المقر مملوك لأحد رجال الأعمال ومواجه لقصر حسين سالم الفاخر فى التجمع الخامس «أوعى حد يمسك جسم غريب، أوعى حد يلتقط أى شىء من على الأرض»، قالها أحد قيادات تأمين مقر الحملة الرئيسية للمرشح الرئاسى المحتمل عبدالفتاح السيسى، عبر جهازه اللاسلكى، موجها تعليماته للعشرات من زملائه المشاركين فى عملية التأمين، الذين يرتدون شعار شركة «فالكون» العالمية للحراسة. يتحرك زميله الآخر فى محيط المكان بجهاز أسود صغير لكشف المفرقعات، فى الوقت الذى حلقت فيه مروحية فى محيط مقر الحملة للمشاركة أيضا فى التأمين، فيما غادر العشرات من شباب حملة «مستقبل وطن»، أمس الأول، بعد أن سلموا الحملة 26 ألف توكيل لدعم السيسى، رغم منع أيا من أفرادها أو الصحفيين من دخول المقر. الفيلا الفاخرة المكونة من دورين، التى تتخذها الحملة مقرا رئيسيا لها، تقع على أطراف حى التجمع الخامس الهادئ، غرب منطقة الشويفات بالقرب من مدرسة الشويفات الدولية، وأمام القصر المبنى على عدة أفدنة لرجل الأعمال الهارب حسين سالم مباشرة، حيث تبدو من الخارج بسيطة فى الديكور وطراز البناء، إلا أنها تحولت لقلعة حصينة يشرف على تأمينها نحو 70 فرد أمن مدربين على أعلى مستوى، مرتدين السترات الواقية، ومجهزين بأجهزة تواصل لاسلكية. «اخترناها بعيدا عن المناطق المزدحمة، ليسهل تأمينها»، قالها مصدر بالحملة، موضحا أسباب اختيار المكان، لعدم وجود بنايات مرتفعة (حيث إنها منطقة فيلات)، فى الوقت الذى رصدت فيه «الشروق» وجود أشخاص مسلحين «قناصة» فوق الفيلا وأعلى البنايات المجاورة لها. «ممنوع التصوير أو الاقتراب»، هذه تعليمات أفراد الأمن المكلفين بحراسة المقر على مدى ال24 ساعة، فى ظل تأمين المنطقة بالكامل، خاصة مع استقبال السيسى لبعض أنصاره ومؤيديه بالحديقة الخلفية للفيلا، التى نشرت الحملة صورا له بجوار الورود داخلها مع وفد من النوبة قبل أيام. تأمين المقر الرئيسى لحملة السيسى لم يكن مشابها لأى من عمليات تأمين المرشحين فى انتخابات الرئاسة عام 2012، فالأسلاك الشائكة المحيطة بالفيلا، والبوابة الالكترونية وأشعة «إكس» التى تفحص الحقائب قبل دخول المقر، ظاهرة مستحدثة مع ترشح وزير الدفاع المستقيل. وبحسب حارس إحدى الفيلات المجاورة، فإن الفيلا لم تكن مأهولة طيلة السنوات الثلاث السابقة، وكان يحرسها بعض الأفراد، مرجحا أن تكون مملوكة لأحد رجال الأعمال المعروفين دون تسميته.