قال الرئيس حسنى مبارك انه أعرب للرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز عن القلق من أن جهود السلام لم تحزر تقدما منذ لقائهما فى شهر مايو الماضى. وأضاف الرئيس مبارك - فى كلمة للرئيس مبارك فى مستهل المؤتمر الصحفي المشترك الذى عقده اليوم مع الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز - أننى أكدت تطلع مصر لتجاوب إسرائيل مع استحقاقات السلام ومرجعياته، ولا نريد أن نفقد أى فرص للسلام على الإطلاق. وأكد مبارك "أننا نريد أولا وقف الاستيطان فى الأراضى المحتلة بما فى ذلك القدسالشرقية وأن تستأنف المفاوضات حول كافة قضايا الوضع النهائى من حيث توقفت وفق حدود عام 1967 وقرارات الشرعية الدولية للتوصل إلى سلام ينهى معاناة الفلسطينيين ويقيم دولتهم المستقلة. نص كلمة الرئيس حسنى مبارك فى مستهل المؤتمر الصحفى المشترك أرحب بالرئيس شيمون بيريز، وقد أجرينا معا اليوم مشاورات صريحة ومطولة، حول القضية الفلسطينية وقضية السلام. لقد أعربت للرئيس بيريز عن القلق من أن جهود السلام لم تحرز تقدما منذ لقائنا شهر يوليو الماضى. وأكدت تطلع مصر لتجاوب إسرائيل مع استحقاقات السلام ومرجعياته بأفق سياسى يلتزم بمبادئها وأسسها بوقف الاستيطان بالأراضى المحتلة بما فى ذلك القدسالشرقية، واستئناف المفاوضات حول كافة قضايا الوضع النهائى من حيث توقفت وفق حدود عام 1967 وقرارات الشرعية الدولية للتوصل لاتفاق سلام ينهى معاناة الفلسطينيين ويقيم دولتهم المستقلة. كما أكدت أن المرحلة الدقيقة التى تمر بها جهود السلام لا تدع مجالا للحديث عن حلول مرحلية أو حدود مؤقتة للدولة الفلسطينية .. وإنما يتعين أن تستهدف جهودنا تسوية نهائية عادلة يتم تنفيذها فى إطار زمنى محدد متفق عليه. وحول الأوضاع الراهنة بالأراضى الفلسطينية المحتلة ، فقد جددت الدعوة اليوم لمزيد من التسهيلات ورفع الحواجز بالضفة الغربية ، ورفع الحصار الإسرائيلى عن غزة وتسهيل حركة الفلسطينيين بين الضفة والقطاع. من جانبه أعرب الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز عن شكره للرئيس حسنى مبارك. وأشاد بيريز فى كلمته بخبرة الرئيس مبارك وحكمته وقال أنه لولا دعمه الكبير ما تم التوصل إلى الكثير من الاتفاقيات، موضحا أن "25 سنة مرت دون حروب مما يعود الكبير للرئيس مبارك القائد الذى يمثل مصر الدولة العربية الأكبر". لماذا جاء بيريز؟ وأضاف بيريز: "لقد جئت اليوم من أجل البحث مع الرئيس مبارك عن سبل دفع عملية السلام والمضى قدما في المسار الصحيح. وأوضح أن حكومة إسرائيل راغبة ومستعدة للتوصل إلى حل الدولتين: دولة فلسطينية تكون جنبا إلى جنب مع الدولة الإسرائيلية. وقال إننا نريد أن نعيش بسلام وباحترام متبادل، كما نريد أن نرى الفلسطينيين يعيشون بسعادة مؤكدا انه دون سلام لن نعيش إلا بمزيد من الصراعات. ومضى بيريز قائلا: "أعتقد أن الرئيس مبارك وأنا شخصيا نقر بأنه على الرغم من وجود الكثير من المشاكل الخطيرة، إلا أنه مازال أمامنا الكثير من الفرص، وبالتالى علينا أن نعمل معا بنشاط وبجد للتوصل إلى حل لمشكلات الشرق الأوسط وبداية بحل المشكلة الفلسطينية معربا عن اعتقاده بأن الإرهاب غير مقبول لأى منا ونريد حل مشكلتنا بسلام وبالطرق السياسية وليس بالقتل والعنف. وقال الرئيس الإسرائيلي إن الطموحات الإيرانية كى تصبح إمبراطورية في الشرق الأوسط تقف عائقا أمام حل مشكلات المنطقة، مضيفا أن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لا يمثل أى أمل إيجابي لشعوب المنطقة. وأكد عدم السماح بأن يمزق الشرق الأوسط بهذه الطريقة من الخديعة، حسب تعبيره، مشددا على أن مصر وقائدها العظيم يبذلون جهودا كبيرة في هذا الصدد، موضحا أن جوهر محادثاته مع الرئيس مبارك تركزت على ذلك. ودعا إلى التغلب على كل الصعوبات الموجودة وتفادي ما أسماها "خيبات الأمل" والنظر إلى المستقبل بتفاؤل، معتبرا أنه من الممكن تحقيق السلام في المنطقة. وأوضح أن هناك موقفا فلسطينيا وآخر إسرائيليا وكلا الجانبين لديهما آراء مختلفة، مشددا على ضرورة التفاوض لتحقيق السلام وهو أمر ممكن تحقيقه. وقال: "إننا على قناعة وإنه مازال على قناعة بأنه يتعين وضع كل الجهود والقدرات للاستمرار في المسيرة