الحديث عن مصالحة - يقودها الأزهر - تتضمن دفع الدية لأسر القتلى في رابعة والنهضة وما سبقها ولحقها من مجازر هو نوع الدجل والإفك.. فإن سلمنا جدلاً بوجود مثل تلك المصالحة فهل يمكن أن تقوم هذه المصالحة المزعومة على سلب هؤلاء حق القصاص الذي أعطاهم الله تبارك وتعالى إياه؟ قال الله تعالى: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب). نعم الدية أمر شرعي لكنه لا يفرض على أهل القتيل.. ليس من حق أحد أن يسلب أحدًا حقًا أعطاه إياه رب العالمين، ويجبره على قبول الدية عوضًا عن القصاص.. ينبغي أن يوافق أولياء الدم اختيارًا وطواعية على التنازل عن حقهم في القصاص.. وإلا يظل القصاص واجبًا..(واشك كثيرًا في موافقة أولياء الدم على ذلك). ثم لماذا تقوم مصالحة من الأساس تدعو لإفلات المجرم بجريمته ونجاته من عقوبة دنيوية مستحقة؟ لماذا لا يفتح تحقيق عادل يجازي كل مجرم وقاتل بما يستحق؟ إن هذا يشكك في مصداقية تلك المصالحة ويثير الريبة في حسن نوايا القائمين عليها؛ لأنهم إن أرادوا العدالة حقًا ما سلبوا أحدًا حقه الذي قرره الله تعالى.