\r\n ويأتي الجدل حول استخدام افراد القاعدة للاراضي الايرانية في وقت يجد البيت الابيض نفسه موضع شد وجذب باتجاهات مختلفة فيما يتعلق بالموقف من طهران. \r\n \r\n منذ شهر ايار, والكونغرس يتحرك باتجاه استصدار قرار مشترك يطالب باتخاذ موقف عقابي من ايران اذا لم تكشف عن كامل التفاصيل المتعلقة ببرنامجها النووي, وقد صدر عن مجلس النواب مؤخراً قرار يشبه في لهجته القرار الذي اتخذه المجلس قبيل الحرب على العراق يدعو الى استخدام »جميع الوسائل المناسبة« لردع ايران ومنعها من الحصول على السلاح النووي. \r\n \r\n بالمقابل, تدعو مجموعتان من اكثر الاطراف نفوذاً في مجال السياسة الخارجية في العاصمة الامريكية الى انهاء ربع قرن من العلاقات العدائية والبدء بمبادرات دبلوماسية جديدة ازاء ايران على الرغم من الاختلاف القائم بين البلدين حول عدد كبير من القضايا, ففي تقرير صدر عن مجلس العلاقات الخارجية يوم الاثنين, قال المجلس انه بالنظر لكون الحكومة »الموطدة بشدة« هي وحدها القادرة على تقديم المحاورين »المخولين« فإن على واشنطن ان »تتعامل مع النظام الايراني القائم بدلاً من انتظار رؤيته يسقط«. \r\n \r\n ويعكس العدد الكبير من الاقتراحات المتباينة الفراغ الكبير في السياسة الامريكية ازاء ايران بخلاف ما هو قائم في حالة الدولتين الاخريين اللتين تتقاسمان مع ايران صفة »محور الشر« التي اطلقها الرئيس بوش, فقد شنت الادارة حرباً من اجل الاطاحة بصدام حسين في العراق, ودخلت محادثات حرجة حول القضايا النووية مع كوريا الشمالية. ولكن رغم قرب انتهاء فترة ولايتها الرئاسية, فإن الادارة لم تتبن رسمياً لحد الان اية استراتيجية قاطعة ازاء ايران. \r\n \r\n احد كبار المسؤولين الامريكيين انفجر في وجه الصحفيين الذين حاصروه بطلب ايضاح الموقف الامريكي من ايران قائلاً: »وهل نملك مثل هذا الموقف?«. \r\n \r\n لقد كانت السياسة التي اتخذتها واشنطن ازاء طهران مجزأة واعتمدت على مجموعة من ردود الفعل على عدد واسع من القضايا مثل الاسلحة النووية, وحقوق الانسان, والارهاب, والمخدرات, والعراق, وافغانستان. \r\n \r\n وفي هذا المجال, يشير مسؤولون في البيت الابيض الى بيان رئاسي كان قد صدر عن الجانب الامريكي قبل عامين بمناسبة الانتخابات المحلية والوطنية في ايران, وكان البيان قد دعا حكام طهران الى »الانصات لامال الناخبين« الذين صوتوا للاصلاح كما وصف الولاياتالمتحدة بانها ستكون »افضل اصدقاء الشعب الايراني حين يقرر المضي قدماً باتجاه مستقبل يتميز بقدر اكبر من الحرية والتسامح« لكن البيان لم يحدد مسارات سياسية معينة, وتطلع الى ما هو ابعد من الحكومة الايرانية القائمة عندما ذكر بأنه يأمل بأن يتمكن الايرانيون من تغيير حكومتهم او حملها على تبديل مواقفها. \r\n \r\n وقد جاءت قضية البرنامج النووي الايراني لتضيف بعداً جديداً وخطيراً الى الموقف الامريكي من ايران, ففي شهر نيسان الماضي قال الرئيس بوش لمجموعة من محرري الصحف الامريكية ان الايرانيين »يحتاجون الى ان يشعروا بضغوط من جميع انحاء العالم تشجب وتدين بصوت موحد البرنامج الايراني لانتاج الاسلحة النووية«. \r\n \r\n لكن ما تواجهه الادارة الامريكية الان هو انقسام داخلي بشأن الطريقة التي تستطيع بها تحقيق اهدافها في ايران فهل ينبغي لها اتباع سياسة الاحتواء, ام المشاغلة, ام المواجهة? وتحاول وزارة الخارجية الامريكية ان تستطلع حجم التعاون الذي يمكن ان تبديه ايران من خلال اثارة مواضيع اخرى اقل شأناً من الاسلحة النووية قبل مواضيع المخدرات والعراق وايران. \r\n \r\n في حين يطرح مسؤولو وزارة الدفاع ومكتب