السياسية والوصول إلى حل يرضي الطرفين وأن هذا الرأي يمثل موقف الحكومة الإسرائيلية الحالية. ورأى أن هناك بعض الشروط المقبولة، وأن إسرائيل لا تريد أى معاناة للجانب الفلسطيني. وأعرب بيريز عن تقديره واحترامه للرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن " لأن نواياه محترمة وهو يعد السلطة الشرعية للشعب الفلسطيني وأن إسرائيل تحترم هذا الموقف. وأشار إلى أنه يتحدث بالنيابة عن دولة إسرائيل، مؤكدا ضرورة العمل سويا للتوصل إلى حل عادل وموثوق وآمن للصراع الطويل بين إسرائيل وبين الفلسطينيين بمساعدة من الجانب المصرى وقائدها الأعظم الرئيس حسنى مبارك. مبارك: لابد من التطرق إلى كل الفرص وردا على سؤال بشأن وجود آمال لإمكانية إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، قال الرئيس مبارك: "أى فرصة يمكن انتهازها لتحقيق السلام لابد من التطرق اليها.. ونحن نسعى إلى ذلك.. إن خطابى فى مجلس الشعب وتطرقى لهذا الموضوع هو نفس الكلام الذى دار اليوم بتفاصيل مع الرئيس شيمون بيريز بشأن المستوطنات والقدس، وكل هذه المواضيع لابد من إيجاد حلول لها. إن الحدود المؤقتة غير مقبولة.. ولازلت أقول أن هناك فرصا للسلام لابد بكل الطرق من كلا الجانبين الوصول إلى سلام. إن القضية مستمرة منذ 60 عاما والشعب يعانى والأرض مقسمة والمشاكل كثيرة، وأتمنى أن يستجيب الجانب الإسرائيلى خاصة فى الوقت الراهن" . وبشأن وجود أى نوايا إسرائيلية لإيقاف عملية الاستيطان، قال الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز إن "الحكومة الإسرائيلية ذكرت أنه فور بدء المفاوضات السلمية مع الفلسطينيين لن تكون هناك مستوطنات جديدة فى الميدان، لن تجرى أى استثمارات مالية لبناء المستوطنات فى الضفة الغربية، وسيتم إخلاء المستوطنات غير الشرعية، وما سيبقى بعد ذلك يجب أن نجد له حلا، ونحن مستعدون لذلك". وأشار بيريز إلى أن قضية المستوطنات يمكن إيجاد حل لها عن طريق المفاوضات بين الطرفين، لكنه أكد ضرورة بدأ التفاوض فورا كى يتم حل هذه المشكلة. بيريز: القدس تعتبر ضمن السيادة الإسرائيلية وقال الرئيس الإسرائيلى إن "موضوع القدس مختلف عن بقية المواضيع، فالقدس تعتبر ضمن السيادة الإسرائيلية ولا تعتبر مستوطنة وبالتالى فان أى تغيير للوضع القائم يجب أن يحدث عن طريق المفاوضات بين الطرفين". وأضاف بيريز: "لا نريد أن نخرج كل يوم بمقترح جديد، علينا أن نتفق ونتمسك بخارطة الطريق الأمريكية، وإذا قام كل طرف بتقديم مقترحات كل يوم فذلك يعنى إعادة المفاوضات من الصفر"، معربا عن قناعته بأنه يمكن حل الخلافات عن طريق المفاوضات إذا بذل كل طرف من الاطراف جهوده. وأضاف بيريز أن إسرائيل ترغب فى أن يكون للفلسطينيين دولة خاصة بهم، إلا أنه أكد مجددا ضرورة العودة إلى المفاوضات، مضيفا أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو معنى بالتوصل إلى حل سلمى بين الطرفين. وعلق الرئيس مبارك قائلا: "إننى تكلمت مع الرئيس شيمون بيريز عن موضوع القدس بصفة خاصة القدس ليست مشكلة فلسطينية فقط وإنما هى مشكلة تهم كل مسلم فى العالم فإذا لم نصل إلى حل للقدس وعدم تهويدها فان إسرائيل ستكسب عداء كل المسلمين فى العالم، ولقد شددت على هذا الموضوع لأننا نريد أن تكون القدس أحد الموضوعات المطروحة على طاولة المفاوضات ". وبدوره قال بيريز: "إننا نحترم جميع الأديان ونؤكد لأصدقائنا المسلمين بأننا نحترم تماما قدسية هذه الإمكان، ونود أن نبين هذا الاحترام لهذه الأماكن المقدسة ولا نود إطلاقا أن نخلق مشاكل مصطنعة حول القدس". وبشأن رفض إسرائيل الانضمام لمعاهدة حظر أسلحة الدمار الشامل بينما تضغط بقوة لإجهاض المشروع النووي الإيراني، قال بيريز: "نحن لا نهدد أي طرف ولكن إيران هي من تهدد أمن إسرائيل ولابد أن توقف إيران كل التهديدات والخطط الرامية لتدمير إسرائيل، نحن لا نهدد أي طرف ولسنا عدوا لأي طرف، والإيرانيون ليسوا أعداء لإسرائيل ولكنا ضد القيادة القائمة حاليا في إيران". وأضاف الرئيس الإسرائيلى أن القيادة الإيرانية تنفى وقوع كارثة إبان الحرب العالمية الثانية، وبالتالي يجب قيام كل طرف بالعمل لمصلحة السلام وحل المشكلات بشكل إنساني من خلال اتفاق وبموافقة سياسية.