قبل عدة أشهر، كانت هناك جهود عربية رسمية وشعبية حثيثة أقنعت الدول الغربية برفع حظر السلاح عن الثوار السوريين وبدا أن هناك تضامنًا واسعًا من الجميع، وخاصة فرنسا وبريطانيا، وتراجع الموقف الأمريكي المتحفظ وقتها تحت الضغط وبدا أن الحصار سيكسر عن الثوار في مسألة التسليح، وفجأة قبل أسبوع تقريبًا من المؤتمر المقرر الذي تم التجهيز له والعمل المضني له على مدار أسابيع، يخرج أحد قيادات تنظيم "جبهة النصرة" التي تقاتل إلى جانب الثوار في سوريا ليعلن أن الجبهة تدين بالولاء لتنظيم القاعدة وزعيمها أيمن الظواهري، فما كان إلا أن تبخر المؤتمر وسحبت فرنسا تأييدها، وطالبت عواصم غربية بوضع تلك الجبهة على قائمة الإرهاب الدولي وحذرت أمريكا من إرسال السلاح إلى الثوار في سوريا لأنه سيصل إلى أيدي الإرهابيين، واحتفل نظام بشار الأسد وحلفاؤه في موسكو وطهران بهذا التصريح احتفالًا كبيرًا جدًا، وأبرزوه بشكل متتالٍ لعدة أيام وأصبح الشعار الذي يضعه شريك بشار في جرائم قتل الشعب السوري، بوتين، في وجه أي مسؤول غربي يتحدث معه عن الثورة السورية وعن مذابح بشار، معتبرًا أنه يذبح إرهابيين، فهل تبكي على إرهابيين؟! وفي تقديري لو أن بشار الأسد واستخباراته اعتصروا كل خيالهم وإمكانياتهم ومكرهم من أجل أن يضروا بالثورة السورية فما كان لهم أن ينجحوا بعشر ما نجح فيه "القائد الهمام" الذي أعلن ولاءه لأيمن الظواهري وتنظيم القاعدة. أحيانًا تضعك بعض التصرفات للإسلاميين على حافة الجنون، من فرط عدم التصديق بإمكانية أن يرتكب تلك الأفعال عقلاء أو من لهم أدنى بصيرة سياسية أو إحساس بالمسؤولية، وكثيرًا ما تفاجأ عندما تتكلم عن ذلك بالأوداج المنتفخة: هل نسيت ما فعلوه في كذا وكذا؟ ويظل يذكرك بالتاريخ والجغرافيا والمماليك والتتار والروم والحروب الصليبية، وعبثًا تحاول إقناعه بأن حسابات مصالح الأمم والشعوب لا يمكن أن تؤسس على مثل هذه العشوائية في التفكير، ولا يصح الهروب من الجريمة المحققة في حق الأمة الآن بالتترس خلف صراعات التاريخ وظلالها الكئيبة. لقراءة المقال كاملا اضغط هنا