تفاقمت أزمات انقطاع المياه والكهرباء ونقص البنزين، مع تولي قائد الانقلاب رئاسة مصر ، وشهدت عدة محافظات تظاهرات نظمها مواطنون احتجاجاً على تجاهل المسئولين لتلك المشكلات؛ وهو ما اضطرت للاعتراف به صحف الانقلاب ، في حين أحرج مواطنون مذيعي الفضائيات الموالية للانقلاب بالشكوى من انقطاع الكهرباء ، ما أضطر بعضهم مثل لميس الحديدي التي كانت تصرخ أيام الرئيس مرسي للقول للمتصلين ببرنامجها : "معلش يا جماعة أعمل لكم إيه .. معانا اتصالات كنيرة الناس كلها تشتكي من قطع الكهرباء " ! وبلغت ساعات انقطاع الكهرباء في بعض المدن ما بين 10 الي 20 ساعة يوميا ، حيث انقطعت الكهرباء عن مدينة المحلة الصناعية لليوم الثاني على التوالي لأكثر من 10 ساعات مما أدى إلى إغلاق مصانع النسيج والملابس الجاهزة والمحال التجارية . ولأول مرة وجهت الاتهامات واللوم للرئيس السيسي ورئيس الوزراء، وهدد مئات النشطاء بتنظيم وقفة احتجاجية للتنديد بتفاقم الأزمة في شهر رمضان بعد فشل وزير الكهرباء في حلها وتسببت الأزمة فى توقف العمل نهائيًا في أكثر من 50 ألف مصنع معظمها في مدينة المحلة الكبرى ، وحرر مئات المواطنين محاضر بأقسام ومراكز الشرطة ضد وزير الكهرباء ومحافظ الغربية وطالبوا بإقالتهما لتسببهما في تفاقم الأزمة بصورة غير مسبوقة . وقال بعض أصحاب المحال والمصانع إن انقطاع الكهرباء سبب خسائر كبيرة لهم، حيث إنهم مطالبون بالتزامات مالية تجاه العمال بالمصانع والمحال بالإضافة إلى الالتزام بتسليم منتجات المصانع للعملاء فى وقت محدد . وطالب أصحاب المحلات بتدخل رئيس الوزراء لحل مشكلة انقطاع الكهرباء بالإضافة إلى انقطاع الكهرباء عن المنازل، مما أدى إلى استياء الأهالي خاصة وأن أبناءهم يؤدون امتحانات نهاية العام . وفى الغردقة تظاهر المواطنين فى منطقة السنتر الليبى أمام ديوان عام المحافظة احتجاجاً على انقطاع المياه منذ أسبوعين، فيما وصلت أزمة انقطاع مياه الشرب إلى ذروتها فى محافظة أسيوط . وفى الغربية، دعا عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» إلى عدم سداد فواتير الكهرباء، احتجاجاً على انقطاع التيار بصورة متكررة لأكثر من 8 ساعات يومياً، لحين انتظام الخدمة ، وزادت معدلات انقطاع الكهرباء فى قرى ومدن محافظة الدقهلية؛ حيث وصلت إلى 10 مرات يومياً فى بعض الأماكن، وشهد مصيف ومدينة بلطيم، ليلة مظلمة بسبب انقطاع التيار الكهربائى . وعاش سكان الدقهلية أول ليلة من رمضان في الظلام، وبعيدًا عن المساجد لانقطاع التيار الكهربائي والارتفاع الكبير في درجات الحرارة، ولجئوا إلي المقاهي التي تمتلك مولدات كهربائية ، ووصلت انقطاعات الكهرباء إلى معدلات قياسية لم تصلها من قبل، ودخلت في 16 ساعة انقطاعاً، خاصة في قرى مراكز المنصورة وبني عبيد ودكرنس ومنية النصر والمنزلة والتي شهدت أعلى معدلات انقطاع للتيار . وقال عادل علي، أحد سكان المنصورة، كانت أول ليلة في رمضان وكانت في الأعوام السابقة تكتظ المساجد بالمصلين، ولكن هذا العام لم تكتمل الصفوف الأولى في صلاة التراويح وكنا نتصبب عرقًا خلال الصلاة بسبب انقطاع الكهرباء وارتفاع درجة الحرارة ، وأضاف، إذا استمر قطع الكهرباء بهذه الصورة خلال هذا الشهر سيكون أول عام تهجر فيه المساجد في رمضان . كما شهدت محافظة الغربية، في أول أيام شهر رمضان المبارك، تفاقمًا في أزمة انقطاع التيار الكهربائي بصورة غير مسبوقة، حيث وصلت ساعات الانقطاع إلى 20 ساعة، بحجة تخفيف الأحمال، وسط حالة من الغضب والاستياء بين المواطنين ، ووصلت مدة الانقطاع فى المرة الواحدة إلى 5 ساعات، بالرغم من تصريحات الوزير أن مدة تخفيف الأحمال لن تزيد على ساعة واحدة . وشهدت قرى مراكز بسيون والمحلة الكبرى وكفر الزيات وقطور وسمنود وزفتى وطنطا توقف حركة البيع والشراء وإغلاق جميع المحلات التجارية والمصانع والورش بسبب انقطاع الكهرباء لأكثر من 20 ساعة. وتفاقمت فى المحافظات أيضا أزمة البنزين، مع قرب رفع الحكومة كافة أسعار البنزين بسعر جنية كامل وسعي مواطنين لتخزينه وإخفاء محطات له ، وأعرب العديد من السائقين وقائدى السيارات عن استيائهم وغضبهم لعدم توافر بنزين 80 الرخيص بمحطات تزويد الوقود، واعتبروا أن ذلك حيلة حكومية لرفع أسعاره . وفى محافظة الغربية، اصطف الآلاف من المواطنين والسائقين بسياراتهم فى طوابير امتدت إلى عشرات الأمتار أمام محطات الوقود ، كما شهدت محافظة البحيرة اشتباكات بين السائقين وأصحاب محطات الوقود بسبب نقص بنزين 80 . المعتقلون يعتذرون عن تقديم الخدمات وبالمقابل نشرت لافتات كتب عليها : "يعتذر الإخوان المسلمون وحزب الحرية والعدالة عن عدم إقامة معرض رمضان للسلع الغذائية والجزارة؛ وذلك لأن من كانوا يقومون بذلك شهيد أو سجين أو جريح أو مطارد من الأمن"، بعدما ضيق علي الجماعة في رمضان الجاري ومنعت من تنظيم أي فعاليات خيرية خلال شهر رمضان المبارك . وفي عام 2013 دشنت الجماعة وذراعها السياسي حزب الحرية والعدالة حملة بعنوان "معا نبني مصر"، ونظم القائمون على الحملة معارض للسلع الغذائية على مستوي الجمهورية لرفع المعاناة عن المواطن البسيط شملت لحوم سودانية بأسعار مخفضة وسلع تموينية وتوزيع شنط رمضانية ، بينما اختفت هذه المظاهر بعد حصار الدولة لأموال الإخوان ومصادر تمويلها، والذي كان آخرها التحفظ على محالات زاد وسعودي .