ذلك لا يمثل جانبا ينتقص من شأنها.
\r\n
\r\n
استهداف الفلسطينيين
\r\n
\r\n
ينتقل المؤلف، في موضع آخر من الكتاب الى تفنيد ما تضمنه تقرير المراسلة فندلي، وهو ما يجعله ينفي عنه أية موضوعية يحاول أن يقدم بها نفسه من اتهام للجنود الإسرائيليين باستهداف قتل المتظاهرين.
\r\n
\r\n
مشيرا الى أنه اذا كانت التقارير قد أشارت الى أنه الى جانب القتلى الأربعة من الفلسطينيين يوجد هناك نحو مئتي شخص آخرين أصيبوا فإن هذا الزعم - على حد وصفه - من قبل مصدر طبي فلسطيني إنما يعد أمراً منافياً للمنطق فاذا كان أقل من 2 في المئة من المصابين قد لقوا حتفهم فما هو احتمال أن يكون الجنود الاسرائيليون يستهدفون القتل؟
\r\n
\r\n
وكيف يمكن للأطباء أن يتحدثوا عن ذلك من خلال الإصابات التي يعالجونها؟ وما الذي يستنتجونه من أن نحو 98 في المئة ممن أصيبوا تم إنقاذهم؟ هذا فيما لم تر الشبكات الأخرى مجالا لبث تهمة استهداف القتل من قبل الجنود الإسرائيليين!
\r\n
\r\n
يصل المؤلف الى ذروة غياب الموضوعية في هذا الجزء من الكتاب، الذي يتناول فيه تبعات زيارة شارون لقبة الصخرة في تناوله لقضية الطفل محمد الدرة.
\r\n
\r\n
ونترك المؤلف يقدم لنا رؤيته حيث يقول: لقد تواصلت أحداث اليوم الثالث بشكل أكثر عنفا مع عدد أكبر من الضحايا ومما سلط الضوء على أحداث هذا اليوم مقتل الطفل محمد الدرة، الذي يبلغ من العمر 12 عاما.
\r\n
\r\n
والذي تم التقاط أحداث الساعة الأخيرة لحياته في فيلم تم تصويره على يد مصور فلسطيني يعمل لصالح شبكة تليفزيون فرنسية، فقد راح محمد ووالده يقفان خلف حاجز أسمنتي، عند نقطة نتساريم في غزة.
\r\n
\r\n
حيث حاصر المتظاهرون الفلسطينيون الجنود الإسرائيليين في نقطة الشرطة، وقد ألقى المتظاهرون الحجارة وقنابل المولوتوف كما استخدم بعضهم البنادق.
\r\n
\r\n
ومن موقعهم المحصن رد الجنود الإسرائيليون باطلاق النار على المتظاهرين، وقد سقط الطفل فيما راح والده يناشد عبثا الجنود الإسرائيليين وقف اطلاق النار، وبعد نحو نصف ساعة أو أكثر أصيب الطفل مرة ثانية.
\r\n
\r\n
حيث لقي حتفه بجوار والده، الذي عانى بنفسه من نحو تسع رصاصات متفرقة أصابته، حيث تم علاجه فيما بعد. وقد أصبح الطفل الدرة في الحال رمزا جديدا له دلالة على مدى ما يمكن أن يلحقه الغضب والنضال الفلسطيني من تواصل في استمرار الضحايا (نيويورك تايمز أورم 2 اكتوبر).
\r\n
\r\n
هذا في حين أن فندلي مراسلة «الأيه بي سي» أشارت الى أن عرض الفيديو الخاص بالطفل محمد الدرة على التليفزيون الفلسطيني لم يتوقف، ثم أضافت، مع غضب واضح، أن هذا الفيديو قد تم بثه على معظم قنوات التليفزيون الإسرائيلي مرتين بالتحديد، فيما يشير ضمنا الى مدى الإهتمام بهذه القصة.
\r\n
\r\n
قتل الدرة
\r\n
\r\n
يفصل المؤلف القول في هذه القضية بغية الوصول الى نتيجة محددة تتمثل في رفع تهمة مقتل الدرة عن الجانب الإسرائيلي، وهو ما نلمسه في قوله في السطور السابقة من أن الطفل سقط صريعا في المرة الثانية التي أصيب فيها.
\r\n
\r\n
وليس المرة الأولى وهذه المرة الثانية، وفق ما يحاول المؤلف إقناعنا به، إنما صدر الرصاص فيها من الجانب الفسطيني، مما يعني تبرئة الجنود الإسرائيليين من تبعات هذه المأساة الإنسانية التي هزت ضمير العالم.
\r\n
\r\n
وهنا يقول مورافتشيك: بشكل أساسي، فإن معظم وسائل الإعلام الأميركية كانت حذرة بشأن من أطلق الرصاصات القاتلة، مشيرة فقط الى أن الطفل قتل في تبادل لإطلاق النار (سي بي إس) مضيفا ان الوحيد من بين مراسلي شبكات الأخبار التي غطت الحدث وألقي سريعا باللوم على إسرائيل في حادث مقتل الدرة هو مراسل الإيه بي سي (أول اكتوبر2000).
\r\n
\r\n
بالإضافة الى ذلك فإن إنكور جون سييجينسالر من «ان بي سي» قام بلي معنى التقرير الذي قام بإعداده مراسله توم أسبيل، فسييجينسالر قدم تقرير أسبيل بهذه المقدمة: اطلقت القوات الاسرائيلية النار مما ادى الى مقتل 12 شخصاً بمن فيهم الطفل الذي يبلغ من العمر 12 عاماً في تبادل لإطلاق النار «30 سبتمبر».
\r\n
\r\n
ولكن أسبيل اشار فقط الى ان الطفل لقي حتفه في تبادل لاطلاق النار وليس الى الطلقات المميتة التي صدرت عن الجانب الاسرائيلي.
\r\n
\r\n
وبعد اربعة ايام من هذا الحدث المأساوي أقلعت معظم وسائل الاعلام الاخرى عن مبدأ «اللأدرية» وعدم تحديد الفاعل، وراحت تعلن أو تؤكد ان الطلقات التي أدت الى مقتل الطفل انما كانت صادرة عن القوات الاسرائيلية «نيويورك تايمز، واشنطن بوست، فوكس 4 اكتوبر».
\r\n
\r\n
الاعتراف
\r\n
\r\n
وعلى حد المؤلف فإنه ليس من الصعب معرفة السبب في هذا التحول، فكما أشارت لاورا كينج من «الاسوشيتدبرس» في قصة كتبتها في البوست فإن «الجيش الاسرائيلي اعترف فيما بعد بأن جنوده على ما يبدو اطلقوا الرصاصات القاتلة التي ادت الى مقتل الدرة وأعرب عن أسفه لهذا الأمر».
\r\n
\r\n
واثر الاعتراف بالمسئولية عن الحادث من قبل المتحدث الاسرائيلي، فإن الجيش الاسرائيلي أمر بتحقيق رسمي، وبعد شهور فإنه تم الانتهاء الى ان حادث اطلاق النار على الدرة لم يصدر عن الجنود الاسرائيليين. ونلاحظ ان المؤلف مرّ مرور الكرام على هذه النقطة، ولم يتساءل بتفصيل كما يفعل مع تقارير المراسلين التي يحاول ان يحللها كلمة.
\r\n
\r\n
حيث ان السؤال الذي يفرض نفسه كيف اعترف الجيش بالمسئولية ثم تراجع عنها؟ وألا يمكن ان يكون هذا التراجع والذي يعتبره المؤلف حقيقة نهائية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.