لا يوجد امام الفرقة 101 اي خيار سوى ترتيب نفسها، وبسرعة ومع قول وزير الدفاع دونالد رامسفيلد في هذا الاسبوع ان التواجد العسكري الاميركي في العراق سيكون من 000ر135 جندي في المستقبل المنظور، فإن على البنتاغون ان يهيء هؤلاء الجنود للعودة الى القتال. \r\n ان ما تمر فيه الفرقة 101 صورة عما يتربص بالجيش باكمله، فالعراق هو اكبر اختبار له منذ فيتنام كما ان شدة خوض حرب مكافحة العصيان قد قضت على كثير من معدات الجيش وسمحت بضمور مهارات جنوده. وللمرة الاولى فإن ثلاث فرق من الجيش، اكثر من ثلث قواته المقاتلة، تعتبر غير لائقة للقتال. \r\n هذه تجربة جديدة للجيش، ففي الحرب العالمية الثانية حارب الجنود المجندون بالقرعة طوال فترتهم وعادوا الى الوطن للبقاء، وفي فيتنام التقى جنود القرعة لسنتين مع وحدات كانت في الميدان اصلا. وفي العراق يتم الطلب من جيش من المتطوعين والذي كان يشكل لعقود قوة في اوقات السلام، ان يخوض حربا شرسة لمدة سنة او اكثر ويعود الجنود الى الوطن ثم يتهيأون للعودة الى القتال مرة اخرى دون ان يلوح في الافق اية نهاية له. \r\n قال الكولونيل مايكل لننغتون، الذي يقود 3400 جندي من اللواء الثالث التابع للفرقة 101 المحمولة جواً! لم يكن لنا في الماضي اي حاجة الى بقاء جيش ضخم عامل كما هو الحال الان، فاذا كانت الوحدة اليوم وحدة عاملة فإما ان تكون في العراق او ان يجري اعدادها للعودة الى العراق، فهكذا تتم الامور. \r\n الى جانب الفرقة 101، والفرقة الثامنة والثمانين التي عادت الى نورث كارولينا في شهر اذار وفرقة المشاة الرابعة، التي ما زال جنودها يعودون الى قاعدتهم في تكساس، عادت من العراق بمستويات استعداد يقول الجيش ان افرادها غير لائقين صحيا، وهنالك فرقة اخرى كان من المقرر عودتها الى اميركا في هذا الربيع وهي الفرقة الاولى المؤللة، وقد امرت في شهر نيسان بالبقاء في العراق لمدة ثلاثة شهور اخرى على الاقل. وعندما تعود الفرقة الاولى المؤللة الى الوطن فمن المحتمل ان يكون افرادها بنفس الوضع. \r\n هنا في القاعدة الواقعة على حدود كنتاكي - تينيسي، تم اعطاء الفرقة 101 اكثر من 100 مليون دولار وستة شهور ليصبح جنودها في وضع ملائم لقتال. \r\n انها مفارقة من مفارقات الحرب وبخاصة ذلك النوع الذي يجري في العراق حتى ان القتال لا يجعلك بالضرورة قوياً. ان وحدات مثل الفرقة 101 تدرب الجندي لسنوات حتى يصل الى ذروته القتالية، وتجهز المروحية للطيران ثم تراقب المهارات لتقع ضحية لساعات طويلة من الانتظار ومراقبة التحرك القادم من العدو، وتضع الجنود يعيشون في جو من الغبار والرمال حتى انهم يشعرون ان زناد بنادقهم تنسد وتفقد اطارات شاحناتهم ما فيها من هواء. \r\n لقد تعقدت المشكلة في العراق نتيجة حقيقة ان الفرق لا تقاتل دائما كما تدربت. فقد كان جنود المدرعات يقودون مركبات الهامفي، واصبح رجال المدفعية شرطة عسكرية، وتقضي