مع تزايد الأضرار التي تلحق بالدولة الصهيونية اقتصاديا وماديا نتيجة عدوانها علي غزة ، تظاهر أمس آلاف المُتظاهِرين في ميدان رابين وسط تل أبيب ودعوا إلى وقف الحرب فورا ورفعوا لافتات : "لا نريد قتلى آخرين" ، وشاركهم أعضاء بالكنيست منهم (دوف حانين) الذي تساءل: "هل أوصلتنا نقطة دم واحدة في هذه الجولة الأخيرة إلى مكان أفضل؟ . وجرت المظاهرة تحت حراسة شديدة من قبل شرطة إسرائيل بعدما قام متظاهرون يمينيون متطرفون بمظاهرة مضادة ، وفصلت الشرطة بين المتظاهرين ضد الحرب وبين المتظاهرين الذين دعوا إلى استمرار القتال وتصعيده في غزة ، فيما أضاء متظاهرون من اليسار الإسرائيلي شموعًا لذكرى القتلى من الطرفين وهتفوا بشعارات مثل "يرفض العرب واليهود أن يكونوا أعداء" و "كسر دائرة الرعب"، فيما هتف متظاهرو اليمين بهتافات فظة مثل "يساريون خونة" وشتموا عضو الكنيست حنين الزعبي . مظاهر فشل إسرائيل وبجانب المظاهرات واصلت الصحف الإسرائيلية رصد ما قالت أنه "مظاهر الفشل في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة " ، واعتبرت أن مجريات الحرب محبطة للإسرائيليين خصوصا أنباء قتلي الجنود الذين وصل عددهم إلي 40 جندي مع الإشادة باستعدادات حماس القتالية . حيث قال الكاتب جدعون ليفي: لقد كان واضحاً منذ البداية إنه لن يكون بوسع "إسرائيل" تحقيق إنجازات طويلة المدى من خلال شن الحرب، محذراً من إمكانية تحول الحرب إلى كارثة كبيرة، وتصبح حربا مضللة، حيث تبين إن "إسرائيل" كذبت على نفسها . ونوه إلى أن "إسرائيل" تضلل العالم من حيث الزعم بأن الحرب بدأت عندما انهالت صواريخ "حماس" على المدن الصهيونية، مشيراً إلى أن الخطوات التي أقدمت عليها "إسرائيل" في أعقاب خطف المستوطنين الثلاثة هي التي أفضت للحرب وليس صواريخ حماس . وأوضح ليفي أن "إسرائيل" أعلنت حرباً شاملة على حماس في أعقاب خطف المستوطنين، ومنعت نقل الأموال لدفع رواتب موظفي حكومة غزة، علاوة على رفضها حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وإصرارها على مواصلة حصار القطاع. وشدد ليفي على أن إسرائيل تمارس التضليل على العالم من خلال الزعم بأن احتلال قطاع غزة انتهى، مشيراً إلى أن إسرائيل لازالت حتى الآن المسئولة عن تسجيل السكان في القطاع، وهي التي حولت قطاع غزة إلى سجن كبير، محاصر، يحظر على صياديه صيد الأسماك، ناهيك عن فرض قيود على كل أشكال الحركة من القطاع وإليه، متسائلاً: "إن كان هذا ليس احتلالاً، فماذا يكون الاحتلال". وأوضح ليفي أن التضليل الثالث الذي تحاول إسرائيل تمريره يتمثل في الزعم بأنها لا تمس بالمدنيين، مشيراً إلى أن هناك أكثر من ألف قتيل فلسطيني، جزء كبير منهم من الأطفال، وغالبيتهم الساحقة مدنيون، علاوة على إجبار أكثر من 150 ألف فلسطيني على مغادرة منازلهم . وقال يوآف ليمور المعلق العسكري لصحيفة "يسرائيل هيوم" أوسع الصحف "الإسرائيلية" انتشاراً، اليوم الأحد إن سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف جنود جيش الاحتلال يثير الإحباط لدى دوائر صنع القرار في تل أبيب . وقال ليمور أن هناك إحباطا "إسرائيليا" من الموقف الأمريكي كما عبرت عنه المبادرة التي قدمها وزير الخارجية جون كيري، مشيراً إلى أن هذه المبادرة تبنت عملياً جميع مطالب حركة حماس، منوهاً إلى أن أحد أهم الأسباب التي أفضت إلى رفض "إسرائيل" المبادرة حقيقة أنها تجاوزت مصر وأبو مازن، لافتاً إلى أن المبادرة كانت تعني تقديم قطاع غزة كهدية لخالد مشعل بدعم دولي، على حد تعبيره . وشدد ليمور على أن هناك توافقا إسرائيليا مصريا على أن يكون أبو مازن ضمن أي حل يطرح لغزة بعد انتهاء الحرب، مشيراً إلى أن "إسرائيل" عززت التعاون الأمني مع الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة لمنع تحول المظاهرات التي اندلعت في الضفة الغربية احتجاجاً على الحرب إلى انتفاضة. كيري تبنى موقف حماس كليًّا علي صعيد أخر أنتقد مسئولون في إسرائيل اقتراح وزير الخارجية الأمريكي كيري لوقف إطلاق النار المعدّل ، وقالوا أنه يثير استغراب وزراء المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون السياسية والأمنية وأنه يتبنى عمليًّا موقف حماس ، وقالوا أنه ليس هناك احتمال أن تقبله إسرائيل كما هو . حيث نشرت صحيفة هآرتس المعروفة بمواقفها اليسارية والموالية للحكومة الأمريكية الحالية، صباح اليوم الأحد مقالا لا سابق له في حدّته ضدّ كيري قال فيه الكاتب السياسي للصحيفة، باراك رافيد: " يبدو أن كيري كعادته يرى ويسمع كمن يعيش في كون مقابل". ويضيف رافيد: "لقد أصاب الاقتراح الذي أوصله كيري لإسرائيل يوم الجمعة وزراء المجلس المصغّر بصدمة، ليس لأنه كان على عكس ما سمعوا من كيري قبل 24 ساعة قبل ذلك فقط، بل لأنه بدا كأنه اقتراح صاغه خالد مشعل ، لقد كان هنالك كل ما حلمت به حماس". وقال ان إسرائيل أوضحت أن كل اقتراح لوقف إطلاق النار يجب أن يستند على المخطط الأولي المصري .