\r\n \r\n \r\n بالنسبة لحرس الثورة الايراني كانت عملية القاء القبض على الجنود البريطانيين ليست سوى انقلاب في العلاقات العامة يظهر مدى تنامي نفوذ هذا الحرس بعد خسارة الاصلاحيين في ا يران للاغلبية البرلمانية التي كنوا يتمتعون بها في السابق‚ وذلك بعد الانتخابات التي تمت في فبراير الماضي‚ \r\n \r\n ان حادث شط العرب ليس المثال الوحيد على قيام الحرس الثوري الايراني باستعراض عضلاته‚ ففي شهر مايو استخدم هذا الحرس الدبابات لاغلاق المطار الدولي الجديد في طهران في اليوام الاول لتشغيله على اساس خلفية امنية كون ادارة هذا المطار نقلت الى كونسورتيوم «اجنبي» تقوده شركة تركية‚ يقول سعيد ليلاز الكاتب الصحفي الايراني «ان أي نوع من المواجهة او العزلة يساعد المؤسسة العسكرية على ان تبقى قوية»‚ \r\n \r\n بعيدا عن الجيش النظامي يرى الحرس الثوري المؤلف من 125 الف عنصر نفسه كمدافع عن الثورة الاسلامية وهو مسؤول ليس امام الحكومة التي يرأسها الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي بل امام آية الله علي خامئني الزعيم الروحي الايراني واكثر الزعماء قوة ونفوذا في ايران‚ \r\n \r\n وقدرت احدى الصحف الاصلاحية ان 90% من الاعضاء ال 290 في البرلمان لديهم «خلفية ثورية أو عسكرية»‚ وستبقى الحكومة في أيدي الاصلاحيين حتى يونيو القادم على الاقل موعد الانتخابات الرئاسية التي سيتبعها على الفور تنحي خاتمي عن منصبه رسميا‚ تنامي قوة اليمين الايراني أمر يمكن الشعور به في اجواء البلاد اينما ذهبت‚ فملاحقة النساء اللواتي يرتدين «الحجاب السيىء» ارتداء الملابس الضيقة التي تبرز مفاتن الجسد أو ارتداء غطاء الرأس الذي يكشف بعض الشعر في هذا العام هي اشد وطأة وقوة وشدة مما كان عليه الأمر في السنوات السابقة‚ \r\n \r\n التأثير الأكثر وضوحا لليمين كما يقول المحللون اوضح ما يكون في مجال السياسة الخارجية والأمن حيث يستغل الحرس الثوري وحلفاؤه التوتر الحاصل بشأن البرنامج النووي الايراني‚ فبعد ان اتخذت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارا ينتقد ايران‚ سارعت طهران للتهديد باستئناف عمليات تخصيب اليوانيوم التي علقتها في العام الماضي بعد اتفاق توصلت اليه مع بريطانيا وفرنسا والمانيا‚ \r\n \r\n كذلك فإن تصاعد نفوذ اليمين الايراني بدأ يعقد الاوضاع في العراق حيث بدأ عدد من المسؤولين الأميركيين والعراقيين بالشكوى من التدخل «الايراني واتهموا عملاء ايران باعادة تدريب افراد الميليشيا التابعة لمقتدى الصدر‚ \r\n \r\n سياسيون عراقيون آخرون ينفون هذه الاتهامات قائلين ان وكالة سي‚ اي‚ ايه تسعى لافساد العلاقات بين الحكومة العراقية الجديدة وجار العراق الشرقي‚ ولكن موقف ايران تجاه مقتدى الصدر يتسم بالمغموض‚ ففي الوقت الذي يكره فيه الكثير من الزعماء الايرانيين الصدر لشعوره القومي العربي الطاغي فإن اليمين الايراني ووسائل الاعلام التابعة للمحافظين تصور الصدر على انه زعيم للمقاومة يحارب الاحتلال‚ بعض المعتدلين المحافظين يقولون انه يجب ان لا يتم تضخيم نفوذ اليمين العسكري ومع ذلك فإنهم لا يخفون قلقهم من ظهور هذه التطورات‚ فخلال الانتخابات الماضية اعرب امير صحبيان الكاتب الصحفي الإيراني المحسوب على المحافظين عن شكوكه تجاه قيام مجلس تشخيص مصلحة النظام بمنع ترشيح ألفين من الإصلاحيين لأنفسهم في الانتخابات‚ ويستشعر الكثير من المحللين تراجع نفوذ حسن روحاني رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي وكبير المفاوضين الإيرانيين الذين لعبوا دورا بارزا في العام الماضي في التوصل إلى الاتفاق مع الأوروبيين‚ وكان ينظر إلى روحاني على انه المرشح المحتمل للمحافظين في الانتخابات الرئاسية المقبلة في يونيو المقبل‚ بعد أيام قليلة من استخدام روحاني وجوده في مؤتمر صحفي نادر أعرب فيه عن ترحيبه بالحكومة العراقية‚ جاء الرد حاسما من خامنئي حيث استنكر فيه تلك الحكومة واصفا أعضاءها بأنهم مجرد طراطير وخدم للاحتلال‚ \r\n \r\n