الفرقة 101 التي اشتهرت في الحرب العالمية الثانية وفيتنام بالسقوط بالمظلات وراء خطوط العدو، كثيرا من وقتها في العراق وهي تتعقب القناصة وتجنب القنابل المزروعة على جوانب الطرق وادارة نقاط التفتيش. \r\n لكن من اجل الحكم على ملاءمتها للقتال، فإن على الفرقة 101 والفرق الاخرى العائدة ان تجدد نفسها لتكون مستعدة في كل نواحي مهمتها المحتملة حتى وان لم تكن هذه المهمة مطلوبة في العراق، وهذا يعني العمل من خلال قائمة تفقد تشمل كل شيء من ضمان ملاءمة جنودها وتزويدهم بالبدلات الواقية من الاسلحة الكيماوية والتأكد من ان جنودها يستطيعون الجري مسافة ميل وبسرعة. \r\n في مواقف المركبات في قاعدة كامبل، فك الجنود الاربطة الطويلة للمظلات للتأكد من كل شخص متحرر من العقد، وفي داخل ساحة الجمنازيوم في القاعدة فانهم يمارسون مسكات المصارعة لاثبات قدرتهم على القتال المتلاحم. \r\n عاد جل جنود الفرقة الى الوطن في شهر شباط وقد مات 58 من رفاقهم في العراق وجرح 387 وما تزال معداتهم التي شحنت على سبع سفن من الكويت الى فلوريدا، تصل الى قاعدة كامبل بالقطارات. \r\n وفيما يقومون بمهمة تنشيط انفسهم للقتال فان اكبر نقطة يجهلها الجنود في الفرقة 101 تتمثل في كيفية الخروج من تجربة الحرب، وكيف ستؤثر حياتهم وصراعاتهم في الوطن على قدرتهم على العودة الى الوضع الطبيعي. \r\n عادت الفرقة 101 والفرقتان الاخريان بما مجموعه 1000 طائرة و000ر124 جهاز اتصالات والكترونيات، و5700 مركبة مقطورة و45700 مركبة بعجلات، و1400 نظام صاروخي واكثر من 000ر232 سلاح آخر وقد سدت الرمال معظمها واحترقت نتيجة الاستخدام طويل الاجل في حرارة الصحراء او هي في حاجة للتصليح. \r\n لقد رصد البنتاغون اربعة مليارات دولار لتصليح المعدات الاصغر للجيش وهذا لا يشمل تكاليف تصليح المروحيات وانظمة الاسلحة الكبيرة الاخرى، فالاموال التي رصدت للسنة المالية 2004 لما يسميه الجيش باعادة التركيب لا تغطي سوى الخسائر المعروفة في هذا الوقت ونحن نتوقع ان تزداد مع استمرار العمليات. \r\n حسبما قال الجنرال جورج كيس، نائب رئيس اركان الجيش لدى تحذيره للجنة الاستعداد الفرعية التابعة للجنة الخدمات المسلحة لمجلس النواب. \r\n قال خلال شهادة في شهر اذار: اننا ايضاً نتكهن ونحن نفتش على المعدات ونصلحها، ان عدد المواد غير المفيد تصليحها اقتصادياً سوف يزداد. \r\n في خالدة كامبل، اصر لننغتون انه لولا الوضع المحزن للمعدات لاستطاع جنوده ان يعودوا الى العراق غداً. لكن هذا يمكن ان يكون مؤلماً، مؤلماً فعلاً. \r\n ذات يوم قام لننغتون وقادة كتيبته بمراقبة عرض لوضع الفرقة وقد ظهر على الشاشة مخطط يظهر المهارات الاساسية المطلوبة لدى المشاة من القدرة على الجري لمسافة ستة اميال والجندي يحمل ما زنته خمسين باونداً الى المهارة في الرماية، ووضعت دائرة خضراء ازاء كل تصنيف تظهر الكتائب التي