عندما تولى منصبه في مارس فان امورا مثل هذه كان من الممكن التفكير فيها فالسلام النسبي يسود في المنطقة منذ ان تخلى حزب العمال الكردستاني عن الكفاح المسلح بعد اسر زعيمه عبدالله اوجلان عام 1999‚ \r\n \r\n هذه الحرب ادت الى حصد ارواح اكثر من 30 ألف شخص معظمهم من الاكراد وقد ادت رغبة تركيا العارمة في دخول الاتحاد الاوروبي الى دفع تركيا لتهدئة اللعب مع الاكراد‚ \r\n \r\n السلام الذي ساد ساعد الاسلاميين المعتدلين الذين يديرون البلاد الآن تحت قيادة اردوغان على تخفيف القيود المفروضة على اللغة الكردية كما ساعد الحكومة السابقة على تخفيف حكم الاعدام الذي صدر بحق اوجلان‚ \r\n \r\n ان اجراءات مثل هذه شجعت القيادات الكردية على المطالبة بالمزيد من الحقوق لاكراد تركيا البالغ عددهم 12 مليون كردي دون الخوف من التعذيب أو السجن‚ \r\n \r\n ولكن الآمال بسلام دائم انتهت في الاول من يونيو عندما اعلن المتمردون استئناف المعركة بسبب رفض الحكومة تلبية شروطهم التي تتضمن العفو عن 3500 مقاتل موجودين الآن في شمال العراق وانهاء وضع اوجلان في السجن الانفرادي‚ \r\n \r\n الحكومة التركية لن تجري اي محادثات مع اولئك الذين يصنفون كارهابيين‚ فالرأي العام التركي بدأ يتشدد وسط التقارير اليومية التي تتحدث عن مقتل جنود اتراك في الاشتباكات التي تتم‚ \r\n \r\n وبالرغم من التعاطف الذي يبديه الاتحاد الاوروبي تجاه الاكراد الا انه اضاف منظمة «كونكرا جيل» الى قائمة المنظمات الارهابية وهذا هو الاسم الجديد للحزب الديمقراطي الكردستاني‚ \r\n \r\n وتتزايد الضغوط على اكبر حزب مؤيد للاكراد في تركيا وهو حزب «ديهاب» لاستنكار انشطة كونكرا جيل علنا‚ واذا ما قام الحزب بذلك فانه سينفي عن نفسه الاتهامات التي تكال له على انه واجهة للمتمردين‚‚فهل سيغتنم هذا الحزب الفرصة؟ \r\n \r\n حركة رجال العصابات تبدو ضعيفة وقد وعدت اميركا باخراجهم من معسكراتهم الجبلية في شمال العراق‚ وادت الحزازات بين الفصائل المختلفة الى فرار شقيق اوجلان الشهر الماضي الى مدينة الموصل مع عدد من المقاتلين المؤيدين له مؤكدا انه سينبذ العنف والى الابد‚ ومن اللافت للنظر أن اعضاء كبارا في حزب «ديهاب» قد تجرأوا على انتقاد اولئك الذين يدعون لالغاء وقف اطلاق النار‚ \r\n \r\n معظم قادة ديهاب يترددون في التحدث علانية بسبب خوفهم من الانتقام الذي قد يمارسه المتمردون الذين لديهم جواسيسهم داخل الحزب والجماعات الكردية الاخرى‚ \r\n \r\n ويقول الكثيرون ان حركة «كونكرا جيل» مارست ضغوطا على عمدة ديار بكر ليقوم بزيارة اسرة احد المتمردين الذي قتل في الاشتباكات التي جرت مع قوات الامن التركية في ديار بكر الشهر الماضي‚ وقد اثارت هذه الزيارة اصحاب الازرة الصفراء حيث وصف قائد الاركان التركي تلك الزيارة بانها «مثيرة للقرف»‚ \r\n \r\n في اماكن اخرى في الجنوب الشرقي فان الحكومة ماضية في خططها باعادة توطين عشرات الالوف من الاكراد الذين اخرجوا من ديارهم خلال الحرب ودفع تعويضات لهم‚ \r\n \r\n وقد ادت هذه السياسات الى رفع شعبية اردوغان وسط الاكراد‚ وظهر ذلك جليا عندما استطاع حزب اردوغان انتزاع خمسة من الاقاليم الجنوبية الشرقية من حزب ديهاب في الانتخابات التي جرت في مارس‚ \r\n \r\n ويبقى الرابح الكبير اردوغان الذي يعد من اكثر رؤساء الوزراء شعبية في الازمنة الحديثة‚ وكان اردوغان قد لفت الانظار اليه كعمدة جيد لاستنبول وقد انفصل عن معلمه نجم الدين اربكان وكان له في النهاية خطه الخاص به‚ \r\n