تاريخ مصر يشهد لها على مر السنوات أنها لا تكون تسر القلب والقالب، إلا إذا اتخذت مكانها ومكانتها في الدائرة العربية، وتربعت على عرش الحرية من دون وصاية أو دعاية أو غواية أو وشاية، من مشاء بنميم، أو معتد أثيم، أو قوال لئيم، أو ساخط دميم، أو متذمر ذميم، أو عاص أليم، أو بغيض سقيم، أو حاقد لئيم. مصر في استقرارها قوة للعرب، وفي انتمائها لعروبتها نخوة، وفي تخلصها من براثن المدعين، قيمة وفي تحررها من ادعاءات المفترين، شيمة. فقدر مصر أن تكون في مركز الدائرة، فهي قطرها وقطرها، هي في الأساس بنت العزيز والعزة، والاعتزاز فلا يمكن أن تصبح في يوم من الأيام غصناً مكسوراً، أو طائراً مقهوراً، أو وحشاً مثبوراً، أو صوتاً مزجوراً، أو فكراً مسطوراً. مصر، هي النهر والبحر والفكر والطير والشجر، فإن مرت عاصفة على أشجارها فقد تنحني لبرهة، لكنها لا تنكسر. مصر المستقرة قرار كونها لا يقبل التأويل أو التهويل، أو الأقاويل، لأنها فقط مصر المحور والجور، والخبر والعبر، والنهر المتفجر، سنابل من أمل، يشع في الأقاصي، ويملأ المقل، مصر، هي المد والمدى والامتداد، هي رقية الهوى، وحرز العشاق، هي أصل الحلم والأشواق، فماذا يمكن أن تفعل زوبعة في نهر اعتاد أن يفرز شلالات نمائه وانتمائه، ويروي الأفئدة بالفرح، ويسقي جذور الأمنيات بعذب النث، وصفاء القطرات. مصر، هي هكذا، لن تكون إلا جذراً في الأرض وفرعاً في السماء، فاهبطوا مصر يا عرب، لأنها في الكلام الأول، أرض الينوع واليفوع، أرض الحقيقة التي طالما جاشت بينابيع الصد والرد والدفع باتجاه حلم عربي لا تغشيه غاشية، ولا تخالطه فاشية. لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا