رفض شباب جماعة الإخوان علي مواقع التواصل الاجتماعي ما يتردد عن مبادرة يقودها الأزهر وناجح إبراهيم عضو الجماعة الإسلامية لدفع "الدية" – مبالغ مالية – لأسر شهداء رابعة العدوية الذين قتلوا وقدرهم حازم الببلاوي رئيس الوزراء السابق بألف شهيد ، بينما قالت مستشفي رابعة في أخر تقرير أنهم 2200 شهيد ، وقالوا أنه لا دية في القتل العمد ولابد من القصاص من القاتل وأن الهدف هو غسيل يد السيسي من دماء الشهداء . وقال الشباب في تعليقاتهم : "بابا الأزهر يريد أن يغسل يد السيسى بأموال الخليج ويدفعوا دية شهداء رابعة والنهضة لكى يوقفوا الثورة " ، وأضافوا : "هو فيه دية للقتل العمد .. لا دية للقتل العمد والقصاص قادم " . وأضافوا : "من تشفع في حد من حدود الله فكأنما ضاد الله في أمره جل شأنه .. القصاص القصاص من مصاص الدماء .. الشهداء أجرهم على الله ولا دية لشهيد ... ويجب تحقيق ما ماتوا من أجله : تحكيم شرع الله ، عدل ، حرية ،كرامة ، شورى ...وما سوى ذلك فهي خيانة لدمائهم التي سالت من أجل ذلك " . وقالوا أن الحديث عن مصالحة - يقودها الأزهر - تتضمن دفع الدية لأسر القتلى في رابعة والنهضة ،وما سبقها ولحقها من مجازر "هو نوع من الدجل والإفك" ، فإن سلمنا جدلاً بوجود مثل تلك المصالحة فهل يمكن أن تقوم هذه المصالحة المزعومة على سلب هؤلاء حق القصاص الذي أعطاهم الله تبارك وتعالى إياه؟! " . وقال أحد المعلقين : "نعم الدية أمر شرعي ،لكنه لا يفرض على أهل القتيل وليس من حق أحد أن يسلب أحدًا حقًا أعطاه إياه رب العالمين، ويجبره على قبول الدية عوضًا عن القصاص .. ينبغي أن يوافق أولياء الدم اختيارًا وطواعية على التنازل عن حقهم في القصاص ، وإلا يظل القصاص واجبًا..(وأشك كثيرًا في موافقة أولياء الدم على ذلك). وأضاف : " لماذا تقوم مصالحة من الأساس تدعو لإفلات المجرم بجريمته ونجاته من عقوبة دنيوية مستحقة؟! لماذا لا يفتح تحقيق عادل يجازي كل مجرم وقاتل بما يستحق؟! .. إن هذا يشكك في مصداقية تلك المصالحة ويثير الريبة في حسن نوايا القائمين عليها؛ لأنهم إن أرادوا العدالة حقًا ما سلبوا أحدًا حقه الذي قرره الله تعالي " . وشن المحامي والناشط السياسي عمرو عبد الهادي – المتحدث باسم جبهة الضمير – هجوماً شرساً على شيخ الأزهر أحمد الطيب – المؤيد لقائد الانقلاب العسكري - والذي اقترح أن تقوم الدولة بدفع الدية لمن قتلوا في فض اعتصام رابعة العدوية لإنهاء هذه القضية ، ووجه عبد الهادي رسالته للطيب عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلا: "شيخ السيسي احمد الطيب طالع علينا علشان يدفعوا ديه رجال رابعة، ولسه هتموتوا بالبطئ أمام العالم ولن ينجدكم احد .. من قتل يٌقتل .. الثورة ستنتصر " . تفاصيل المبادرة وكان قد تردد أن عددا من المفكرين الإسلاميين والعلماء يجهزون مبادرة يرأسها شيخ الأزهر ووزير الأوقاف، تحت عنوان "مبادرة الدية الشرعية"، لحل أزمة مطالبة الإخوان وأنصارهم بالقصاص من المتهمين بقتل شهداء بعد أحداث 30 يونيو، وعلى رأسهم ضحايا اعتصامي رابعة العدوية والنهضة. ومن بين الشخصيات التي تعمل على صياغة المبادرة: شيخ الأزهر ومفتي الجمهورية، والدكتور ناجح إبراهيم منظر الجماعة الإسلامية، والدكتور كمال الهلباوي ومختار نوح، القياديان المنشقان عن جماعة الإخوان المسلمين ، وتهدف الي التوصل لصياغة مبدئية تقضي بالتزام الدولة برعاية ضحايا الثورة منذ أحداث 25 يناير، والمساواة بينهم وبين قتلى ومصابي رابعة والنهضة، وما بعد أحداث 30 يونيو . وقال الدكتور ناجح إبراهيم المفكر الإسلامي أن تفاصيل المبادرة - التي يشارك فيها مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ووزير الأوقاف وعدد من العلماء - لإقناع الإخوان وأقاربهم بالتصالح مع النظام وقبول دية ضحايا النهضة رابعة ، تتضمن "تسوية تلزم الدولة بدفع الدية الشرعية لكل المصريين الذين قتلوا منذ الخامس والعشرين من يناير 2011 حتى الآن لأولياء الدم مرورا بضحايا رابعة و النهضة وما بعدها " . وأضاف أن المبادرة ما زالت قيد الدراسة، وأن هناك اتصالات بين العلماء من مختلف التوجهات، لإيجاد صيغة لها، وهناك جهود للتواصل مع أولياء الدم مع قيادات المعارضة من الإخوان وغيرهم لقبول التصالح والعمل على إطار جديد يضمن الاستقرار وتهدئة الأجواء. وطالب ناجح إبراهيم الدولة والمشير عبد الفتاح السيسي، بإعلان استعدادهم للتصالح ودفع الدية ورد الحقوق، مطالبًا في الوقت ذاته، الإخوان وأنصارهم، بقبول التصالح حتى ولو على الدم، مؤكدًا أن الرسول والصحابة تصالحوا وعقدوا صلحًا كان على دم من أجل أهداف أكبر من تلك . وقال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، أن ما ترتب على فض اعتصامي «رابعة والنهضة» لابد أن يعالج بشكل أكثر وضوحا، مشيرًا إلى ضرورة فتح التحقيقات وإعلان نتائجها على الجميع بكل شفافية ووضوح، داعيًا الدولة بدفع الدية الشرعية لكل من قتل ظلما من المتظاهرين السلميين .