كشف موقع "جلوبس" Globes المعني بشؤون الاقتصاد الإسرائيلي، أن التكلفة الأولية لعملية العدوان الصهيوني علي غزة المسماة "الجرف الصامد"، تبلغ 8.5 مليار شيكل (2.4 مليار دولار) ، تشمل نفقات الجيش الصهيوني المباشرة وخسائر القصف الذي تتسبب فيه صواريخ المقاومة . وقال الموقع تحت عنوان (Operation Protective Edge to cost NIS 8.5b) أمس الجمعة أنه إذا استمرت العملية الحالية لمدة 20 يوما على الأقل فإن الأضرار المباشرة تقدر تكون 100 مليون شيكل . وأضاف الموقع، أن العملية التي بدأتها إسرائيل قبل أيام، ستكون شبيهة بعملية "الرصاص المسكوب"، التي نفذها الجيش الإسرائيلي ضد قطاع غزة عام 2009، أي أن هنالك حملة مطوّلة، ستشمل دخولا بريا للقوات الإسرائيلية . وجاء في التقرير أن التكلفة المباشرة، تتمثل في النفقات العسكرية للجيش الإسرائيلي، من رواتب الجنود الاحتياط، وتكاليف صواريخ القبة الحديدية، المخصصة لإسقاط الصواريخ القادمة من القطاع، والنفقات اللوجستية، كتكاليف النقل والوقود والطلعات الجوية والبرية. بينما ستكون هنالك تكاليف وخسائر ناجمة عن سقوط صواريخ "حماس" على المرافق الإسرائيلية، وتوقف المصانع عن العمل، وتراجع في القوة الشرائية خلال أيام الحرب، وتوقف عجلة الاقتصاد بنسبة حادة، بسبب تعطيل المؤسسات عن العمل والأضرار في الممتلكات والتعويض للشركات؛ والتكاليف غير المباشرة الناتجة عن الناتج المحلي الإجمالي المفقودة. يذكر أن ميناء أسدود البحري، شمال قطاع غزة، توقف عن العمل خلال الأيام الثلاثة الأولى من العملية العسكرية، لأنه يعد هدفا قريبا لصواريخ غزة، حيث يعد الميناء من أهم الموانئ التجارية في بالنسبة لإسرائيل ، كما أن إدارة مطار بن جوريون الذي تعرض للقصف مرتين أمس واليوم السبت غير خطط الاقلاع والهبوط . وأوردت الإذاعة الإسرائيلية صباح الجمعة، على لسان وزير المالية الإسرائيلية يائير لابيد، خلال كلمة له أمام اللجنة المالية التابعة للكينيست، أن أضرارا بقيمة 10 ملايين شيكل (3 ملايين دولار)، تم تسجيلها في أول أيام سقوط الصواريخ على ممتلكات داخل إسرائيل، "والنسبة مرشحة للارتفاع عدة أضعاف" . وبحسب تصريح لأحد مدراء شركات التأمين العاملة في إسرائيل، الخميس للإذاعة الإسرائيلية، فإن عشرات الملايين من الشواقل (العملة الإسرائيلية) قيمة الخسائر اليومية، بسبب سقوط صواريخ "حماس" على التجمعات السكنية والمرافق في إسرائيل، دون أن يحدد قيمة الخسائر . 100 ألف دولار تكلفة كل صاروخ للقبة الحديدية وبحسب معهد "فان لير" الإسرائيلي، فإن تقديرات بنحو 100 ألف دولار، تكلفة كل صاروخ يخرج من القبة الحديدية لاعتراض كل صاروخ قادم من غزة. ومن جهته، يقول الخبير في الاقتصاد الإسرائيلي، توفيق الدجاني، إن نحو 80 مليون دولار أمريكي، خسائر يومية يتكبدها الاقتصاد الإسرائيلي، منذ بدء العدوان على قطاع غزة قبل أربعة أيام. وأضاف الدجاني، أن النسبة الأعلى من الخسائر، تتركز في مناطق وسط وجنوب إسرائيل، حيث توجد مئات المصانع والمزارع، والتي أضحت هدفا للصواريخ المنطلقة من قطاع غزة. واعتبر الدجاني أن حصة الزراعة والثروة الحيوانية والمصانع المتواجدة في مناطق وسط وجنوب إسرائيل من الخسائر تبلغ قرابة 25 مليون دولار يوميا، حيث توقفت أنشطة مصانع ومزارع بسبب هروب العاملين فيها إلى الملاجئ. وذكرت القناة العبرية