\r\n ومن خلال اصدار الحكم على اول حندي فظ, كانت قد بدأت عملية تشذيب الاغصان المتعفنة ولكن ستكون اكثر صعوبة قضية اقناع كل من الكونغرس, ورأي عام اصبح اكثر جموحا عن تقبل حقائق تصدرها جهات رسمية, مفادها ان الاحتمالات المستقبلية هي ايجابية في العراق, في الوقت الذي يتجاوز فيه سعر لتر البنزين ايا من الارقام القياسية. \r\n \r\n * المطالبة بعدم مشاغلة الجنرالات:- لقد كان وكيل وزارة الدفاع, بول وولفوويتز, زعيم الصقور, عاجزا يوم الثلاثاء عن تذكر اعداد الامريكان الذين سقطوا قتلى في العراق. والاقرار »بأن خطة السلام لما بعد الحرب لم يكن ليتوقع لها وضع بهذه الصعوبة«. وبالتسليم بالحقيقة. يكون من واجب كل من الرئيس بوش والمعارضة الديمقراطية اختيار كيفية البدء من جديد. \r\n \r\n فالشيوخ المجروحون بكرامتهم نتيجة الصمت الطويل الذي لاذ به وزير الدفاع دونالد رامسفيلد فيما يخص التجاوزات التي حصلت, باتوا يطالبون بالمزيد من التوضيح, واخذت لجنة القوات المسلحة المنبثقة عنهم تعمل بجد ونشاط, ولكن الجناح اليميني من الحزب اخذ يخشى من ان تكلفة الكثير من الاصوات, عملية »اللطم« على الصدر بالعلن بسبب ابو غريب, والانتكاستين العسكريتين في كل من النجف والفلوجة. \r\n \r\n اما المحافظون المتشددون, فهم يعتبرون ان المعركة السياسية هي بمثابة صدام مانوي بين الخير والشر, والذي يؤدي الحوار المتزن الى اغنائه. هذا وقد عمد رئيس لجنة القوات المسلحة في البرلمان, دونكان هنتر, الى شن هجوم على الشيوخ, وكان مما قال: »لقد حان الوقت للتفكير بكيفية الانتصار في الحرب, وليس العمل على مشاغلة جنرالاتنا في الميدان. \r\n \r\n اما زعيم النواب توم دي لاي, فيعقب قائلا: »انهم يحاولون تحويلنا عن الصراع«. ولكن كلاهما مخطآن. فالخط الاوفر بالنسبة للامريكان لكي لا ينهزموا في العراق, هو في استنكار مبدأ اكاديمية ويست بوينت العسكرية, والذي يقول: »ان من الواجب عدم الاختباء وراء خطأ ما«. فالاستراتيجي اللامع هو القادر على تغيير الاتجاه بمواجهة المحن. \r\n \r\n مبدأ كان قد حمل السيناتور جون ماك كاين, على اختبار الشفافية. وهو الذي خدم كطيار في سلاح البحرية, وعذب في يتنام, فكان مما قال: »فلنتحدث بالعلن عن التجاوزات ولنعثر على المسؤولين, فنعاقبهم, ثم نسير الى الامام«. \r\n \r\n * الدرب الصعب:- هذا سوف يتم انجازه ولكن كما كان قد سمع رئيس الوزراء سيليو بيرلوسكوني في زيارته الاخيرة الى واشنطن, بأن اعادة فتح المسار الديبلوماسي والعسكري, ستكون اصعب من تحقيق تحويلات سهلة ليس الا, عبر الاستعراضات الكلامية التلفزيونية. فلقد تأخر في الصدور, ذلك القرار الثاني للامم المتحدة, الذي يتوقون اليه, الهادف الى اضفاء الشرعية من جديد على قوات التحالف, المرضوضة بفعل حرب العصابات وفضائح عمليات التعذيب, وتمر الايام باتجاه يوم الثلاثين من حزيران, الذي من المقرر ان يشهد انتقال السلطة الى هيئة الحكومة العراقية, علما بأن ليس في نية فرنسا او روسيا التنازل لواشنطن, بالاضافة الى المانيا التي تسعى الى استعادة هيبتها المهدودة في ظل الرئيس الفرنسي جاك شيراك, فتعود للمطالبة بالحصول على مقعد دائم في مجلس الامن الدولي. \r\n \r\n وفيما اذا اظهر الامريكان عدم ممانعة, فسوف يعمد المستشار شرويدر الى تليين موقفه الرافض للتحالف. ولكن استعجال الامور سيؤدي الى تصعيب المفاوضات بالنسبة للامريكان; وحتى لو نطقت الاممالمتحدة بكلمة »نعم« اخرى, همسا, فلن يتمكن العلم الازرق من وجود حلول لمشاكل بغداد. \r\n \r\n اما مجلة »ستاندرد الاسبوعية«, التي هي خير تعبير عن المعركة التي يخوضها المحافظون الجدد ممن هم على شاكلة روبرت كاغان, وويليام كريستون, فتطالب فجأة بتقديم موعد الانتخابات في العراق, من غير الانتظار حتى كانون ثاني وكانون اول ,2005 بحيث يتم تنصيب حكومة ايا كانت وكيفما اتفق, ولكنها تكون مدعومة من الشعب على اقل تقدير. وكمنافسين منذ امد بعيد للجمهوريين المعتدلين, فإن المحافظين الجدد يتراجعون بذلك خطوة الى الوراء امام حرب الغوار المستوطنة, فيوجدون اليوم بتناغم مفاجئ مع السيناتور البراغماتي