\r\n »لا ينبغي للولايات المتحدة ان تزج بقواتها المسلحة في اعمال عسكرية في ما وراء البحار اذا لم يكن السبب الذي يدفعها الى ذلك حيوياً بالنسبة للمصلحة الوطنية الامريكية فاذا ما اتخذت الحكومة القرار بارسال قواتها المسلحة الى الخارج, فان ذلك يجب ان يتم تحت عزيمة واضحة على كسب الحرب واسناد يضمن ذلك الكسب. ينبغي ان تكون هناك اهداف واضحة ومحددة. ويجب ان يكون لدى الحكومة ضمانات كافية بان القضية التي نقاتل من اجلها ستنال تأييد الشعب الامريكي والكونغرس.. ولا ينبغي ارسال قواتنا للقتال في الخارج الا كملاذ اخير عندما لا يتوفر اي خيار اخر«. \r\n \r\n كاتب هذه الكلمات ليس شخصاً في معسكر جون كيري, ولا احد العاملين في حملته الانتخابية, بل هو الرئيس الامريكي الاسبق رونالد ريغان الذي حاول بهذه الكلمات ايجاز افكار وزير دفاعه كاسبر واينبرغر وهي الافكار التي طرحها الاخير في خطاب القاه في اواخر عام .1984 وكان الخطاب الاصلي الذي القاه واينبرغر قد اضاف الى اشتراط ان يكون سبب الحرب »حيوياً بالنسبة للمصلحة الوطنية الامريكية« عبارة »ومصلحة حلفائنا« وهي العبارة التي اختار الرئيس ريغان ان يحذفها لاسباب لا شك انها بدت وجيهة بالنسبة له. \r\n \r\n السؤال الذي يطرح نفسه على ضوء التحديد السالف لشروط ارسال القوات الامريكية لتقاتل فيما وراء البحار هو: \r\n \r\n ما الذي يفعله الجنود الامريكيون في النجف? وما الذي حملهم الى هناك? وهل ان عملية قتل اتباع رجل دين شيعي شاب على اعتاب المقام الاكثر قدسية لدى المسلمين الشيعة في جميع انحاء العالم امر حيوي بالنسبة للمصلحة الوطنية للولايات المتحدة او لحلفائها? \r\n \r\n ولأي سبب ترانا نقوم بقتل الشيعة وهم فقراء الارض الذين كانوا مادة لبطش صدام حسين? ولماذا نقاتل ابن رجل الدين الذي قتله صدام حسين قبل خمس سنوات? وهل كان هذا هو الهدف الواقعي والواضح الذي قمنا بغزو العراق من اجله? وهل كان الشعب الامريكي والكونغرس الامريكي وحلفاؤنا سيؤيدون حرباً بكلفة 200 مليار دولار هدفها القبض على رجل دين في العراق يدعى مقتدى الصدر? \r\n \r\n وهل كان الغزو هو حقاً ملاذنا الاخير? ذلك ما لم يدعه احد لحد الان حتى صانع الحرب جورج بوش نفسه. فقد دأب في البداية على القول ان الحرب ستكون الملاذ الاخير عندما تفشل كل محاولات الاممالمتحدة في العثور على اسلحة الدمار الشامل العراقية, ولما ظهر عدم وجود مثل تلك الاسلحة ادعى بوش بأن صدام رجل شرير. كان ذلك حقيقة لكنها حقيقة قائمة منذ اكثر من عشرين سنة. وكانت قائمة عندما كنا نزود صدام بالاسلحة لكي يستخدمها ضد ايران. \r\n \r\n لكن السؤال هو هل كان صدام يمثل خطراً كبيراً يستدعي خروج قواتنا لمقاتلته? وهل ان عملية تقتيل العراقيين بعد انتهاء الحرب على صدام هي ملاذنا الاخير? \r\n \r\n يوم الاربعاء الماضي صرح جورج بوش قائلاً: »اني اعرف ما الذي سيترتب علي القيام به عندما يتعلق الامر باحراز النصر في هذه الحرب«. ولا شك ان هذا كلام مطمئن, ولكن ما الذي ترانا نقوم به في النجف? لعلنا نقوم بقتل الاشرار هناك. فاذا كان هذا هو السبب الذي يجعلنا نطوق ضريح الامام علي بجنود المارينز, فإننا سنظل في حالة حرب? وفي جميع انحاء العالم. \r\n \r\n بعد ان لاقى 241 من جنود المارينز مصرعهم عندما فجر انتحاري بشاحنة ملغومة نفسه في ثكنتهم الواقعة بالقرب من مطار بيروت في شهر تشرين الاول من عام ,1983 بدأ الرئيس الامريكي حينذاك رونالد ريغان باعادة النظر في ظروف ودوافع ارسال الشبان والشابات من الامريكيين الى ما وراء البحار. بعد ذلك بسبع سنوات كتب في مذكراته يقول: \r\n \r\n »لعلنا لم ندرك تماماً عمق مشاعر الكراهية وحجم التعقيد الذي تتخذه المشكلات التي جعلت من الشرق الاوسط غابة قاسية. ولعل فكرة قيام انتحاري بتفجير سيارته وارتكاب جريمة قتل جماعية واسعة النطاق من اجل الدخول الى الجنة كانت غريبة تماماً عن قيمنا ومداركنا الى الحد الذي لم يولد عندنا قلقاً مسبقاً على سلامة رجال المارينز الذين ارسلناهم الى هناك«. \r\n \r\n بعد الحادثة بخمسة شهور, سحب ريغان قوات المارينز من لبنان, وكتب عن ذلك يقول: »في الاسابيع التي تلت عملية التفجير مباشرة كنت اشعر بأن اخر ما ينبغي لنا القيام به هو ان ندير ظهورنا ونغادر البلاد.. ولكن اللامعقول الذي يميز السياسة الشرق اوسطية ارغمنا على اعادة التفكير بمواقعنا هناك«. \r\n \r\n انطلاقاً من هذه التجربة, كتب الرئيس الامريكي الاسبق ريغان المقطع المشار اليه اعلاه والذي حدد فيه ظروف ومبررات ارسال القوات الامريكية لكي تحارب فيما وراء البحار, وقد اضاف اليه عبارة اخيرة تقول: »اوصي بهذا رؤساء الولاياتالمتحدة المقبلين«.0 \r\n \r\n عن »انترناشنال هيرالد تربيون«