سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القنصل البريطانى العام فى القدس: ندعم جهود مصر لوقف دائم لإطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين..والوضع فى أمس الحاجة لمبادرة سلام جديدة تقودها الولايات المتحدة.. والمستوطنات تقوض أسس حل الدولتين
قال السير فينسينت فين، القنصل البريطانى العام فى القدس، فى بيان له بمناسبة العام الجديد، إن عام 2012 كان عصيباً جداً للشعوب المحبة للسلام فى غزة، والضفة الغربية، وفى إسرائيل معرباً عن أمله فى أن يكون 2013 مختلفا، مؤكداً على أنه إن "كانت لدينا الإرادة السياسية الجماعية - سنجعل عام 2013 عام السلام". ومضى "فين" يقول، إن الوضع بات فى أمس الحاجة لمبادرة سلام جديدة تقودها الولاياتالمتحدة فى أقرب وقت ممكن، وفى وقت مبكر من السنة الأولى من ولاية الرئيس أوباما الثانية. والرئيس الأمريكى يعرف جيداً هذه القضايا. ستحتاج هذه المبادرة إلى دعم قوى من الأوروبيين والمشاركة الكاملة لكل من القيادة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية التى ستتشكل بعد انتخابات 22 يناير القادم، الأمر الذى يتطلب قيادة جريئة وحاسمة من الطرفين لهذا النزاع الذى طال أمده، ومن الولاياتالمتحدة التى تملك قدرة فريدة على التأثير على كلا الطرفين للدخول فى مفاوضات ذات مصداقية ودون شروط مسبقة، للوصول إلى اتفاق دائم، وحل جميع القضايا وإنهاء جميع المطالبات. وأضاف قائلا، إن تحقيق حل الدولتين للصراع الإسرائيلى - الفلسطينى هو من أهم الأولويات الدولية لدى بريطانيا. نحن نؤيد التوصل إلى اتفاق عن طريق المفاوضات، والذى سيؤدى إلى عيش دولة إسرائيل بأمن و آمان إلى جانب دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة، على حدود عام 1967، مع تبادل الأراضى المتفق عليها، والقدس عاصمة مشتركة للدولتين ومع التوصل إلى حل عادل ومتفق عليه لتسوية قضية اللاجئين. هذا هو السبيل الوحيد لضمان نهاية دائمة وعادلة للصراع. ولتحقيقه، على الولاياتالمتحدة أن تبذل جهدا لم يسبق له مثيل منذ اتفاق أوسلو. وأوضح القنصل البريطانى، أن الركود بعملية السلام خلال السنتين الأخيرتين أضر بمصالح السكان المتأثرين بشكل مباشر من هذا النزاع، كما أضر بمصالح المجتمع الدولى. نحن بحاجة إلى كسر هذه الحلقة المفرغة من غياب المحادثات وعدم الثقة، والتى تتطلب بذل جهود من جميع الجهات، بما فى ذلك القيادة الفلسطينية وجميع الدول المجاورة للشعب الفلسطينى. وقال، إنه فى السنتين الأخيرتين، شهدنا توسعا استيطانيا منهجيا أدانته حكومة المملكة المتحدة والمجتمع الدولى. فالمستوطنات تقوض أسس حل الدولتين الذى هو فى خطر حقيقى مباشر. جميع المستوطنات تتعارض مع القانون الإنسانى الدولى، وبالتالى فهى غير قانونية. كما يتناقض إنشاء مستوطنات جديدة مثل جفعات هماتوس أو الاستيطان فى منطقة (E1 ) مع التزامات خارطة الطريق. فى رأينا أن أفضل رد على مثل هذا التوسع الاستيطانى الاستفزازى هو الاستمرار فى التركيز على التوصل إلى اتفاق عادل ودائم من خلال المفاوضات، ومد يد السلام مرة أخرى. وشدد على أن الرئيس محمود عباس هو رجل الشجاعة ورجل السلام، قائلا: "نحن نحترمه ونحترم صلاحياته القيادية. أما الركود الحالى فهو لا يفيد إلا أولئك الذين يرغبون فى بناء المزيد من المستوطنات. ويمكن لاتفاق سلام شامل أن ينهى حالة لا يمكن تحملها فى غزة والضفة الغربية، وهذا ما يزال هدفنا". وأضاف، "نتمنى السلام لسكان غزة وإسرائيل فى عام 2013. ونحن ندعم جهود مصر الشجاعة لتأمين وقف دائم لإطلاق النار. فالأطفال فى إسرائيل وغزة لديهم الحق فى أن يذهبوا إلى المدرسة دون خوف. ونريد أن نرى غزة تعيد بناء مستقبلها - مستقبل مرتبط ارتباطا وثيقا بالضفة الغربية كجزأ لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، كما يتصوره الرئيس عباس، مع حرية حركة الناس والسلع والخدمات". وأضاف، أن السلطة الفلسطينية هى السلطة الشرعية فى غزة، كما فى الضفة الغربية. نحن نؤيد بشدة السلطة الفلسطينية، التى اجتازت اختبار تنفيذ وظائف الدولة، والتى تستحق وتحتاج أن تنجح. لذلك نحن ندعو الحكومة الإسرائيلية إلى تحويل عائدات الضرائب فورا إلى السلطة الفلسطينية، ونحن نطلب من الدول العربية الوفاء بالتزاماتها أيضاً تجاه السلطة فى هذا الوقت العصيب. وستقوم وزارة التنمية الدولية البريطانية بمواصلة الاستثمار أكثر من 150 مليون دولار سنويا للمساعدة فى التنمية الفلسطينية فى عام 2013 وما بعده. وختم البيان بالقول: "لعام 2013: يستحق الشعب الفلسطينى أن يتمتع بنفس الحقوق والكرامة كأى شعب فى وطن آخر على وجه الأرض، يعيش جنبا إلى جنب فى سلام وأمن مع جميع جيرانه، إسرائيل ومصر والأردن. تحقيق هذا الهدف النبيل هو مسؤولية مشتركة، ومسؤولية ثقيلة وكبيرة. إذا لم يتم إحراز تقدم من خلال المفاوضات فى العام المقبل، يمكن لحل الدولتين أن يصبح من المستحيل تحقيقه. إن المملكة المتحدة على استعداد للقيام بدورها فى عام 2013، الذى يجب أن يكون عاماً حاسماً للسلام فى الشرق الأوسط".