\r\n الهدوء المستمر منذ أربعة أشهر منذ آخر عملية انتحارية فلسطينية كبرى أوجد إحساسا لدى الإسرائيليين بأن تكتيكاتهم بشأن بناء الجدار على طول الحدود مع الفلسطينيين وعلاقتهم بعمليات القتل المستهدف والاعتقالات والاجتياحات الاسرائيلية تعمل بصورة جيدة‚ \r\n \r\n منذ الانتهاء منه بناء أول «120» ميلا من أصل 430 ميلا هو طول الجدار تمكن الفلسطينيون من شن ثلاث عمليات استشهادية داخل إسرائيل انطلقت من شمال غرب الضفة الغربية الذي غالبا ما كانت تنطلق من مثل هذه العمليات‚ \r\n \r\n في هذا العام لم تتم أي عملية من خلال التسلل عبر هذا الجدار المراقب الكترونيا‚ فالعمليات الاستشهادية السبع التي تمت في 2004 في إسرائيل جاءت من مناطق أخرى‚ \r\n \r\n وإلى أن تمكنت إسرائيل من بناء هذا الجدار كانت تتم في المتوسط حوالي عمليتين انتحاريتين في الشهر‚ فمنذ سبتمبر 2000 وحتى أغسطس 2003 عندما بدأ تشييد الجدار قتل 293 اسرائيليا نتيجة للهجمات الاستشهادية‚ \r\n \r\n يقول الاسرائيليون ان هذا العائق يتشكل في جزء منه من الاسمنت وفي أجزاء أخرى من السياج والأسلاك الشائكة له دور مهم في تحقيق الأمن لهم‚ من أجل ذلك رفضت إسرائيل حكومة وشعبا الانتقادات الدولية والمطالبات بإزالة الجدار كونه يخلق مصاعب جمة للفلسطينيين‚ يتمتع هذا الجدار بشعبية كبيرة لدى الإسرائيليين‚ \r\n \r\n وتشير دراسة تمت في جامعة تل أبيب في اكتوبر الماضي إلى أن 85% من الاسرائيليين يفضلون إقامته‚ \r\n \r\n يقول عمدة بات هيفر التي تقع على بعد 22 ميلا شمال شرق تل أبيب بشأن قرار محكمة العدل الدولية الذي وصف الجدار بأنه يشكل خرقا للقانون الدولي «لا نهتم كثيرا لما تقوله المحكمة‚ ان هذا الجدار يشكل بالنسبة لنا قضية حياة أو موت»‚ وكانت الهجمات الاستشهادية قد جعلت هذه البلدة مدينة أشباح حيث هجرها في السابق معظم سكانها البالغ عددهم 6 آلاف نسمة‚ \r\n \r\n الفلسطينيون يطلقون على الجدار اسم «جدار الفصل العنصري» لأنه يفصلهم عن أسرهم وحقولهم ويمنعهم من الوصول إلى مدارسهم وحوانيتهم وأعمالهم ومستشفياتهم‚ ويقولون ايضا انه يلحق بعض أخصب المناطق إلى إسرائيل كون تلك الاراضي تقع خلف الجدار‚ \r\n \r\n في القرار الذي اتخذته في 9 يوليو الجاري طالبت محكمة العدل الدولية إسرائيل بإزالة الجدار وتعويض الفلسطينيين الذين تضرروا بعملية البناء وإعادة الممتلكات التي صودرت من أجل عملية التشييد‚ \r\n \r\n كما طالب القرار الأممالمتحدة ومجلس الأمن بالنظر في «اتخاذ أي اجراءات أخرى لوضع نهاية لهذا الوضع غير القانوني»‚ \r\n \r\n وقد طالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة قبل أيام في قرار تبنته إسرائيل بالالتزام بحكم محكمة العدل الدولية‚ ولكن مجلس الامن وحده من يملك إصدار الأمر لإسرائيل بإزالة الجدار أو فرض عقوبات‚ وعلى الأغلب ستلجأ الولاياتالمتحدة لنقض أي قرار يعرض في هذا الشأن على مجلس الامن‚ وقد علق أحد قادة الحركات الاسلامية المتشددة على القرار قائلا «انه يظهر الظلم الواقع بالفلسطينيين ويظهر في نفس الوقت الوجه العدواني للكيان الصهيوني» وكانت المحكمة العليا في إسرائيل قد تبنت هي الأخرى حكما بإعادة رسم خط سير الجدار لأنه يخلق بوصفه الحالي أوضاعا صعبة بالنسبة للفلسطينيين‚ ويقول المسؤولون الاسرائيليون بدورهم انهم يدرسون هذا الامر لإيجاد مسار جديد ومع ذلك تعهدوا بالمضي قدما في استكمال إقامة الجدار‚ ويفاخر الإسرائيليون بمتانة وقوة هذا الجدار خاصة أولئك المقيمين قربه قائلين «الآن ليس بمقدور فأر المرور عبر الجدار»‚ \r\n \r\n \r\n