\r\n وها نحن الآن امام فرصة ثانية. فقد ذهب عرفات ومن المرجح ان يفوز محمود عباس في انتخابات الرئاسة الفلسطينية المقررة في الشهر القادم, بعد ان اعلن ان »الامتناع التام عن ممارسة العنف« هو اولويته العليا. \r\n \r\n وهو الآن يسعى الى حمل جميع الفصائل الفلسطينية على الالتزام بوقف اطلاق النار كما انه مصمم على وضع مختلف الدوائر الامنية تحت السيطرة. ومن شأن ادراكه للمسؤولية الفلسطينية بالتصرف بحزم ضد التحريض والارهاب ان يقدم لاسرائيل ما كان ينقصها في الماضي وهو الشريك اللازم للسلام. \r\n \r\n لكن عودة محمود عباس الى الواجهة تثير سؤالا جوهريا فقد امتلك ياسر عرفات القدرة على صنع السلام, لكن كانت تنقصه الارادة. والآن تتوفر الارادة لدى محمود عباس ولكن هل تراه يمتلك القدرة على التغلب على العنف والفساد والاحساس بالغبن وهي العناصر الرئيسية التي تمثل الارث الذي خلفته زعامة ياسر عرفات, تقع على الولاياتالمتحدة واسرائيل والاسرة الدولية مسؤولية مشتركة في مساعدة محمود عباس على بناء القدرة على تحقيق السلام. \r\n \r\n في اسرائيل , يعلن رئيس الوزراء اريئيل شارون عن اتخاذ خطوات لتسهيل عملية الانتخابات الفلسطينية وللتعامل المباشر مع الزعامة الفلسطينية . وانا اصدق شارون حين يقول: »نحن على استعداد للتوصل الى حلول وسط مؤلمة بالنسبة لنا لكنها ضرورية لاقامة سلام حقيقي ودائم«. \r\n \r\n \r\n لكن هذا وحده لا يكفي. اذ ما يزال على اسرائيل ان تفعل المزيد في مجال دعم محمود عباس اذا ما اظهر التزامه بإنهاء الارهاب. \r\n \r\n عليها, اولاً, ان تخضع الفلسطينيين لشرط صارم لكنه ليس مستحيلاً في مجال ممارسة الارهاب. حيث يتفق عباس وشارون معاً على ان كلاً من سوريا وايران تقومان بتوجيه النشاطات الارهابية. ان مستقبل الاسرائيليين والفلسطينيين يجب ان لا يترك بيد الزعماء الراديكاليين في هذين البلدين. والاختبار الذي سيكون على الفلسطينيين اجتيازه يتعلق بقيامهم ببذل الجهود المنسقة والمستدامة ضد الارهاب. وكلما اختصروا الزمن الذي يحققون فيه المسؤولية الاساسية للدولة, كلما اختصروا بذلك الزمن الذي يفصلهم عن الحصول على تلك الدولة. \r\n \r\n ثانياً, على اسرائيل ان تنقل المسؤولية عن الامن الى ايدي الفلسطينيين متى ما اظهروا استعدادهم للنهوض بها. كما ان عليها ان تزيل نقاط التفتيش التي لا تمثل اهمية حيوية لأمن اسرائيل. \r\n \r\n ثالثاً, على اسرائيل ان تنسق عملية انسجامها من غزة مع الفلسطينيين. كما ينبغي لمصر ان تلعب دوراً في تدريب قوات الامن الفلسطينية ومحاربة عمليات تهريب السلاح. \r\n \r\n رابعاً, على اسرائيل ان تعمل ما في وسعها لاقناع الفلسطينيين بأن خطة الانسحاب من غزة تجري تحت شعار »غزة اولا« وليس »غزة اخيراً«. كما ان على شارون ان يؤكد للشعب الفلسطيني وبشكل مباشر التزامه بخارطة الطريق, وهي المبادرة التي رعتها الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة. لقد اقدم شارون على خطوة ذات