واشنطن: في كتاب "حواري ريجان"، يحاول الكاتبان "لو و كارل كانون" أن يقارنا بين الرئيسين رونالد ريجان وجورج دبليو بوش. لو كانون، الذي سبق له أن كتب 5 كتب عن رونالد ريجان، صحفي مخضرم. أما ابنه كارل، وهو الذي شارك في كتابة سيرة حياة كارل روف، فيعمل مراسلا لصحيفة ناشيونال جورنال في البيت الأبيض. يؤكد الكاتبان - وفق صحيفة "الوطن" السعودية - أن ريجان لم يكن محاربا متحمسا، بل كان قائدا متعقلا مستعدا لتقديم التنازلات لأعضاء الكونجرس من الديموقراطيين، مترددا في إقحام الولاياتالمتحدة في حروب خارجية، حريصا على الحفاظ على تحالفات الولاياتالمتحدة، وواعيا تماما لحدود قوة الولاياتالمتحدة. ويبين الكاتبان أن الأمر حين كان يتعلق بالحرب، كان أسلوب ريجان الأساسي هو تمويل قوات تقاتل بالنيابة عن الولاياتالمتحدة مثل الكونترا أو المجاهدين في أفغانستان بدلا من إرسال الجيش الأمريكي. وعندما كان يرسل قوات أمريكية، كانت تشارك في عمليات محدودة مثل عملية غزو جرينادا. كانت كارثته الوحيدة في لبنان، حيث أرسل حوالي 1200 جندي من المارينز في سبتمبر 1982 كجزء من قوات حفظ سلام دولية متعددة الجنسيات. لكن في أكتوبر 1983، قام مفجر انتحاري بتفجير سيارته في مبنى قيادة المارينز وقتل 241 جنديا - وكانت تلك أسوأ خسارة في أي حادثة فردية منذ معركة أيوا جيما. وحسب قول الكاتبين، فإن "لبنان ترك علامة فارقة على ريجان جعلته فيما بعد أكثر ميلا لعدم المخاطرة بإرسال جنود أمريكيين في مغامرات أجنبية". حتى وصل تردده في إرسال قوات أمريكية للتدخل في الخارج لحد معارضة نصائح مستشاريه وحاول أيضاً إقناع رجل بنما القوي مانويل أورتيجا بترك منصبه بشكل سلمي عن طريق المفاوضات. أما خليفته جورج إتش بوش الأب فقام بغزو بنما. لكن المفارقة هي أن جورج بوش الابن كان يتطلع إلى تقليد رونالد ريجان الذي يفترض أنه كان الرئيس القوي بدلا من تقليد والده. كان دائما يقول عن ريجان إنه "رجل من الغرب" و "رجل القرارات الحاسمة". يقول الكاتبان - وفقا لنفس المصدر - إن جورج بوش الابن يختلف عن رونالد ريجان في أن ريجان استطاع أن يحافظ على استقلالية قراره إلى حد كبير، فيما "أحاط بوش نفسه بحالمين يقولون له ما يرغبون أن يحدث". وهنا يتحدث الكاتبان بإسهاب عن تدخل المسئولين المدنيين في قرارات البنتاجون وتوجيههم الانتقادات لتحليل آراء كبار ضباط الجيش المحترفين، وهو أمر لم يكن يحدث في عهد رونالد ريجان. ويعتقد الكاتبان أن ريجان كان سياسيا ذكيا وبراجماتيا ما كان ليقبل بالقيام بمغامرة حمقاء مثل غزو العراق. فمع أنه أطلق اسم "الإمبراطورية الشريرة" على الاتحاد السوفيتي، لم يمانع في أن يعانق ميخائيل جورباتشيف عندما اعتقد أن ذلك سيساهم في إنهاء الحرب الباردة. ومن ناحية أخرى، كان ريجان يتحدث بقوة ضد حكام إيران ومع ذلك قام ببيعهم صواريخ أمريكية سرا. كان يعبر عن تأييده لليمين المسيحي لكنه نادرا ما كان يذهب إلى الكنيسة. باختصار شديد، يظهر الكاتبان لو كانون و كارل كانون أن جورج بوش الابن يشكل صورة مشوهة عن الرئيس رونالد ريجان رغم محاولاته لتقليد مسيرته واقتفاء أثره. كان ريجان، في نظر الكاتبين، رجلا سياسيا من الطراز الممتاز استطاع أن يتوج صراع بلاده ضد المعسكر الاشتراكي بإنهاء الحرب الباردة منتصرا وأن يتدخل بذكاء في كثير من الصراعات الدولية، لكن بوش لا يعدو أن يكون محاربا متهورا دفع ببلاده وبمناطق كثيرة من العالم إلى أتون صراعات ستبقى نيرانها مشتعلة إلى فترة لا يعرف أحد كم ستمتد في المستقبل.