إن محادثات السلام التي ترعاها الولاياتالمتحدة في تقدم، فهي لحظة لتقييم الأمور، ثم النظر إلى الأمام. والمملكة المتحدة صديق مقرب وثابت من الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، فنحن نسعى إلى حل عادل ودائم لهذا الصراع على أساس القيم المشتركة عالمياً، ولدينا رأينا كيف يمكن لهذا الصراع أن ينتهي، وهو التوصل إلى حل عن طريق المفاوضات مع دولة إسرائيل آمنة ومستقرة تعيش في سلام إلى جانب دولة فلسطينية آمنة قابلة للحياة وذات سيادة على أساس حدود 1967 مع تبادل الأراضي المتفق عليها، والقدس عاصمة مشتركة للدولتين، وإيجاد حل عادل ومنصف ومتفق عليه للاجئين. هناك بعض المفسدين من كلا الطرفين الذين لا يرغبون في رؤية هذه النتيجة تتحقق، فمن زرع القنبلة على متن الحافلة في إسرائيل يجب ألا يفوز. وأصاب الرئيس عباس عندما قال: العنف يولد العنف فقط، فالطريق إلى الأمام هو الطريق الذي اختاره: طريق الأمل مع العدالة لتحقيق سلام دائم، طريق الحوار والتفاوض. ويقود الرئيس أوباما ووزير خارجيته كيري مفاوضات السلام التي هي سرية بحق، حيث يمكن للطرفين تقديم التنازلات اللازمة لتحقيق السلام فقط بعيداً عن أضواء الدعاية، ولكن ما هو دور أوروبا، وبشكل خاص بلدي، في هذا الوقت الحاسم؟ لدينا دور، وهو دور مهم. أولاً: التأكيد على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق. التوسع الاستيطاني المنهجي هو أكبر تهديد منفرد لحل الدولتين الذي هو هدفنا المشترك، لكن الوقت ليس في صالحنا. ثانياً: تشجيع الطرفين على التفاوض بشكل جدي من أجل الصالح العام. ثالثاً: تقديم الأمل لكلا الطرفين في مستقبل أفضل لأطفالهم من خلال هذه النتيجة المتفق عليها، ولهذا قادت بريطانيا الطريق أمام أوروبا لتقديم دعم غير مسبوق لكلتا الدولتين في حال تم التوصل إلى اتفاق سلام، فالاتحاد الأوروبي على أهبة الاستعداد للدخول في الشراكة المتميزة الخاصة مع الدولة الفلسطينية المستقبلية ومع إسرائيل، فالتوصل إلى سلام مع إسرائيل عن طريق المفاوضات سيحقق مكاسب ضخمة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك علاقات سياسية واقتصادية وثقافية أكثر عمقاً مع أوروبا. وهذا هو الدور البريطاني الداعم بنشاط وقوة في هذا الوقت. نحن ندعم حكومة الرئيس عباس، بقيادة رامي الحمد الله، فهي الوسيلة الأفضل والوحيدة للاعتراف الدولي في آخر الأمر بدولة فلسطينية ذات سيادة، ويبقى مبدأ الاتحاد الأوروبي ثابتاً في التفريق بين إسرائيل داخل الخط الأخضر وجميع المستوطنات التي ندينها، كونها غير شرعية بموجب القانون الدولي، وسيبدأ تنفيذ المبادئ التوجيهية التمويلية للاتحاد ضد المستوطنات في 1 يناير عام 2014، وسيتم تنفيذه دون خوف أو تفضيل، كما نبقى معارضين لهدم المنازل. تؤمن المملكة المتحدة بقوة أن تعزيز العلاقات التجارية واحترام حقوق الإنسان غير قابلة للتجزئة، وتوجيهاتنا إلى الشركات البريطانية التي تعمل هنا يعكس رأينا الثابت بأن الضفة الغربيةوالقدسالشرقية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان هي أراضٍ احتلتها إسرائيل منذ عام 