خاص – الشرق خبر صغير نشر في الصحف المصرية يقول أن شركة "فالكون للخدمات الأمنية" هي التي تتولي حراسة مقر المشير السيسي الانتخابي الذي تحول الي قلعة حصينة ممنوع الاقتراب منها أو التصوير ، وهي فيلا فاخرة على أطراف حي التجمع الخامس الهادئ، غرب منطقة الشويفات، بالقرب من مدرسة الشويفات الدولية، في القاهرة الجديدة، وتقع مباشرة أمام قصر رجل الأعمال الهارب حسين سالم، صديق الرئيس المخلوع حسني مبارك . "الشرق" بحثت ودققت .. من هي شركة فالكون ؟ من يمتلكها ويقف وراءها ؟ ولماذا هذه الشركة بالتحديد التي تحمي السيسي ومن قبله أحمد شفيق ؟ وهل هناك علاقة بين المال ، ممثلا في رجال أعمال مصريين ، والسياسة ممثلة في مرشحي الرئاسة أو الرؤساء ، خصوصا أننا علمنا أن فيلا حملة السيسي مملوكة أيضا لرجل أعمال وهبها له ليدير منها لقاءاته الرئاسية السرية بعيدا عن الشعب الذي سينتخبه ؟ المفاجأة كانت أقرب من قرب فيلا السيسي من فيلا رجال الاعمال الهارب حسين سالم الذي كان يغدق الأموال علي مبارك ، حيث تبين ل "الشرق" أن الشركة الأمنية التي تحرس السيسي هي أحد أملاك رجل الإعمال نجيب ساويرس وله نسبة فيها ، بل وقيل لنا معلومة أخري – غير مؤكده – أن فيلا الحملة الانتخابية للسيسي التي قيل أنها ملك لأحد رجال الاعمال هي ملك إما لساويرس نفسه أو لرجال الاعمال الهارب حسين سالم !. ساويرس يحمي السيسي فقد كشف الدكتور اللواء عادل سليمان – الخبير الاستراتيجي مدير منتدى الحوار الاستراتيجي - أن شركة "فالكون" للأمن والحراسة التي تتولى تأمين المقر الرئيسي لحملة عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري والمرشح لرئاسة الجمهورية ، يشارك فيها رجل الأعمال المصري "نجيب ساويرس" ، وأن نفس الشركة التي يديرها رجال جيش وشرطة ومخابرات هي التي كانت أيضا تؤمن أحمد شفيق خلال انتخابات الرئاسة عام 2012 . " وقال اللواء "سليمان" ل "الشرق" : "السيسي بدل ما يكلف القوات المسلحة أو أجهزة الشرطة مباشرة بتأمين حملة ترشحه للرئاسة لجأ إلى شركة فالكون ، التي يشارك فى ملكيتها ساويرس ، للحراسة للتأمين كغطاء لحملته " . وأوضح "سليمان" أن رئيس مجلس إدارة شركة "فالكون" كان يرأس قطاع الأمن باتحاد الإذاعة والتليفزيون وكان وكيلاً للمخابرات العامة ، مشيرا إلى أن أغلب أفراد الشركة هم أفراد جيش وشرطه ومخابرات متقاعدين أو مكلفين سريا بالالتحاق بالشركة عن طريق تزكيات ووساطات مؤكدا أن الالتحاق بالعمل بتلك الشركة ليس بالسهل بل يحتاج إلى وساطات من نوع خاص . وكشف "سليمان" أيضا أنه من حق شركات الأمن الخاصة في مصر - مثل شركة فالكون" - أن تمتلك أجهزة لاسلكية وسترات واقية من الرصاص وأجهزة كشف مفرقعات ، ولكنها لا يمكنها أن تمتلك "مروحيات" ، ما يعني أن المروحية التي قالت وسائل الإعلام أنها تحلق فوق مقر حملة السيسي بمنطقة التجمع الخامس شرق القاهرة ليست تابعة لهذه الشركة ، وأن القوات الجوية هي التي تحمي السيسي برغم انه لم يعد قائدا للجيش بعد استقالته ، لأنها هي وحدها المسموح لها بالتحليق بمروحياتها فى المجال الجوي ، أي أن مقر حملة ترشح السيسي مؤمن أرضا بشركة "فالكون" التابعة لساويرس وجوا ب"القوات الجوية" . لغز "فالكون" بالرجوع إلى محرك البحث "جوجل" - وموقع شركة فالكون نفسها علي الانترنت - وجدنا معلومات تؤكد أن شركة "فالكون للأمن هي شركة مملوكة بنسبة 40% من البنك التجاري الدولي الذي تحالف مع "ساويرس" عام 2007 لإنشاء بنك فى الجزائر ثم أنضم ساويرس إلى عضوية مجلس إدارته فى سبتمبر 2008 ، بما يعني أن البنك الذي يمتلك شركة "فالكون" التي تتولى تأمين حملة "السيسي" يشارك فيه رجل الأعمال "ساويرس" ، وهي شركة يديرها مجموعة من ضابط الجيش والشرطة السابقين . ووجدنا مصادر أكدت فى تصريحات صحفية لجريدة المصري اليوم يوم 9 أبريل الجاري 2014 أن شركة "فالكون" وحملة السيسى تباحثتا فى إجراءات تأمين المقر الرئيسى للحملة بالتجمع الخامس منذ 10 فبراير الماضي – أي قبل إعلان السيسي ترشحه للرئاسة فى 26 مارس الماضي" !؟ . وسبق لنفس الشركة أن قامت بتأمين مقر حملة الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسى السابق، فى الانتخابات الرئاسية الماضية بما يفتح المجال للتساؤل حول علاقة شركة الأمن فالكون برموز نظام مبارك ؟. وتوفر شركة فالكون لخدمات الأمن – بحسب موقعها علي الانترنت – "خدمات أمنية مسلحة وغير مسلحة للعملاء " ، وقالت الشركة أنها زودت أفراد الحراسة علي فيلا حملة السيسي بخمسة سيارات دفع رباعى سوداء مزودة بأجهزة «جى. بى. إس» بخلاف أسلحة وبنادق وذخيرة حية . وأكد شريف خالد، العضو المنتدب للشركة، ل "المصري اليوم" – احدي الجهات التي توفر لها الحماية أيضا شركة فالكون (!) - أن التعاقد مع حملة السيسى تم كغيره من التعاقدات التى تبرمها الشركة مع عملائها، رافضا الكشف عن القيمة المالية للتعاقد . سر العلاقة بين السيسي وساويرس ؟ ساويرس والسيسي" (الأول) رجل أعمال متهرب من الضرائب وله أيادي سوداء في رعاية أعمال العنف والفوضى في عهد الرئيس مرسي والسيطرة علي الإعلام ، و(الثاني) قائد الجيش الذي قام بالانقلاب العسكري ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي ليجلس مكانه في انتخابات مشكوك في شرعيتها لأن الرئيس المنتخب لم يتنازل أو يتوفي أو يصدر عليه أحكام. .. هذه حقيقة معلنة للجميع إلا أن ما خفي كان أعظم ، فالأول (ساويرس) يكره التيار الإسلامي بصفة عامة والإخوان المسلمين بصفة خاصة ، والثاني هو جنرال بالجيش المصري قاد الانقلاب العسكري الدموي بحرفية شديدة بضمان "النخبة" اليسارية والعلمانية التي تبحث عن فتات مقاعد السلطة ، ويطرح نفسه مرشحا للرئاسة في انتخابات غير شرعية . أما الحقيقة الثانية فهي أن قائد الانقلاب العسكري يقود حملته الانتخابية للترشح للرئاسة تحت حماية ودعم رجل الأعمال "ساويرس" الذي ينتوي الترشح لانتخابات مجلس الشعب ويسعي للحصول على أغلبية برلمانية مستغلا قدراته المادية لنصبح أمام خطة عسكرة للدولة يقودها "العسكر" ويمولها "رجال الأعمال" ، ويعود تزاوج السلطة والمال كما كان يحدث بين مبارك وحسين سالم . ساويرس يسعي للسيطرة علي البرلمان وكان الدكتور سرحان سليمان - المحلل السياسي والاقتصادي- قد كشف فى تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" فى شهر 3 مارس الماضي 2014 – نفس الشهر الذي أعلن فيه السيسي ترشحه للرئاسة - عن اتصال "ساويرس" ب (12 حزباً)، وعرضه أموالاً عليهم، بغرض التنسيق فى الانتخابات وأموراً سياسية أخرى . وأضاف سليمان أنه يمتلك معلومات مؤكدة بأن ساويرس اشترط وقوع الحزب تحت مظلته وتحت سياسته ليتلقى الدعم المالى الكبير، مشيراً إلى أن ساويروس له دور كبير فى حكم مصر، وأنه يريد فرض سيطرته بشكل أكبر . سألنا د. سرحان فأكد أن "ساويرس" تواصل بالفعل مع أكثر من 12 حزب بينهم أحزاب مازالت تحت الإنشاء ، وعرض عليهم تقديم دعم مادي لهم مقابل أن يكونوا تحت سياسته ، مشيرا إلى أن ساويرس ينتوي خوض انتخابات مجلس الشعب القادمة ويريد إدارتها والتحكم بها ليكون فى صدارة المشهد والمتحكما فى القرار مع السيسي . وأوضح د. سرحان ل"الشرق" أن "ساويرس" لديه قناعة بأن الطريق الديمقراطي سيجعل الإخوان المسلمين فى صدارة المشهد ، ولذلك فهو يلجأ لاستخدم الطرق التي تمكنه من تغيير المسار الديمقراطي بطريقتين : (الأولى) هي أن يقف مع كل من يدعم الانقلاب العسكري ، و(الثانية) أن يستعد من خلال إمكانياته المادية "الأموال" للتدخل في المسار الديمقراطي وخوض انتخابات مجلس الشعب والحصول على الأغلبية من خلال إغراء الأحزاب والشخصيات الصغيرة التي ليس لديها القدرة على تأسيس أحزاب وإدارتها وذلك لحشد أغلبية برلمانية يستعين بها فيما بعد . ولفت إلى أن "ساويرس" له تأثير خطير فى الإعلام سواء المرئي أو المقروء ولديه كراهية سياسية عنيفة للإخوان بصفة خاصة وللتيار الإسلامي بصفة عامة لأنه متأكد أنهم سيصلون إلى الحكم فى حالة السير باتجاه المسار الديمقراطي . وأكد "سرحان" أن "ساويرس" يدعم أي عسكري لأنه يعتقد أنه سيكون حائط سد يمنع وصول أي إسلامي للرئاسة مشيرا إلى أنه من المعروف أن أي مرشح للعسكر سيكون بينه وبين التيار الإسلامي عداوة وقصاص . وقال إن من الطبيعي أن يستعين "السيسي" بشركة أمن متخصصة تكون موالية تماما للجيش لأنه لا يستطيع أن يظهر إلا كجنرال جيش و"ساويرس" بصفته رجل أعمال داعم ومؤيد للعسكر لرفضه الإسلاميين يستطيع أن يوفر له هذا المظهر وقد يصل دعمه للسيسي إلى أن يتكفل بدعاياته الانتخابية .