ريشارد لاغر, الذي يقترح تأجيل انتقال السلطة الى موعد يكون اكثر واقعية, ولكن تقديم موعد الانتخابات شريطة ان لا يتم ايكال امر البلاد الجزعة لفترة طويلة الى الهيئة التي يشكلها الابراهيمي. \r\n \r\n * لن يتغير الشيء الكثير مع جون كيري: فكما يلاحظ, فإن اوراق اللعب هي محدودة: الاصرار على دور رئيسي للامم المتحدة, واقناع الحلفاء بعدم الهروب, وكان هذا هو المطلب الملح الذي تقدم به بوش الى بيرلوسكوبي. وهل سيعمل كيري, في حالة دخوله الى البيت الابيض, على تغيير الاطار العام? في جزء منه فقط: حيز اكبر لكل من الاممالمتحدة ودول التحالف. وكذلك الامر بالنسبة للمباحثات والممارسة; الكثير من مؤتمرات القمة الثنائية; يكون من شأنها اضفاء الهيبة والاحترام داخل الوطن بالنسبة للاوروبيين, ضغوط اقل حدة فيما يخص فضيحة »النفط مقابل الغذاء. ولكن لا وكلا لانسحاب القوات من العراق. اما ساندي بيرغر, الذي كان قد شغل منصب مستشار الامن القومي في عهد بيل كلينتون, ويعمل الان لصالح السيناتور كيري, فهو يعتبر »ان الانسحاب الاحادي الجانب انما يمثل كارثة حقيقية«. \r\n \r\n فسوف ينتهي الامر بالعراق للوقوع في قبضة الخبراء الاستراتيجيين في الفوضى, وما يرافق ذلك من تطهير عرقي, وتدخل دول الجوار, ابتداء من تركيا وانتهاء بايران, وبهذا يجد »الانساني« بيرغر نفسه بتوافق مع النيكسوني »الواقعي«, هنري كيسنجر, صاحب النظرية التي تقول بأن اي انتصار للمتطرفين في العراق انما يمثل نهاية الانظمة العربية الموالية للغرب, وتحطيم اي مشروع سلام ما بين اسرائيل والفلسطينيين, ونجاح استراتيجي للارهاب, وبناء عليه, فأن كيري يتابع بشغف النقاش الدائر في كل من بريطانيا وايطاليا, فيما يتعلق بانسحاب القوات, نظرا لكونه, وتبعا لما يقوله احد مستشاريه »يخشى ان يبقى من غير محاورين في حالة ما اذا تحقق الانتصار«. فنشطة هي الاتصالات مع العماليين, ومنذ زمن, كما يتجه بعض المتشككين نحو قطاعات من يسار الوسط الايطالي, الذين يوافقون على تحليلات بيرغر فيما يخص الفوضى في العراق, وفي مقدمتهم رومانو برودي, والمعتدلين من يسار الوسط. \r\n \r\n * الارادة الطيبة وحسب:- ينحصر كل ما تبقى في جهود طيبة فيما لو تم تفعيلها من قبل بوش, في اليوم الذي تلى الاستيلاء على بغداد, لكانت قد اتت اكلها. ولكنها تبدو اليوم محزنة ومثيرة للغم. ومنها »منح صوت في العراق لدول اخرى, وتشكيل مجموعة اتصال من الولاياتالمتحدة, العراق, الاممالمتحدة, والاتحاد الاوروبي لهدف احكام السيطرة على الوضع«. \r\n \r\n وهو ما يطالب به نائب وزير الخارجية ريتشارد ارميتاج, الذي يعلم قبل غيره انه لن يكون هناك متطوعون يقفون في الصف الاول, لا داخل القصر الزجاجي, ولا في بروكسل. وكان البيت الابيض قد اخذ بعين الاعتبار دراسة قام بها المدير السابق لمجلس العلاقات الخارجية, ليزلي جيلب, والمتعلقة بتقسيم العراق الى ثلاثة اقاليم, كردي, شيعي, وسني, وفقا للنمط البلقاني الذي اتبع بعد وفاة تيتو. \r\n \r\n ولكن يبقى موضوع الجنوب, حيث يعيش اتباع المذهبين الاسلاميين الرئيسيين, وتتواجد حقول النفط التي يسعى الجميع للسيطرة عليها, فسيكون من الصعب التغلب على مثل هذه العوائق, والعقبات. وليست مطمئنة هي الاخبار الواردة من الميدان. فقد اضطر الامريكان للتنازل الى ضابط سابق من عهد صدام حسين. \r\n \r\n اما في النجف, فلن يكون هناك تأثير على المتشددين من اتباع الصدر, الا من خلال الوساطة التي يقوم بها آية الله المعتدل علي السيستاني, وبالنسبة لما تبقى فستكون حرب مواقع حتى عام ,2005 بغض النظر عمن يجلس في البيت الابيض. ثم ربما سيأخذ الوضع في التحسن ببطء. وها هو بيل سافير المستشار السابق للرئيس الامريكي الاسبق ريشارد نيكسون يشكو على صفحات النيويورك تايمز من استعجال المحافظين الجدد, متمنيا عودة الصبورين من »المحافظين القدامى«. خاصة وان العالم اخذ يخشى المبالغة في هيمنة الولاياتالمتحدة, في الوقت الذي يتوجب معه التعامل مع عجز يميز الزعامة الامريكية, الذي يعتبر واحدا من التناقظات الظاهرية للحرب الشاملة.0 \r\n \r\n عن: الكورييري ديلاسيرا \r\n \r\n