\r\n هذه هي خلاصة بحث شامل اجرته المجموعة الاعلامية التابعة لجامعة غلاسغو، وجمعت صحفيين واكاديميين ومشاهدين عاديين لدراسة تأثير الاخبار على الفهم العام. وتمت مقابلة اكثر من 800 شخص، وقام الباحثون بدراسة حوالي 200 برنامج اخباري. وقد قال كبار الصحفيين للباحثين انهم تلقوا تعليمات بعدم اعطاء تفسيرات وكان التركيز على العمل الحي والمباشر. وكما قال بول ادامز، المراسل العسكري للبي بي سي : ان الصراع يغطي كما لو انه نزاع دموي كبير جدا ولا تتم تغطيته الا اذا كان هنالك قدر كبير من الدماء. \r\n اكد جورج الاغيا على ايمان لدى البي بي سي ان فترة انتباه المشاهدين هي عشرون ثانية تقريباً. \r\n ان نتيجة هذه الطريقة هي ان لا يرد اي شيء في الاخبار حول تاريخ او طبيعة الصراع لذلك فان المشاهدين مشوشون بشكل غير عادي . فقد اعتقد كثيرون ان الفلسطينيين يحتلون الاراضي المحتلة او ان الامر في الاساس نزاع حدودي بين بلدين يحاولان الاستيلاء على قطعة ارض تفصل بينهما. وغالبية الذين تمت مقابلتهم لا يحملون اي فكرة عن من اين جاء اللاجئون الفلسطينيين وقد افترض البعض انهم جاءوا من افغانستان او العراق او كوسوفو. \r\n دون تاريخ او سياق ، تميل التقارير الاخبارية الى التركيز على الاحداث اليومية وفي تغطيتها هنالك تركيز قوي على المنظور الاسرائيلي. وقد اكتشف البحث ان عدد الاسرائيليين الذين تمت مقابلتهم او التحدث عنهم ضعفا عدد الفلسطينيين. \r\n وكان هنالك ايضاً عدد كبير من التصريحات من جانب السياسيين الاميركيين الذين يميلون لتأييد اسرائيل. وكان عدد الذين تمت مقابلتهم ضعفي عدد السياسيين البريطانيين. \r\n ان لغة «الحرب على الارهاب» ترد في احيان كثيرة كما ان الصحفيين يتبنونها في خطابهم في بعض الاحيان كما في هذا المثال ان ذلك الهجوم الذي قام به فلسطيني لم يؤد الا الى تعزيز التعتيم الاسرائيلي على التوغل اكثر فاكثر في البلدات والمخيمات التي يعيش فيها الفلسطينيون يجرفون الطرق حول بيت لحم كجزء من المعركة المستمرة ضد الارهاب. \r\n كما ان هذا التقرير يبين فكرة مألوفة في التغطية الاخبارية حيث ينظر الى الفلسطينيين على انهم يبادرون بالمشاكل ويتم اظهار الاسرائيليين على انهم يردون. \r\n هنالك تصورات مختلفة وبارزة حول الصراع الذي يتوجب اظهارها في الاخبار فالسلطات الاسرئيلية وكثير من الشعب الاسرائيلي ينظرون الى القضيتين من منظور امنهم وبقاء دولتهم في مواجهة التهديدات من جانب الارهابيين والجيران المعادين وهم يعرضون تصرفاتهم على انها رد على الهجمات. \r\n الفلسطينيون يرون انهم يقاومون احتلالا عسكريا وحشيا من قبل اناس اخذواارضهم ومياههم وبيوتهم ويحرمونهم من امكانية اقامة دولة خاصة بهم. \r\n يوصي تحليل المحتوى الاخباري بان اولى هذه التصورات يميل الى الهيمنة على التغطية الاخبارية فما بين تشرين الاول وكانون الاول 2001 على سبيل المثال ومن خلال اخبار البي بي سي 1 و آي تي في قيل ان الاسرائيليين يردون على ما لحق بهم وكان عدد الاسرائيليين الذين تحدثوا حوالي ستة اضعاف عدد الفلسطينيين. \r\n ومن الواضح ان نمط التغطية هذا أثر على كيفية فهم بعض المشاهدين للصراع، وكما قالت امرأة شابة : «تعتقد دائماً ان الفلسطينيين عدوانيون فعلاً بسبب القصص التي تسمعها عبر الاخبار.. انني اعتقد دائماً ان الاسرائيليين يردون على الهجمات». \r\n وكان هنالك ايضاً اختلافات في اللغة المستخدمة حول ضحايا الجانبين، فقد استخدمت كلمات مثل القتل الجماعي، المذابح والقتل الوحشي في وصف قتلى الاسرائيليين، وليس الفلسطينيين. \r\n كان التركيز على قتلى الاسرائيليين بارزاً جداً في التغطية . ففي اذار 2002، عندما اشارت «البي بي سي» الى ان الفلسطينيين عانوا من اكبر عدد من الضحايا خلال اسبوع واحد منذ بدء الانتفاضة، كان هنالك تغطية اكثر لاخبار القتلى الاسرائيليين. وكان لهذا الامر تأثير قوي على فهم المشاهدين وكان هنالك اقلية ممن استطلعوا يعرفون ان الفلسطينيين عانوا من خسائر اكبر. \r\n ان الفجوات في المعرفة العامة تعادل الفجوات في الاخبار فقد كان التصور الفلسطيني بانهم فقدوا ارضهم ويعيشون تحت الاحتلال غائباً بشكل فعلي. وقد لا يكون امراً مثيراً للدهشة ان بعض المشاهدين يعتقدون ان الفلسطينيين عدوانيون وانهم يحاولون اخذ الارض من الاسرائيليين. \r\n ولم يرد في البحث، اقوال اندرو نيل في انتقاد اخير لعملنا بان الناس يتعاطفون بشكل طبيعي مع الفلسطينيين لانهم يستخدمون الحجارة ضد الدبابات. \r\n ان احدى المصاعب في اعطاء خلفية تاريخية تتمثل ببساطة في ان المنطقة مختلف عليها ومثيرة للجدل، وقد تحدث صحفيون لنا غن الضغوط التي يتعرضون لها والرسائل الالكترونية الحافلة بالكراهية التي تلقوها. وخاصة اذا اعتبرت تقاريرهم ناقدة لاسرائيل وقد علق ليندسي هيلسوم قائلاً: في صراع كهذا فان كل حقيقة تواجه الخلاف حولها، ويجب عليّ ان اقول ما يعتقده كلا الجانبين واظن في بعض الاحيان ان ذلك يمنعنا من اعطاء الخلفية. \r\n ان الصحفيين التلفزيونيين يقعون في دوامة الروايات المتنافسة، لكنهم لا يستطيعون الهروب من واجبهم في الاعلام والتوضيح. \r\n هنالك قضايا هامة يثيرها جهاز اخباري يترك كثيراً من الناس مشوشين وعلى غير اطلاع. \r\n الغارديان \r\n