\r\n وبسبب حصوله باستمرار على الحماية من قبل الحليف جورج بوش, كان شارون قد اطلق العنان لعمليات مصادرة الاراضي الفلسطينية, الواقعة على عمق عشرين كيلو مترا داخل الضفة الغربية. وذلك لتحقيق هدف وحيد في ضم جزء اخر من ارض فلسطين الى اسرائىل, وذلك الواقع على مشارف مدينة نابلس. ولكن الشعب لا يستسلم, خاصة وانه على معرفة تامة بان الهزيمة في هذه المعركة, انما تعني التنازل عن كل مقتنى, والتعرض لآفة الجوع والفقر. وكان سكان سكاكا قد تظاهروا معترضين قبل عدة ايام, من دون سلاح, وبطريقة سلمية, معربين عن رغبتهم في احقاق الحق وتحقيق العدالة. وانها انتفاضة حقيقية بكافة المقاييس. \r\n \r\n لم نشهد سوى الجنود الاسرائيليين وهم يمارسون العنف من خلال استخدام الهراوات والعصى, وقنابل الغاز المسيّل للدموع. ولكن كان قد حسم كل شيء في نهاية الامر, حيث ارغمت الجرافات على التوقف. وتم ذلك بفضل مشاركة دعاة السلام الدوليين, ونظرائهم الاسرائيليين انه انتصار صغير محدود, ربما لن يسهم بإيقاف جرافات الكتربيلر, طراز D-10,D-9, الى الابد تلك التي تعمل على تسوية الاراضي, اقتلاع الاشجار, وتغيير طبيعة الاراضي, وتسوية الهضاب, من اجل السماح باقامة جدار الفصل ما بين الشعبين. وكان الفلاحون الفلسطينيون ودعاة السلام الاسرائيليون قد اعلنوا مؤخراً عن رغبتهم بعدم الانفصال عن بعضهم البعض, وان من الواجب الاستعاضة عن الجدار, ببناء مستقبل افضل قائم على اساس الشرعية الدولية. حيث انه السبيل الوحيد الذي من شأنه العمل على وضع حد للصراع. \r\n \r\n هذا, ولم تفلح الانتقادات الامريكية في ايقاف شارون عن تحقيق مبتغاه, وكانت الولاياتالمتحدةالامريكية قد »نصحت« رئيس الحكومة الاسرائيلية بعدم البدء في اعمال بناء الجدار من حول اريئيل. في حين ان شارون, ولهدف التخفيف عن غلواء وغضب المستوطنين الناجمين عن المصادقة على الانسحاب من قطاع غزة, وكان قد »عوض« اليمين الاسرائيلي المتطرف عن طريق اطالة الجدار كي يصل الى القرب من نابلس. \r\n \r\n كما ان ذلك كان بمثابة هدية لوزير المالية بنيامين نيتنياهو, لاجل التخفيف من معارضته لعملية اخلاء المستوطنات المقامة في غزة. علما بان قوات الاحتلال كانت قد عمدت قبل اسبوعين الى تسليم عشرات الاسر الفلسطينية, اوامر تقضي بازالة ملكيتهم عما مجموعه 1400 هيكتار من الاراضي, مزروعة في جزء لا يستهاب به باشجار الزيتون. ولا علاقة البتة بهذا الجزء من الجدار بأمن وحماية المواطنين الاسرائيليين من هجمات »الارهابيين« اللذين طالما تحدث بشأنهما رئيس الحكومة الاسرائيلية. فالامر متعلق بضم مباشر, تعسفي, غير مبرر, يتنكر لكافة قرارات مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة. ووفقا لما جاء في صحيفة هاارتس بعددها الاخير, وعلى موقع الانترنت الخاص بها, فان قرار الضم هذا سيؤدي عند هذا الحد الى قيام اسرائيل بضم ما مساحته 150 كيلو مترا مربعا من اراضي الضفة الغربية. \r\n \r\n وبالامس فقط, جاءت شكوى مركز حقوق الانسان الاسرائيلي »بيت سيلم«, بشأن التصاريح التي يتوجب على الفلسطينيين من سلطات الاحتلال العسكري من اجل الانتقال لزراعة ارضيهم الواقعة الى الغرب من الجدار. مع العلم بأنهم المالكون الشرعيون لتلك الاراضي المصادرة. وامام كل ماحصل, كان الحلفاء الامريكيون قد اضطروا ا لى الاحتجاج. فقد صرح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الامريكية ريتشارد بوشر قائلا بان الموقف الامريكي في غاية الوضوح فيما يخص هذه النقطة: فمن شأن الجدار العمل على خلق امر واقع على الارض. كما يعمل على استحالة العيش بالنسبة للفلسطينيين. \r\n \r\n وقد بين بوشر ان الولاياتالمتحدة انما تتطلع الى ان يقوم شارون باحترام الوعد الذي قطعه على نفسه بعدم بناء الجدار من حول المستوطنات المطلة على نابلس. وكان سكان القرى المهددة اراضيهم بالمصادرة, كانوا قد استمروا في الانتقال لتلك الاراضي, الى جانب »دزينات« من دعاة السلام الدوليين والاسرائيليين. \r\n \r\n هذا, في الوقت الذي ما زالت مستمرة فيه عمليات الاغتيال المنتقاة, التي تنفذها قوات الاحتلال الاسرائيلية, وفرق المستعربين على درجة الخصوص. وهو ما يحدث بكافة انحاء الضفة الغربية في المسافة ما بين جنين وبيت لحم, مرورا بنابلس ومخيم بلاطة. ومستمرة هي كذلك عمليات اقتحام المدن الفلسطينية. وفي مقدمتها مدينة نابلس التي تتعرض في هذه الايام لعملية اجتياح من قبل القوات الاحتلال, والتي تستهدف الاحياء القديمة منها, بحجة البحث عن مطلوبين, مما ادى الى سقوط عدد من القتلى والجرحى جلهم من المدنيين. كما تم اعتقال عدد من الفتية الذين لم تتجاوز اعمارهم الرابعة عشرة او الخامسة عشرة, بعد ان اعلنوا جاهزيتهم للتحول الى كاميكازي, وذلك وفقا لما صرح به الناطق العسكري الاسرائيلي.0 \r\n \r\n المانيفيستو الايطالية