وتكشف الوثائق واجهزة الكومبيوتر التي عثر عليها في الفلوجة عن ادلة على هوية المعارضين للحكومة العراقية الجديدة، ومعظمهم من عناصر حزب البعث ونظامه. وتستخدم هذه المعلومات الاستخبارية الان في ملاحقة قيادات التمرد وقنوات التمويل، بالاضافة الى الكشف عن انشقاقات او خلافات داخل حركة التمرد التي يمكن استغلالها لإضعاف قاعدته. \r\n وبالرغم من ذلك فإن عددا من المسؤولين في البنتاغون وكبار الضباط ذكروا ان الاصولي الاردني المتطرف ابو مصعب الزرقاوي الذي فر من الفلوجة قبل الحملة، يؤسس الان خلايا جديدة في الموصل في شمال العراق وفي صحراء محافظة الانبار غرب الفلوجة، لكن تنظيمه لم يعد قادرا على الاتصال بطريقة فعالة باستخدام المراسلين والهواتف الجوالة. \r\n وتحاول القوات الاميركية الضغط على المتمردين بشدة وهم يحاولون اعادة تجميع انفسهم بالاستفادة من القوات الاضافية التي سترسل الى العراق وترفع عديد القوات الاميركية في العراق الى 150 الف جندي بحلول الشهر المقبل، وهو اعلى رقم لتلك القوات منذ الغزو في العام الماضي. \r\n وقال الجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الاركان الاميركية ان «عملية الفلوجة كانت ناجحة للغاية ونريد الاستفادة من هذا النجاح. وسنحتاج الى قوات اضافية لتحقيق ذلك». \r\n ومن المتوقع ان يقل اعتماد المتمردين على شن هجمات باستخدام قنابل وسيركزون على حملة عنف ضد العراقيين الذين يتعاونون مع الاميركيين في تشكيل قوات الامن او اعضاء الحكومة الوطنية الجديدة واسرهم. وتكهن مسؤولون في البنتاغون وضباط كبار في الجيش بعدم امكانية تحقيق نجاح سهل في هذا الجهد، واعترفوا بأن المتمردين مرنون ومسلحون تسليحا جيدا، ويتمتعون بتمويل جيد ومنظمون في خلايا من دون الشكل التقليدي للقيادات والتابعين. \r\n وقد شن المسلحون هجمات على المقار الحكومية وقوات الامن العراقية، ولكنهم فقدوا الفلوجة كملاذ آمن يصنعون فيه القنابل وينظمون الهجمات على مراكز الشرطة ومقار الحرس الوطني العراقي، ولذا من المتوقع ان تصبح الاغتيالات السلاح الرئيسي من الان. واوضح الجنرال مايرز «نلاحظ تحولا نحو المزيد من التخويف»، واضاف ان الاغتيالات في العراق «زادت زيادة واضحة عن الشهر الماضي». \r\n وكانت القوات الاميركية والعراقية قد عثرت على ارقام هواتف جوالة في الفلوجة اخذت تستخدمها لملاحقة المتمردين. كما عثروا على قوائم لاعضاء اسر مقاتلين اجانب في العراق سيحصلون على اموال في حال مقتل اقاربهم وقوائم باسماء العراقيين العاملين مع الاميركيين. \r\n وبالاضافة الى ذلك فإن الاستخبارات العسكرية وضباط العمليات جمعوا العديد من تقارير القتال والتحليلات في وثيقة طويلة اطلقوا عليها «ملف عملية الفجر» والتي قدمت صورة واضحة لنشاطات المتمردين في الفلوجة وقائمة بالاكتشافات الاميركية منذ بدء العملية في 8 الشهر الماضي. \r\n وتوضح الوثيقة التي تم الانتهاء منها في 27 الشهر الماضي كيف استخدم 20 من مساجد المدينة البالغة 133 مسجدا كمواقع قتالية او مخازن للاسلحة. \r\n وتصف الوثيقة التي قدمها مسؤول كبير في البنتاغون كيف ادار المتمردون في الفلوجة مراكز للتزوير تختم فيها بطاقات هوية مزورة ووثائق سفر وبطاقات تسجيل سيارات وبطاقات تحويل مصرفية. كما يتم الحصول على معلومات قيمة من الرجال الذين تم اسرهم خلال معركة الفلوجة، بالرغم من ان كبار الضباط اوضحوا انه تبين ان ليس كل الذين قبض عليهم خلال المعركة، ويصل عددهم الى 1200 رجل، هم من المتمردين او من الارهابيين، وقد تم الافراج عن عدد كبير من المعتقلين. وقال مسؤول كبير ان التوقعات المبدئية بوجود 4 الاف متمرد في الفلوجة مع بداية الحملة تبدو صحيحة. ومعظم افراد المجموعة المعتقلة من العراقيين، ولكن يوجد 28 اجنبيا معتقلا بينهم 6 من مصر و6 من سورية و3 من السعودية و3 من السودان واثنان من الاردن وواحد من كل من ليبيا وتركمنستان ويوغوسلافيا وبريطانيا وتونس، كما يوجد فلسطيني وكردي. \r\n وفي الوقت الذي يقدر فيه القادة العسكريون مقتل مئات من المتمردين في حملة الفالوجة، فإن عدد المتمردين في العراق قبل المعركة كان يقدر بما يتراوح بين 8 الاف و12 الفا. \r\n وعندما يضاف الى ذلك عدد الانصار والشركاء، فإن الرقم الاجمالي يصل الي ما يزيد عن 20 الفا. ويضم التمرد 50 خلية تحصل على جزء هام من الاموال عبر شبكة تمويل سرية تديرها قيادات سابقة في حزب البعث واقارب صدام حسين، طبقا لما ذكره مسؤولون اميركيون. ويدعم تمويل العمليات في جزء كبير منه عبر تبرعات من اثرياء عرب وجمعيات خيرية اسلامية تهرب كميات كبيرة من الاموال عبر سورية، حسبما يؤكد هؤلاء المسؤولون الذين اطلعوا على تقارير استخبارية تفصيلية. وقد امتنع الجنرال مايرز يوم الخميس الماضي عن تقدير حجم التمرد، واكتفى بالقول انه من الصعب للغاية تحديد ذلك. وفي الوقت الذي وصف فيه المقاتلين الاجانب بأنهم «تهديد في غاية الخطورة» في العراق، فإن الخطر الرئيسي للاستقرار على المدى الطويل في البلاد يأتي من الاعضاء السابقين في اجهزة الامن التابعة لصدام حسين، بما في ذلك ضباط الحرس الجمهوري السابق. وتعكس تعليقات مايرز هذه نقلة في التفكير بالمقارنة مع أوائل العام الحالي عندما كان الارهابيون الاجانب يعتبرون السبب الرئيسي لعدم الاستقرار في العراق. \r\n \r\n *خدمة «نيويورك تايمز»