قالت صحيفة (ديلي تليجراف) البريطانية أن المشير السيسي قاد خطة الجيش – باعتباره مدير المخابرات الحربية في عهد مبارك - لاستغل الثورة للتخلص من مبارك ومخططه للتوريث وأنه تآمر ليصبح رئيسا لمصر منذ عهد مبارك ، مشيرة لتقرير أعده السيسي أيام مبارك توقع فيه الثورة ومن ثم استعداد الجيش للتعامل معها وإسقاط مبارك مع الإبقاء علي نظامه والدولة العميقة . وتحت عنوان (كيف خطط السيسي للبقاء علي حكم الجيش حتي خلال حكم مبارك؟) أو How Sisi plotted to save army rule even while Hosni Mubarak was in power نقل مراسل الصحيفة بالقاهرة "ريتشارد سبنسر" اليوم 1 يونيه 2014 عن مستشارين سابقين لمبارك، قولهم : "أن السيسي قد رسم خطة منذ عام 2010 لسيطرة الجيش على الحكم في حالة اندلاع ثورة ضد مبارك" . وأن عبد الفتاح السيسي كان يدبر انقلابا عسكريا منذ وجود الرئيس المخلوع حسني مبارك في السلطة، بدليل أنه في أواخر عام 2010 تم تكليفه – كمدير للمخابرات الحربية - بعمل دراسة حول مستقبل مصر السياسي ، ولوحظ أنه توقع في دراسته أن مبارك سوف يحاول تمرير السلطة إلى نجله جمال مبارك مع حلول شهر مايو 2011 وأن هذا ربما يؤدي إلى غضب شعبي، ولهذا أوصى السيسي في تقريره أن يكون الجيش على استعداد للتحرك من أجل فرض السيطرة وحماية دوره في الدولة . نافعة أطلع علي خطة السيسي ونقلت (ديلي تليجراف) عن حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة قوله أنه "اطلع شخصيا على تقرير السيسي" ، وكان ملخصه : "عندما اندلعت ثورة 25 يناير كان لدى الجيش خطة مسبقة للانتشار وقد استنتجت وقتها أن الجيش استغل الثورة للتخلص من مبارك ومخططه للتوريث، وربما كان الهدف التخلص من مبارك فقط بدلا من النظام بأكمله" . ولهذا نفذ الجيش – كما تقول الصحيفة - المخطط الذي اقترحه السيسي بنشر القوات في الشوارع، والإعلان أن الجيش وقف مع الشعب، وأنه يمكن التخلي عن مبارك وأبنائه ولكن لا يمكن التخلي عن الجيش ، أملا في بقاء النظام القائم علي سيطرة العسكر ، وذهاب مبارك وحده . ونقلت الصحيفة البريطانية عن ضابط عسكري بارز مقرب من السيسي قوله : "حتى عندما كان (السيسي) لا يزال عقيد ، كنا جميعا نعلم انه سيكون وزير الدفاع المقبل "، وقال : "المشير طنطاوى له طموحات سياسية ، وكان حريصا علي اختيار خليفته بنفسه وهو من أشار علي الرئيس مرسي باختيار السيسي . ولهذا فما يتم اكتشافه يوما بعد يوم حول دور الجيش في عزل مبارك - ثم مرسي - دفع الثوار إلى التشكيك في نجاح الثورة في إسقاط النظام، وأنها فقط عزلت رأس النظام القديم (مبارك) ، ما يؤكد أن حقيقة الربيع العربي وحقيقة المكاسب الديمقراطية التي حققها غير صحيحة في ظل استمرار سيطرة الجيش . سيفشل وتقول تليجراف أن التسجيلات المسربة للسيسي، وخاصة رؤيته للسادات وتنبؤه برئاسته لمصر، والسيف الأحمر والنجمة الخضراء والساعة الأوميجا ، توحي بأن السيسي يعتقد بأن لديه تفويضا آخر أبعد من كونه تفويضا سياسيا من الشعب . وتقول : على الرغم من تحقق حلم السيسي، إلا أن شرعيته مهددة بسبب ضعف المشاركة في الانتخابات والتشكيك الدولي في نزاهتها . وتنقل عن د. حسن نافعة : أنه لو استمر السيسي في التعامل مع شباب الثورة بالتجاهل سيكون مخطئا واذا كان يعتقد انه يمكن استعادة الحكم العسكري على الطراز القديم ولن يقتنع بأن مصر قد تغيرت تماما فأنه سيفشل . http://www.telegraph.co.uk/news/worldnews/africaandindianocean/egypt/108...