اهمية رمزية عندما دعا الى ازالة جميع المستوطنات القائمة في غزة اضافة الى اربع مستوطنات قائمة في الضفة الغربية. ولم تنل هذه الخطوة التقييم الذي يجب ان تفهم ضمن اطاره بصفتها تحولاً جديداً يكشف عن تفهم شارون لطبيعة الضغوط السكانية التي تواجهها اسرائيل. فاذا كان لعملية السلام ان تستأنف من جديد, فان على شارون ان يتحرك بسرعة لازالة كل البؤر الاستيطانية غير المرخص بها ولوضع حد لعملية نمو المستوطنات. \r\n \r\n وكما هو الحال دائماً, فان على الولاياتالمتحدة ان تلعب دوراً حاسماً في العملية. علينا ان نعزز قدرة محمود عباس على تقديم المكاسب الملموسة للشعب الفلسطيني. فقد حلت حماس محل السلطة الفلسطينية كجهة لتقديم المساعدات الاقتصادية والاجتماعية للشعب الفلسطيني. وهي تقوم حالياً بدفع مبالغ كبيرة من اجل توفير التعليم المدرسي والجامعي للفلسطينيين الشبان. كما انها توفر الخدمات الاجتماعية للمعوزين والمشردين. \r\n \r\n ومن اجل ان يتمكن من تأدية دوره كاملاً, يحتاج محمود عباس الى تؤكيد زعامة السلطة الفلسطينية. وبوسعنا ان نساعده في تحقيق هذا الهدف من خلال تمويل المشاريع ذات الاهمية الملموسة, مثل تشييد المدارس والمستشفيات, وهو الامر الذي سيساعد محمود عباس في توفير فرص العمل لآلاف الاشخاص. ولكن علينا ان لا تكرر اخطاء الماضي. فواجبنا يدعونا الى التحرك بسرعة. ان عقد مؤتمر دولي يقدم التعهدات للفلسطينيين في اواخر ربيع العام القادم امر يجري التفكير فيه حالياً. وهو امر طيب بالتأكيد, لكن محمود عباس لا يستطيع ان ينتظر حتى ذلك الحين. \r\n \r\n ويستحق الاقتراح الذي قدمه الرئيس الامريكي جورج بوش بتقديم ضخ مالي سريع للفلسطينيين بمبلغ 20 مليون دولار, التشجيع والدعم. لكن على الرئيس بوش ان يفي بالتعهد الذي قطعه على نفسه في حزيران من عام 2003 بالعمل على تنفيذ خطة خارطة الطريق وذلك عن طريق تعيين مبعوث اعلى يكلف بانتزاع الالتزامات من كلا الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني. \r\n \r\n واخيراً, على الولاياتالمتحدة ان تطالب الدول العربية المجاورة باتخاذ خطوات ملموسة باتجاه التطبيع مع اسرائيل. اذ ان على الدول العربية التي لم تطبع بعد مع اسرائيل ان تبدأ مرة ثانية بعقد الاجتماعات العلنية مع الاسرائيليين لغرض مناقشة القضايا الاقتصادية, وفرص العمل المشترك, والامن الاقليمي, وتجهيز المياه, وقضايا البيئة الى جانب القضايا الاخرى ذات الاهتمام المشترك. ان ثلثي الفلسطينيين والاسرائيليين يؤيدون حل الدولتين. لكن النسبة نفسها في كلا المجتمعين تعتقد ان الجانب الآخر لا يرغب حقاً الا في حل الدولة الواحدة. وبوسع الزعامات العملية لكل من الفلسطينيين والاسرائيليين والامريكيين ان تحرك دينامية العملية وتبدأ مسيرة السلام. فاذا كانت الفرصة الثانية نادرة الحدوث, فان احداً لم يسمع بعد بفرصة ثالثة. وزمن التحرك والفعل هو الآن وليس في اي وقت آخر.0 \r\n \r\n عن»لوس انجلوس تايمس« \r\n \r\n