ما الذي يحصل في هذا العالم العربي وإلى اي درجة يمكن لأنفاسنا ان تظل طبيعية ولأعصابنا ان تسترخي، ولقلوبنا ان تطمئن على مستقبل اولادنا وأحفادنا. ما به هذا العصر الذي كيفما برمت وجهك سوف ترى مساحة عربية لها نصيب في العبث، وفي الخراب والدمار والموت المجاني اليومي .. باتت بلادنا تلك يصعب الاقامة بها في وقت يصعب مغادرتها ايضا .. فماذا نفعل. (!؟) انه السؤال الذي يواجه أبناء بلاد الشام في هذه الأيام، وتراه واجه غيرهم وغدا سيواجه آخرين .. دائرة تدور على الكل لن يسلم منها بلد او احد. تراه ما هو السبب .. مرة هو الدم الذي لا يغسل إلا بالدم، ومرة هو الفقر، ومرة هو الاستعمار، ومرة هي اسرائيل، ومرة هي هذا كله مجتمعا. يبدو أن السبب الحقيقي هو السبب الذي يتبخر كلما ذكرنا الأسباب الحقيقية، أو ربما هنالك ما هو نشيج داخلي يمنع ذكر الأسباب أو يمحو خارطتها. اشتقت إلى دمشق، إلى كل احيائها وخاصة قديمها، صرت اتندر على الذكرى وانا من كثرة ما عشت من حروب أدركني الخوف المبرر من الفواجع المفاجئة التي هي في صنو العالم العربي. صحيح اننا نكتب احيانا عن الوحدة في عز التفرق، وعن الفرحة في ظل أكثف الألم، وعن الكبرياء في اعتى ايام الذل، وعن الغد الذي يهولنا التطلع إليه .. لكننا مع ذلك نأمل كما أملنا في السابق، وكما صبرنا خمسة عشر عاما على الحرب الأهلية اللبنانية فإذا بها تقف ولا تنتهي، فهل نصبر على الحروب العربية أعواما واعواما لتقف ولا تنتهي ايضا. اشتقت لتلك العواصم، لكن دمشق اميزها، فهل يسمح لنا التاريخ ذلك اذا عرفنا أننا بلا مستقبل واضح ..! لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا