قال مسؤولان أمنيان أمريكيان إن وكالة الاستخبارات "سي آي إيه" حذرت مرارا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من أن سياساته تجلب عداء شديدا من العراقيين السنة وتحفزهم ضدة. وأضاف المسؤولان أن هذه التحذيرات تضمنتها تقارير وتحليلات سرية لأجهزة المخابرات قدمت في العامين الأخيرين لمسؤولين عن صنع السياسة من بينهم الرئيس باراك أوباما. وأكدت التقارير الاستخباراتية أن المالكي وحكومته يسببان قدرا كبيرا من العداء بين العراقيين السنة، وأنها تعطي قوة وتشجّع جماعات وصفتها بالمتشددة مثل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. وفي السياق نقلت وكالة أنباء رويترز عن مسؤول أمني كبير أن المخابرات سبق أن حذرت المالكي من التقاعس عن تسوية الخلافات الطائفية المتفاقمة، مشددة على أن المسؤولين العراقيين أحوج ما يكونون اليوم لمعالجة هذه التوترات. وأنحت بعض الصحف الأمريكية الصادرة صباح اليوم باللائمة على حكومة المالكي محملة إياها المسئولية عن تفاقم الوضع بالعراق، فيما ألقت صحف أخرى اللوم على الرئيس الأمريكي أوباما لسحبه قواته من هناك طمعا في ثناء الأمريكيين حسب تعبير "واشنطن تايمز". وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى تصريحات وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون التي انتقدت المالكي وحكومته ووصفتها ب"المفككة وغير المُمثِلة والاستبدادية". من جهته دعا أوباما رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى إجراء حوار حقيقي بين أطياف الشعب العراقي، وتشكيل نظام يراعي مكونات البلاد المختلفة للخروج من الأزمة التي تمر بها بلاده حسب تعبيره. ويشار إلى أن الولاياتالمتحدة كرست النظام الطائفى بالعراق والمتمثل في نورى المالكى مما شكل اعتداء سافرا على العراقيين السنة مما دفعهم لرفض الظلم والثورة عليه، وبدلا من احتواء غضبهم تعاملت قوات المالكي بالرصاص والقتل المباشر، الأمر الذى عمق الخلاف بين المواطنين السنة والسلطة الشيعية . وتوقع مراقبون أن يسفر التنسيق بين إيرانوالولاياتالمتحدة إلى صفقة ثنائية يتم فيها التضحية بنورى المالكى مقابل إفساح المجال للمصالحة والتهدئة من جانب الثوار السنة.