نائب الرئيس ديك تشيني اقتراح القيام بمبادرات. وقد صدرت عن البيت الابيض نفسه اشارات مختلطة حين عرض ارسال اليزابيث دول, عضو مجلس الشيوخ, وعدد من افراد اسرة بوش في مهمة انسانية الى ايران بعد الزلزال الذي دمر مدينة »بم« الايرانية لكن الاقتراح الغي لعدم اقتناع الكثيرين به. \r\n \r\n يضاف الى ذلك ان كثرة عدد الانقسامات الداخلية الايرانية بين محافظ واصلاحي قد زاد من صعوبة الاتفاق في واشنطن على نوع المسار الفعال الذي ينبغي للعاصمة الامريكية ان تتبعه. \r\n \r\n كما ان الاوضاع القائمة في ايران تبدو غير مرشحة للدوام حيث اكتسح المحافظون مقاعد البرلمان في الانتخابات العامة التي جرت هذا العام, حيث يتوقع لهم البعض ان يحصلوا على كرسي الرئاسة في انتخابات العام المقبل. ويجد المسؤولون الامريكيون صعوبة خاصة في رسم سياستهم ازاء ايران تحت تهديد المجازفة بانتهاج مسار قد يأتي قريباً من يخبره او ينقلب عليه. \r\n \r\n ووسط هذه الحيرة يعكف رجال الكونغرس على وزن الامور وتقليب الاحتمالات فبعد تغيير ديناميات السياسة في المنطقة خلال العامين الماضيين وقيام انظمة حكم جديدة في كل من العراق وافغانستان, انفتح باب جديد للتعاون ما بين واشنطنوطهران ينطلق من مصلحة الطرفين في المحافظة على الامن في المنطقة. لكن الشبهات التي تحيط بالمشروع النووي الايراني ما تزال تشكل حائلاً دون قيام مثل هذا التعاون. \r\n \r\n وقد ازداد موقف الكونغرس تشدداً بعد اخفاق ايران في اثبات براءتها من شبهة انتاج الاسلحة النووية, ومن المتوقع ان يعيد الكونغرس قريباً طرح قرار سابق لمجلس الشيوخ حول معاقبة ايران للتصويت من جديد حيث يتوقع له ان يحظى بتأييد الاغلبية. \r\n \r\n وفي خطوة اكثر تشدداً, ينوي السناتور الجمهوري سام براونباك ان يقدم لمجلس الشيوخ في الخريف المقبل لائحة قانون لتحرير ايران على غرار قانون تحرير العراق يعطي الادارة الامريكية حق اتخاذ ما تراه ملائماً من الاجراءات لتغيير نظام الحكم القائم في ايران. \r\n \r\n يقابل ذلك, يتجمع كبار مسؤولي الخارجية الامريكية خلال الادارات الجمهورية والديمقراطية الست الماضية لكي يطالبوا باتخاذ مختلف انواع الاجراءات من اجل مصالحة دبلوماسية بين طهرانوواشنطن. وقد رأى تقرير مجلس العلاقات الخارجية الآنف الذكر ان احتمالات الاطاحة بحكومة ايران غير واقعية وان على الولاياتالمتحدة ان تبدأ على الفور بمخاطبة ايران بطريقة منهجية وبراجماتية. \r\n \r\n ويقول التقرير ان على الولاياتالمتحدة ان »لا تؤجل الحوار السياسي مع ايران لحين حل الخلافات العميقة حول طموحات ايران النووية والنزاعات الاقليمية. فقد تمكنت واشنطن من اقامة علاقات قوية مع الصين, وقبلها الاتحاد السوفيتي, رغم وجود خلافات شديدة وعميقة معهما, فلماذا لا تتحرك واشنطن باتجاه استطلاع مناطق المصالح المشتركة بينها وبين طهران في نفس الوقت الذي تواصل فيه اعتراضها على الجوانب التي لا تراها مقبولة في سياسات طهران?«. \r\n \r\n لكن التقرير اقر, في الوقت نفسه, ان توقع ابرام »صفقة كبرى« تغطي جميع القضايا المختلف عليها مع ايران يعتبر هو الاخر امراً غير واقعي. واقترح, بدلاً من ذلك, قيام واشنطن بتقديم عرض لاجراء »حوار مباشر« حول استقرار المنطقة, وتوسيع الروابط الثقافية والاقتصادية, والضغط على ايران من اجل تسليم معتقلين تحتجزهم من انصار تنظيم »القاعدة«. \r\n \r\n لكن اعضاء مجلس العلاقات الخارجية من الحزبين يعتقدون ان الحملة الانتخابية الرئاسية الدائرة في الولاياتالمتحدة قد لا تسمح لادارة بوش بصياغة سياسة واضحة ازاء ايران.0 \r\n \r\n عن »واشنطن بوست