الثانية، أن أضرارًا اقتصادية "هائلة" لحقت بالاقتصاد الصهيوني، بسبب تواصل إطلاق المقاومة للصواريخ، لليوم الخامس على التوالي من قطاع "غزة" على مناطق وسط الكيان الإسرائيلي. وتساءلت القناة عن حجم الأضرار التي يمكن أن تلحق بالكيان الإسرائيلي، في حال استمرار تساقط الصواريخ، مشيرةً إلى تأثير تساقط الصواريخ على البورصة الإسرائيلية، لافتًا إلى أن مناطق جديدة في "إسرائيل" دخلت للمعركة، بعد قصف المقاومة لمدينة "ديمونا" النووية، مؤكدةً أن كل "إسرائيل" أصبحت الآن في مرمي صواريخ المقاومة. واعترفت بأن منظومة "القبة الحديدية" فشلت في اعتراض الصواريخ التي أطلقت على مناطق جنوب ووسط "إسرائيل". ضرب الموسم السياحي وقال "وديع أبو نصار"، مدير مركز الاستشارات الدولي، الذي يتخذ من مدينة "حيفا" مقرًا له، إن "هناك تأثيراً نفسيًا ومعنوياً واقتصادياً وسياسياً لهذه الصواريخ على إسرائيل". وأضاف "من الناحية الاقتصادية يمكنك أن تلاحظ أن الحركة الاقتصادية تضعف بشكل ملحوظ في المناطق التي تصلها الصواريخ، وهذا يتسبب بخسائر اقتصادية كبيرة". وأشار إلى أن هناك حالة من الخوف داخل الكيان الصهيوني، تم التعبير عنها من خلال فتح الملاجئ في جميع مدن الوسط والجنوب. وتابع أن هناك أيضًا ضربة للموسم السياحي، إذ نسمع الكثير من الأحاديث من العاملين في القطاع السياحي، بأن أجانب قرروا عدم القدوم إلى الكيان الصهيوني بسبب التطورات الأمنية. وقال "نحن نتحدث عن خسائر كبيرة تقدر بعشرات ملايين الدولارات، وكلما ازدادت فترة العملية كلما ازدادت الخسائر". ولفت إلى ضرورة عدم إغفال الخسائر الاقتصادية المترتبة على تنفيذ العملية العسكرية في "غزة"، سواء في ما يتعلق بالأسلحة التي يتم استخدامها والطائرات التي يتم تشغيلها، وبالجنود المشاركين في العملية، وهو ما يتطلب ميزانيات تقدر بعشرات الملايين، وبالتالي فإن الخسائر واضحة. وحتى الآن، لم يصدر عن السلطات الإسرائيلية أية أرقام أو بيانات تتعلق بتأثيرات إطلاق صواريخ المقاومة، سواء على الصعيد الاقتصادي أو الاجتماعي أو الأمني. غير أن توقيت هذه العملية يأتي في وقت يعاني فيه الجيش الإسرائيلي أزمة مالية، فقد قال وزير الدفاع "موشيه يعلون" في اجتماعٍ للجنة الخارجية والأمن البرلمانية، مطلع مايو الماضي، "بدأنا نلمس الضرر الناتج عن الصعوبات في الميزانية، خاصة في مجالات الاستعداد والتدريب". وكان مسئول عسكري صهيوني، قال في تصريحاتٍ إلى "القناة العاشرة" في التلفزيون الصهيوني، في 12 مايو الماضي، إنه تم تقليص موازنة وزارة الدفاع خلال العام الحالي. وبلغت ميزانية وزارة الدفاع الصهيونية 51 مليار شيكل (14.5 مليار دولار) للعام الحالي، ولكن موقع "تايمز أوف إسرائيل" الإخباري الصهيوني المستقل، قال مؤخرًا، إن "الجيش اقتطع ثلاثة مليارات دولار من ميزانيته للعام 2014. وحسب البيانات الصهيونية، فإن ميزانيتهم للعام الحالي تبلغ 405 مليارات شيكل (113 مليار دولار). وقال المحلل الفلسطيني "هاني المصري"، إن لصواريخ المقاومة تأثيرًا اقتصاديًا كبيرًا على دولة الاحتلال الصهيوني. وأضاف "المصري" "أن الصهاينة غير معتادين على التضحيات، ولذلك تجد أن الكثير من المدن مشلولة تقريبًا، ونسمع ونقرأ في وسائل الإعلام الصهيونية أن المئات، إن لم يكن الآلاف قد غادروا جنوب الكيان إلى شماله خوفًا من الصواريخ".