انسحبت قوى حزبية وشبابية، اليوم، من أول لقاء يجمعها مع محافظ السويس، شمال شرقي مصر، ذي الخلفية العسكرية، رافضة ما وصفته ب "تعمده التقليل من شأنها"، وهو ما نفاه المحافظ للاناضول. وقال علي أمين، المتحدث باسم جبهة الإنقاذ الوطني (التي تشكلت في عهد مرسي لمعارضة نظامه) في المحافظة: "فوجئنا خلال اجتماعنا مع المحافظ اللواء عربي السروي بتعمده التقليل من شأن الأحزاب والقوى السياسية والثورية بالمحافظة، وتعامله بشكل غير جيد معنا؛ وهو ما دفعنا جميعا للانسحاب من الاجتماع، ورفض المشاركة في أي اجتماع آخر معه". وأضاف للأناضول: "لن نسمح بوجود ديكتاتور جديد داخل المحافظة، وليس معني أن المحافظ الحالي هو أحد أبناء المؤسسة العسكرية (الجيش) أن يقوم بالتعامل معنا بهذة الطريقة، فنحن لن نسمح بذلك، ونرفضه، وسنقوم بمقاطعة هذا المحافظ". من ناحيته انتقد إسلام مصدق، عضو جبهة ثوار السويس - تتكون من شباب شاركوا في معارضة نظامي الرئيسين السابقين محمد حسني مبارك ومحمد مرسي - ما يعتبره "تقليلا" من المحافظ لدور الشباب والأحزاب في تنمية المحافظة. وقال للأناضول: "انسحبت من اجتماع المحافظ مع كل القوى السياسية والحزبية والشبابية التي حضرته؛ لأن المحافظ يرى أن دور الأحزاب السياسية الإبلاغ عن أعطال الكهرباء ومشاكل الصرف الصحي في الشوارع، ويرى أن دور المدرس أن يبدأ بتنظيف المدرسة، ودور الشباب دهان الأرصفة، وأن يشارك المواطنون في التفتيش على المدارس في إطار ما يسمي بالمشاركة المجتمعية". وأضاف مصدق، أنه "خلال كلمتي قلت للمحافظ إن لديه خلط في مفهوم المشاركة المجتمعية ودور الأحزاب والشباب، فرد عليا بأن من لا يعجبه ذلك يمكن ألا يشارك في هذا الدور، واحتد النقاش، وأيدني جميع الحضور، ثم انسحبنا من الاجتماع احتجاجا على عجرفته في الكلام.. العقلية العسكرية للأسف لم ولن تتغير". وبحسب مراسل الأناضول فإن جميع القوى التي حضرت الاجتماع - ,وبينها جبهة الإنقاذ - هي من مؤيدي قيام قيادة الجيش بعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي في 3 يوليو/تموز الماضي. وردا على التصريحات السابقة قال المحافظ عربي السروي لمراسل الأناضول "أنا أحترم جميع القوى السياسية بالمحافظة، بدليل أنني من دعوتهم للاجتماع، وطالبتهم بالمشاركة في تطوير المحافظة خلال المرحلة المقبلة". ونفى المحافظ، الذي تم تعيينه في حركة تغيير للمحافظين الشهر الماضي، ما تردد عن اتباعه "أسلوبا مسيئا" في التعامل مع القوى التي حضرت الاجتماع، قائلا: "لم أوجه أي إساءة لأحد". ومحافظة السويس الإستراتيجية تعد من أهم أسباب اشتعال ثورة 25 يناير/كانون الثاني التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2011؛ حيث اشتعلت فيها أحداث الثورة مبكرا عن بقية المحافظات، وسقط فيها أول قتيل خلال الاحتجاجات.