1967، ولن نعترف بأي تغييرات على حدود ما قبل عام 1967، بما في ذلك القدس، إلا إذا اتفق عليها الطرفان بشكل واضح، وبالتالي هناك مخاطر واضحة حول الأنشطة الاقتصادية والمالية في المستوطنات، ونحن لا نشجع أو نقدم الدعم لمثل هذه الأنشطة. أما على صعيد العلاقات الثنائية، فنحن ملتزمون بتعميق علاقاتنا مع الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربيةوالقدسالشرقية، حيث سنبدأ في الربيع القادم أول حوار استراتيجي مع السلطة الفلسطينية برئاسة رئيس الوزراء الحمد الله، في حين يلتقي مجلس أعمال فلسطين/بريطانيا في لندن يوم 20 مارس لخلق علاقات تجارية جديدة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والصناعات الزراعية، والسياحة، والاستثمار في القدس، ونحن بصدد إنشاء مركز في القنصلية ليكون بمثابة محور للعلاقات التجارية الخاصة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والاستثمار في إبداع رجال ونساء الأعمال الفلسطينيين. وغزة هي جزء أساسي من هذا العمل، حيث تعمل وكالة التنمية البريطانية هناك، وفي القدسالشرقية والضفة الغربية لمساعدة الشركات الفلسطينية لتنمو وتزدهر. إن غزة أساسية للدولة الفلسطينية المستقبلية، فهناك 1.7 مليون فلسطيني في غزة سيكونون من مواطنيها، وهم يعانون اليوم مشقة لا مبرر لها ولا يمكن تحملها، فالتيار الكهربائي ينقطع لمدة تصل إلى 18 ساعة يومياً، ومياه الشرب غير نقية، والطلاب والمرضى غير قادرين على المغادرة، وتبذل الأونروا قصارى جهدها للتعامل مع المشكلة، بدعم قوي من المملكة المتحدة، ولكن مع هذا يحتاج ويستحق سكان غزة ما هو أفضل. كما يتوجب على حماس أن تلتزم بوقف إطلاق النار المتفق عليه في العام الماضي، بما في ذلك إيقاف كامل لكافة الأنشطة المسلحة وإطلاق الصواريخ. وعلى جميع الأطراف البناء على هذه الاتفاقية لمعالجة أسباب الصراع، ويجب أن يكون هناك اتفاق بين مصر والسلطة الفلسطينية لإعادة فتح معبر رفح للسماح بالسفر الشرعي وإدخال الوقود لكي تعمل محطة الكهرباء. ويحاول الرئيس ورئيس الوزراء الحمد الله بنشاط على كل الجبهات بدعم قوي من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، فهناك حاجة شديدة الإلحاح. وكما أستعد أنا وزوجتي الآن للعودة إلى لندن بعد أكثر من ثلاث سنوات معكم، نود أن نشكر جميع العاملين في المجتمع المدني الفلسطيني الناشط جداً، والذين عملوا معنا لتعميق العلاقات الثنائية بين شعبينا، من النبي صالح إلى العقبة، ومن قلنديا إلى الكريمزان. أنا على قناعة بأن الجهود المبذولة حالياً لتحقيق السلام مع العدالة والكرامة تستحق كل دعمنا. إن الهدف نبيل: دولة إسرائيل آمنة تعيش إلى جانب دولة فلسطينية ذات سيادة مبنية على الديمقراطية وسيادة القانون والتعايش السلمي مع جيرانها، أولاً وقبل كل شيء إسرائيل، مع حرية التنقل والعبادة لكل من يؤمن بأن القدس مقدسة. هذا الهدف يتسحق التضحيات ويحتاج إلى الدعم الدولي. تبذل المملكة المتحدة مع شركائها قصارى جهدها لأن يصبح هذا الهدف واقعاً. نوع المقال: سياسة دولية الولاياتالمتحدةالامريكية القضية الفلسطينية