مسجد الشيخ زايد عندما تمر بالقرب من حياضه الشريفة، تحيطك هالة الرجل الأصيل بدفء الأواصر وكفاية المآثر وحسن المخابر، وبريق الجواهر تسعدك وتبهرك وتدهشك وتأخذك إلى حيث يحضر الأوفياء والنبلاء والنجباء، والأصلاء، والشرفاء، من أبناء هذا الوطن الذي اعتلى منبر الكبرياء بشرف الذين صنعوا من الوطن حديقة غناء وشجرة فيحاء، وجنّة على الأرض تحرسها عين السماء.. هذا المسجد، الممهد بسجادة الكرم، وخير النعم، وجزالة الكلم، وبلاغة الشيم، ورفقة القيم، ونبوغ أهل الفكر والعلم، هذا المسجد ينتصب الآن شاهداً وواعداً، وسارداً، وناشداً، وقاصداً، وفارداً موائد الرحمن، حيث ترتشف القلوب معاني الأمل، وتستشف الأرواح أحلى الجمل، بدءاً من بوابته حتى باحته، وانتهاء بفسيح محمل محرابه المبجل، هذا المسجد بضريح الغائب الحاضر، يعيد للذاكرة مفردة الحضور المنعم، بذكرى من ذكّر العالم بالأولياء الصالحين، والنبلاء الصادقين، والأوفياء المخلصين الذين أخلصوا وصدقوا فامتلكوا القلوب طواعية من دون تكلف أو تزلف أو تهاتف.. مسجد الشيخ زايد، العلامة والشامة والقدرة المستدامة، والنجمة الطالعة في سماء وطن، نجومه قلوب استضاءت بنور الإيمان، بوحدة الوطن، ورفعته وشموخ إنسانه ورسوخ بنيانه ووضوح بيانه، وتفرع أغصانه، ونداوة أشجانه، وخصوبة جناته.. مسجد الشيخ زايد المائدة المستديرة تحلق حولها طيور السفر الطويل، مقتطفة من ثمرات الحب، ما يشف الأرواح ويدمل الجراح، ويملأ النفوس ببلسم الارتواء، ودواء الشفاء، من عوز وحاجة.. في هذا المسجد تطوف الخلايا العرفانية ممتلئة بقدرة البذل من أجل تعميم النهل، لكل ذي حاجة أو عابر سبيل، في هذا المسجد فتح رمضان المبارك كفوف العطاء وقطوف السخاء للناس أجمعين، وتنفتح أبواب السماء بهطول جداولها هذه الأيدي المفرودة كأجنحة الطير الرحيم، وروافدها هذه القلوب المشروحة كأوراق الشجر. لقراءة المقال كاملا اضغط هنا