اثبت جنودها انهم مستعدون. \r\n قال لننغتون: اريد ان افهم لماذا لا نرى علامات خضراء كثيرة هنا. \r\n في مشاغل المركبات، توجد مركبات قتالية مزودة بالصواريخ والتي قطعت اكثر من 000ر30 ميل في العراق، يتم تركيب زجاج امامي مصنوع من زجاج اسمك، وقرب الجدران هنالك صناديق تحتوي على صهاريج وقود جديدة مع مساحات ومحركات. ان مدى العمل كبير جداً حتى ان قادة الفرق استأجروا ميكانيكيين مدنيين للمساعدة في العمل. \r\n هنالك كثير جداً من المروحيات المحتاجة الى العمل عليها حتى ان الجيش وزع الجهد بين سبع قواعد، ومستودعات تزويد ومتعهدين مدنيين. وعلى رأس المهمات هنالك استبدال شفرات الليف الزجاجي التي كان ميكانيكيو الطيران في الجيش يحمونها من الرمال العراقية المنتشرة بتغطيتها بلاصق مناسب. \r\n في الحرب العالمية الثانية كان الجيش في كثير من الاحيان يترك المركبات التي تضرب في المعركة: يستخدم الجنود المتواجدون اليوم في اوروبا الحطام لاغراض التدريب، وفي العراق، فان كل شيء يمكن انقاذه واعادته تضم شاحنات ومركبات هامفي التي اصيبت بثقوب من الرصاص او بأضرار نتيجة القنابل. \r\n قال الجنرال جيف شلويسر، مساعد قائد الفرقة للتزويد: اننا عملنا كثيراً على تصليح المواد التي اعدناها من العراق. \r\n لكن اعادة بناء المعدات قضية اكثر مباشرة من تقرب افضل الطرق لتدريب الجنود على البقاء على قيد الحياة في العراق، او اين يكون القتال القادم. \r\n ان الفرقة 101، مثل معظم فرق الجيش، تتدرب على التفوق في كل نواحي المهارات، مثل شن الهجمات من المروحيات واسقاط قوة مشاة في بيئة معادية. \r\n قال لنفغتون دعوني اقولها على هذا النحو: لم تكن تشن هجمات جوية كثيرة في العراق. \r\n خلال النهار كان جنودها يحصدون القمح وينظمون انتخابات مجالس البلديات ويبنون المدارس ويعملون كقوة امنية، وفي الليل كانوا يشنون غارات على الاعداء ومخابئ اسلحتهم. \r\n ان مجموعة المهارات التي يطلب من الجنود ان يتدربوا عليها تختلف عن تلك المطلوبة في وضع مثل العراق، قال دان غور، وهو محلل عسكري يعمل في مركز لكسنغتون، وهو مجموعة سياسة عامة في فرجينيا. \r\n تقوم الفرقة 101 حاليا بشحذ مهاراتها الجوهرية وقد قال الكولونيل كريستوفر بيز ان التواجد هناك طوال تلك الفترة الطويلة فقد كان من الصعب تنمية المهارات وقد قام رجالنا باستئجار اشخاص عراقيين بجعلهم طعما. هنالك امور معينة تتعلمها حول اي نشر قوات لكنك في لحظة معينة لا تعود فعالا. \r\n اضافة الى التدريب، هناك امور يتوجب التصدي لها على الصعيد المحلي فيما يسعى الضباط والجنود الى ترتيب حياتهم الشخصية. فقد كان العراق اول ساحة حرب بالنسبة لثلثي القوة المقاتلة، كما ان متوسط اعمار الجنود هو 21 سنة. \r\n من الصعب ان نجد جنديا عائداً لا يقفز من مكانه عندما يسمع اصواتا عالية، او لايعاني من متاعب في النوم. فذكريات القتلى في المعركة جلية، كما ان الطلاق شائع. \r\n «بعض الذين اتحدث معهم يتمنون لو انهم لم يعودو الى الوطن ابداً»، قال الشاويش البرت بلير، 32 سنة، وقد لجأ هو وزوجته الى مكاتب الاستشارات الزوجية. \r\n وقال بلير: «اننا نعاني من مشكلات اتصالات، انها تريد ان تعرف كل شيء: هل قتلت احداً؟ هل شاهدت احداً وهو يموت»؟ انني لا اريد ان اتحدث عن تلك الامور اريد ان اتصرف وكأن شيئا لم يحدث». \r\n يقوم الجيش بكل ما يستطيع حتى يساعده، فهو يوفر صفوفاً للجنود في كل شيء، من كيفية قيادة المركبات بأمان، ومعظمهم لم يجلسوا وراء مقود سيارة منذ سنة، الى كيفية اعادة التواصل مع ابنائك، فقبل ان يذهب الجنود الى العراق، عبأوا نماذج تسأل من ضمن امور اخرى: هل لديك حالياً افكار حول الانتحار او الموت او ايذاء الاخرين؟ \r\n يقوم القادة باعادة جنودهم الى الوطن في وقت مبكر، ويمنحونهم اجازات، كما ان قادة الكتائب يعطون اشعاراً واضحاً اذا كان الجنود سيطلب منهم ان يتدربوا او يعملوا في الليل، وهنالك ضغط لاقامة مناسبات اجتماعية ورقصات للجنود وعائلاتهم. \r\n بالنسبة لجندي في الثانية والعشرين من اوهايو، تزوج قبل ثلاثة شهور من ذهابه الى العراق، لتتفسخ اسرة ما كادت ان تتكون، وقد انجبت زوجة توني ويكلاين طفلة، هاري عندما كان الاب في العراق وقد انفسخ الزوجان عندما عاد الى الوطن، فرحلت الزوجة مع الطفلة الى اوهايو. \r\n قال ويكلاين والدموع في عينيه لقد صرت اداعبها بعض الشيء ولم استطع ان ارى ولادتها وقد ذهبت الان. \r\n هنالك ايضا قضايا مهنية ومالية ففي ساحة الغولف في القاعدة جلس لننغنون وعشرات من كبار الضباط وتحدثوا عن ما يمكن ان تعنيه العودة الى العراق بالنسبة لمهنتهم، فيما يستطيع الواحد منهم ان يكمل الزمالة التي كان يخطط لها، وفيما كان شخص اخر يستطيع العودة الى كلية الطيران عندما يريد. \r\n بعض الجنود مرتاحون ازاء الاجر الذي حصلوا عليه نتيجة القتال في العراق، كالشاحنات الجديدة في كل مكان حول قاعدة كامبل وكذلك الدراجات النارية التي اشتراها الكثيرون عبر الانترنت قبل ان يعودوا الى الوطن. \r\n لكن اخرين انفقوا ما حصلوا عليه او اصبحوا مدينين حيث كانوا لا يستطيعون ادارة امورهم المالية او دفع الفواتير عندما كانوا في العراق. \r\n بعد انفساخ زواجه انتقل ويكلاين الى الثكنات وقد قال انه منذ شهر شباط فقد خمسين باوندا من وزنه، وكما هو حال الجنود حوله فان يستيقظ عند السادسة صباحا كل يوم حتى يعمل ويبدأ ايامه بتدريب نفسه وتفقد معداته. \r\n انه مصمم على العودة الى العراق وقد قال لقد التحقت بالجيش لانني اردت ان اتأكد من انني استطيع ان اصنع مستقبلا لاسرة املت في تكوينها وكونتها لكنها ضاعت. \r\n وحتى عندما لا يستطيع تربية ابنته فقد قال ويكلاين ان ابنتي الصغيرة سوف تنشأ وهي تعرف ان والدها كان جزءا من التاريخ. \r\n \r\n «لوس انجيلوس تايمز» \r\n