رئيس الوزراء أنصت، سجل لنفسه ولم ينفعل. الشهر هو أغسطس، العام كان 1995 رئيس الوزراء في حينه كان يسمى اسحق رابين وقد قُتل بعد شهرين ونصف الشهر من ذلك.حاييم وايزمان، اسرائيلي يُكمل الآن رسالة الدكتوراة في واشنطن، يعرض تفاصيل الاتصالات اياها في رسالته التي ستنشر قريبا (رابين والمستوطنون). الآن، هذا شارون. الاصطلاحات مشابهة. الوضع مشابه. الأجواء متماثلة. يمكن قطع التوتر بالسكين. الجو مفعم بأبخرة الوقود. العنوان على الجدار. \r\n \r\n ولا يزالون هم على حالهم. وبعد ذلك سيقولون، مرة اخرى، انهم لم يقصدوا ذلك. انهم ضد العنف، انه محظور تمزيق الشعب. وفي هذه الاثناء، كل شيء يتمزق. \r\n \r\n هذه هي الكراهية ذاتها. عندها انتظروا اسحق وليئا رابين تحت البيت في رمات أفيف وصرخوا بأن نهايتهما ستكون كنهاية موسوليني وعشيقته، والآن هم يتحدثون عن جريمة ضد الانسانية وأحد من بينهم، مجنون على نحو خاص، يشبه هذا بالنازية، وتصل الرسائل. تمنيات الموت. الشتائم، وفي الحال سينهض الحاخامون. \r\n \r\n القدس، لدينا مشكلة. شارون، مثل رابين في حينه، قطع الاتصال. هذا خطأ. يحتمل ان يكون يعرف البضاعة ويعلم أن لا جدوى، ولكن لا يزال هذا خطأ، شاؤول موفاز، يحاول التكفير عنه، ومثله ايضا رجال مخابرات وجيش، ولكن الدور الحقيقي هو بانتظار الشعب، الجمهور الغفير، الاغلبية الصامتة. ميدان صهيون سيمتليء بمتظاهري اليمين. نأمل ألا يحملوا هناك توابيت موتى وألا يرفعوا لافتات شارون بشارب هتلر، وقبالة هذه المظاهرة كان ينبغي ان تقوم، في ميدان رابين، مظاهرة جماهيرية. مئات الآلاف كان يجب ان يذهبوا الى هناك للدفاع عن الديمقراطية، لحماية سواء العقل، لاعطاء اسناد لرئيس الوزراء الذي يحاول، بالاجمال، اخراجنا من غزة. \r\n \r\n للمستوطنين حق ما. فقد انتصروا في استفتاء منتسبي الليكود. انتصروا في مؤتمر الليكود، ولا يزال هذا الحق في القضية غير قاطع بما يكفي للسماح لهم برفع اليد، البندقية، على جندي أو على رئيس وزراء في اسرائيل، ولا يزال يتعين على يدهم ان ترتعد وعلى صوتهم ان يتحطم قبل ان يطلقوا الهراء الذي أطلقوه مؤخراً في مكتب وزير الدفاع في تل ابيب. \r\n \r\n ارييل شارون يحاول قيادة خطوة غير كاملة، غير مُدارة على نحو فائق، غير مثالية، ولكنها مهمة، وكرئيس وزراء منتخب، شعبي، هذا حقه. اذا لم ينجح شارون، فأحد لن يفعل ذلك أبدا. فاما ان ينجح شارون أو ان تفقد اسرائيل، بين ليلة وضحاها، شرعيتها كدولة مُدارة، مسيطر عليها، سليمة النظام. هذا الصراع هو على شيء أكثر بكثير من قطاع غزة، أكثر بكثير من فك الارتباط. هذا صراع على وجه اسرائيل، على مستقبلها. \r\n \r\n